الأستاذ عبد الله أصلان: تفكك البنية الاجتماعية سرقات واعتداءات ولا أحد يتكلم
يؤكد الأستاذ عبد الله أصلان أن تفاقم السرقة والتنمر وتراجع القيم الأخلاقية يكشف خللًا عميقًا في التربية والمجتمع، ويهدد بانهيار الروابط الاجتماعية والأمنية، ويؤكد أن غياب الردع والصمت عن هذه المظاهر يفتح الباب أمام جرائم أخطر تهدد استقرار المجتمع بأكمله.
كتب الأستاذ عبد الله أصلان مقالاً جاء فيه:
بينما نتحدّث عن القيم التي نتمسك بها، لا يمكن تجاهل حجم القلق الذي يثيره ما نشهده اليوم من انتشار العادات السيئة وتأثيرها العميق على المجتمع، فحين نتأمل الواقع، نسأل أنفسنا: في أي عصر نعيش؟ وأي نوع من التعليم نتلقّى حتى نصل إلى هذا المستوى من الانحدار؟
نرسل أبناءنا إلى المدارس وهم بفطرتهم الطاهرة، لكننا نصطدم لاحقًا بجيل يختلف تمامًا عمّا توقعناه، ممارسات التنمّر بين الطلاب، وتجرؤ البعض على السلوك المهين تجاه معلميهم، باتت مشاهد مألوفة في كثير من المؤسسات التعليمية.
لقد أصبح واضحًا أن التخصص وحده لا يكفي، فالمجتمع لا يحتاج فقط لمهندس أو طبيب أو عالم ناجح في مهنته، بل يحتاج قبل ذلك إلى إنسان يحمل الأخلاق والمسؤولية، فما جدوى أن يكون شخص ما ضابطًا أو موظفًا رفيعًا وهو يفتقد النزاهة؟
القضية الأكثر إيلامًا أن نرى موظفًا مسؤولًا عن حفظ الأمانات يتحول إلى مقامر وسارق، ويستغل موقعه لسرقة عشرات الكيلوغرامات من الذهب والفضة والهروب إلى الخارج، كيف وصل إلى هذا المستوى؟ وكيف تمكن من فعل ذلك رغم وجود الإجراءات الأمنية؟ أسئلة تدفعنا للتفكير في حجم الخلل وفي توقيت تحرك الجهات المعنية، إن كانت قد تحركت أصلًا.
في كثير من الحالات، يعرف المواطن حتى مكان وجود السارق، لكن الإجراءات البطيئة تجعل الأمور تُدار وكأنها تصبّ في مصلحة المجرم، إلى أن يختفي هو والمسروقات معًا، لا نعمّم الاتهام، لكن الوقائع المتكررة تكفي لإطلاق ناقوس الخطر.
وحين يجرؤ البعض على سرقة خزنة محل تجاري كاملة، فإن ذلك يشير إلى خلل خطير: إما ضعف في الأمن أو قصور في القانون، الردع هنا ضرورة، لا رفاهية؛ لأن من أمن العقوبة أساء الأدب.
وما يزيد المشكلة تعقيدًا هو انهيار الروابط الاجتماعية، فحتى الجيران لم يعودوا يسألون عمّا يحدث بجانبهم، قد تُفرغ شقة كاملة، ويُنقل أثاثها بشاحنة أمام أعين السكان، دون أن يتكلف أحد عناء السؤال: من أنتم؟ وإلى أين تنتقلون؟ هذه القطيعة لها ثمن، وثمنها باهظ.
بل إن جريمة قتل عائلة كاملة في قضاء "قزل تبه" جاءت بدافع السرقة، حيث قتل الجاني جيرانه الزوجين وطفلهما البالغ خمس سنوات من أجل المال والذهب، من أين خرج هذا الجيل الوحشي؟ وماذا أفادت آلاف المدارس والمساجد وبرامج الوعظ إذا كان هذا هو الناتج؟
إن بناء الإنسان الأخلاقي هو الأساس، بدونه تزداد الجرائم والسرقات والاعتداءات، ويصبح المجتمع كله معرضًا للانهيار، لا بد من كبح المجرمين وإبعاد كل من يحميهم أو يغطي عليهم، عندها فقط سيدرك الجميع حدودهم، وسيتعلمون احترام أرواح الناس وأموالهم.
الهشاشة الأخلاقية، والسرقة، والتنمر، كلها مؤشرات واضحة على تفكك المجتمع، أما الصمت عنها، فسيجرّنا إلى ما هو أسوأ، نسأل الله السلامة. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يحذّر الأستاذ محمد أيدن من السموم الذهنية والمجتمعية التي تنتشر في عصرنا، وعلى رأسها التسمم عبر وسائل التواصل والغذاء والعنصرية، مؤكدًا أنها تهدد الأفراد والمجتمع وتتطلب وعيًا وحلولًا عاجلة.
يؤكد الأستاذ محمد كوكطاش أن مكانة مسعود بارزاني لدى الأكراد ثابتة لا تمس، محذرًا في الوقت نفسه من أن التصعيد القومي والتحريض الإعلامي قد يهددان مسار "تركيا بلا إرهاب" ويقوّضان فرص استقرار المشهد السياسي.
يؤكد الأستاذ عبد الله أصلان أن الاحتلال يواصل ارتكاب مجازره في غزة ضاربًا بالهدنة عرض الحائط، فيما ينشغل العالم بالمطالبة بنزع سلاح المقاومة بدل وقف الجرائم.