توقفت أنشطة المنظمات الإغاثية، أُغلِقت المخابز، وتوقفت تمامًا عمليات توزيع المياه في غزة، حيث يزداد الحصار الصهيوني عمقًا يومًا بعد يوم، المجاعة باتت على الأبواب، أُطلِق نداء استغاثة: "إنسانيتنا تضيع".

لا يتسبب القصف المكثف والحصار الكامل المستمرين منذ أشهر في غزة فقط في خسائر بالأرواح، بل يؤديان أيضًا إلى كارثة إنسانية خطيرة، نتيجة لمنع الكيان الصهيوني دخول المساعدات، تحولت المجاعة في المنطقة إلى أزمة جماعية.

ورغم أن وزارة الخارجية الأمريكية ادعت أن "الحل لإيصال المساعدات الغذائية إلى غزة بات على بعد خطوات قليلة"، إلا أنها لم تكشف عن أي تفاصيل بشأن الخطة، وسط هذا الغموض، أعربت الدول الأوروبية والمنظمات الإغاثية عن ردود فعل حادة تجاه خطط الكيان الصهيوني الرامية للسيطرة على المساعدات الإنسانية وتوزيعها عبر شركات خاصة.

توقفت المساعدات: نفد دقيقنا ونفد أملنا

شلّ الحصار المشدد المفروض منذ 2 آذار/ مارس تمامًا نظام المساعدات الإنسانية، وأعلنت منظمة المطبخ المركزي العالمي (World Central Kitchen - WCK) عن توقف جميع أنشطتها في المطابخ والمخابز المتنقلة بسبب نفاد المواد الأساسية، كانت WCK توفر يوميًا 130 ألف وجبة طعام و80 ألف رغيف خبز، وأصدرت بيانًا قالت فيه: "لم يعد لدينا شيء لنطبخه".

وقال خوسيه أندريس، مؤسس المطبخ المركزي العالمي: "الشاحنات في مصر والأردن وإسرائيل جاهزة وتنتظر، لكنها بحاجة إلى تصريح للتحرك. يجب فتح الطريق أمام المساعدات".

كما أفاد برنامج الأغذية العالمي بأن مخزون الطعام في المنطقة قد نفد تمامًا. وأكد الخبراء أن خطر المجاعة ينتشر بسرعة، وأن الأمراض الناجمة عن سوء التغذية أصبحت لا يمكن السيطرة عليها.

"هذه جريمة حرب"

ووصفت المنظمات الدولية لحقوق الإنسان الحصار المفروض على غزة بأنه «تكتيك التجويع»، مشيرة إلى أنه يندرج ضمن جرائم الحرب. من جهته، قال شون كارول، رئيس منظمة الإغاثة الأمريكية للشرق الأدنى (Anera)، إن الأزمة وصلت إلى نقطة حرجة:

"كنا نوزع نحو مليون وجبة أسبوعيًا، لكننا خلال الـ66 يومًا الماضية تمكنا من توزيع بضعة آلاف فقط. لقد نفدت مخزوناتنا، يجب تجربة كل السبل السياسية والدبلوماسية والاقتصادية. لأننا نفقد إنسانيتنا".

"مراكز المساعدات في حالة فوضى"

وفي عدد قليل من مراكز المساعدات التي لا تزال مفتوحة في المنطقة، حدثت حالة من الفوضى، اضطرت النساء والأطفال وكبار السن إلى الاصطفاف في طوابير طويلة للحصول على المواد الغذائية القليلة المتبقية، في حين أُغلقت المخابز وتوقفت أنظمة توزيع المياه بسبب نقص الوقود. (İLKHA)