الأستاذ محمد أشين: من الانتفاضة الأولى إلى طوفان الأقصى
يسلط الأستاذ محمد أشين الضوء على مسيرة معاناة الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال والخذلان الدولي والعربي، مبيّنًا كيف تحولت المقاومة من فعلٍ عفوي بالحجر إلى قوة منظمة ومتطورة، ويؤكد أن هذا التحول لم يكن خيارًا سياسيًا عابرًا، بل استجابة وجودية أدرك فيها الفلسطيني أن الدفاع عن الأرض والكرامة لا يكون إلا بالإرادة والسلاح.
كتب الأستاذ محمد أشين مقالاً جاء فيه:
يواجه الشعب الفلسطيني، منذ ما يقارب قرنًا من الزمن، احتلالًا مستمرًا، ومصادرةً للأراضي، ومجازر ممنهجة، وعمليات تهجير لا تنقطع، هذا الظلم لم يستثنِ امرأة ولا طفلًا ولا شيخًا، بل استهدف شعبًا بأكمله، وأمام هذه المأساة، وقفت المؤسسات والهيئات الدولية موقف المتفرج، فيما عجزت الأمة الإسلامية، التي يبلغ تعدادها نحو ملياري مسلم، عن تقديم حل جذري ودائم لهذه القضية، بل إن القوى العالمية، بدلًا من الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، انخرطت في شراكات وتحالفات مع الكيان الصهيوني المحتل، لتصبح شريكة في هذا الظلم.
ورغم رابطة الدين والأخوة والانتماء العرقي، فشلت الأنظمة العربية والإسلامية في أن تكون عونًا للشعب الفلسطيني، وعجزت عن القيام بواجب الأخوة، فقضية فلسطين التي طالما اعتُبرت القضية المركزية للأمة العربية، وقعت ضحية خيانات بعض الأنظمة، وحسابات المصالح الضيقة، والسياسات الوطنية الأنانية، لا تقل في ضررها عن ممارسات الاحتلال الصهيوني ذاته.
هذا الواقع القاتم لم يترك أمام الشعب الفلسطيني خيارًا سوى الدفاع عن حقوقه بإرادته الذاتية وقوته الخاصة.
وفي الثامن من ديسمبر/كانون الأول عام 1987، اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الأولى، المعروفة بـ«انتفاضة الحجارة»، واستمرت ست سنوات، كانت مواجهة غير متكافئة، وقف فيها الفلسطينيون العزّل، بأيديهم العارية، في وجه الدبابات والصواريخ، مستخدمين أبسط سلاح: الحجر، وكان وقود هذه الانتفاضة في الغالب أطفالًا وشبانًا صغار السن، لم يحتاجوا إلى خطط معقدة أو أسلحة متطورة؛ فقد كانت الحجارة المتوافرة في كل مكان، والغضب المتراكم في صدورهم، كافية لإشعال المقاومة، تجمعُ عدد من الأطفال الخارجين من مدارسهم ورشقُهم جنود الاحتلال بالحجارة، كان التعبير الأصدق والأكثر نقاءً عن روح المقاومة.
ومع الوقت، تجاوزت هذه المقاومة الأطر اليسارية والقومية الضيقة، لتتجسد في شكل مقاومة إسلامية، بوصفها الخيار الطبيعي للشعب الفلسطيني المسلم، وقد شكّلت الانتفاضة الأولى صدمة عنيفة للكيان الصهيوني، وأفشلت العديد من مشاريعه ومخططاته.
وبعد سبع سنوات، اندلعت الانتفاضة الثانية، «انتفاضة الأقصى» (2000–2005)، التي شهدت تحولًا نوعيًا وكميًا في طبيعة المقاومة، فقد تحولت الحجارة إلى مقاليع، ثم إلى أسلحة أكثر تنظيمًا وصواريخ، وتحولت العمليات الفردية إلى عمل منظم، مخطط له ومؤطر ضمن استراتيجيات واضحة، كما انتقل صوت المقاومة من الأزقة والمخيمات إلى الساحات العامة والرأي العام الدولي.
ومع مرور الوقت، تطورت الانتفاضة لتصبح كيانًا متكامل الأركان، يمتلك أبعادًا سياسية واقتصادية وعسكرية وإعلامية، وحلّت منظومات تصنيع السلاح والعمل العسكري المنظم محل الأيادي التي كانت ترشق الحجارة، وأصبحت المقاومة قادرة على تنفيذ عمليات معقدة برًا وبحرًا وجوًا.
وقد تُوّج هذا المسار بعمليات مفصلية، أبرزها «سيف القدس» عام 2021، وصولًا إلى «طوفان الأقصى» عام 2023، ولم يعد الكيان الصهيوني يواجه أطفالًا يحملون الحجارة، بل قوة منظمة، متجددة، تتطور باستمرار، وتملك من القدرات ما يجعلها عصية على الكسر، حتى بدعم الولايات المتحدة وحلفائها.
لقد أدرك الشعب الفلسطيني، عبر تجاربه المريرة، أن كسر الاحتلال لا يكون إلا بإرادته وقوته، وأن طريق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة يمر عبر المقاومة المسلحة.
ومن هنا، فإن تسليم السلاح أو التخلي عن المقاومة لم يعد خيارًا مطروحًا أمام الفلسطينيين، ولن يكون هناك تراجع مهما بلغت التضحيات. وكما قال أحد قادة المقاومة الإسلامية، خالد مشعل:
"السلاح هو روح الشعب الفلسطيني… والروح لا تفارق الجسد إلا بالموت". (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
ينتقد الأستاذ محمد كوكطاش ازدواجية الدولة التي تختزل قضايا الخمر والقمار في مسألة الضرائب لا القيم، كما يلفت إلى تناقض المجتمع المتدين الذي يرفض ليلة رأس السنة فقط ويتغاضى عن بقية أيام العام.
يسلّط الأستاذ محمد أيدن الضوء على تحوّل الإعلام من ناقلٍ للخبر إلى أداةٍ فاعلة في توجيه الوعي وصناعة الواقع، متسائلًا عن الجهات التي يستند إليها والأهداف التي يخدمها بعيدًا عن مصلحة الناس.
يؤكد الأستاذ حسن ساباز أن تصاعد الغضب داخل المجتمع الأمريكي لا يرتبط فقط بالاعتبارات الإنسانية لغزة، بل برفض الطبقة الوسطى لإنفاق أموالها على دعم الاحتلال دون عائد، ما دفع واشنطن لمحاولات تضليل الرأي العام بقضايا جانبية.