الأستاذ نشأت توتار: الذكاء الصناعي وأزمة الوعي البشري
يحذر الأستاذ نشأت توتار من اعتماد البشر المفرط على الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أنه رغم تسهيله للحياة، فإن الإفراط في استخدامه قد يقود الجيل الجديد لفقدان التفكير النقدي والإبداعي، ويؤكد ضرورة التعاون مع التكنولوجيا دون التخلي عن العقل البشري.
كتب الأستاذ نشأت توتار مقالاً جاء فيه:
منذ أن هبط سيدنا آدم إلى الأرض، بدأ البشر رحلة حياتهم الدنيوية التي تستمر في التطور نحو الكمال المادي. ومع دخول الحاسوب حياتنا، اتسعت هذه الرحلة بسرعة مذهلة، ففي اللحظة التي نظن فيها أن الأمر بلغ حدّه الأقصى، يظهر فجأة اختراع تكنولوجي جديد لم نكن نحلم به، ولم نخطط له، ولا حتى خطر على بالنا، مما يثير فينا مزيجًا من الحماسة والقلق والخوف.
في عصرنا الحالي، يعدُّ "الذكاء الاصطناعي" أكثر المجالات بحثًا وتداولًا، وأكثرها استثمارًا من قبل شركات التقنية الكبرى.
ويشير العديد من الباحثين إلى مؤتمر دارتموث عام 1956 كنقطة بداية ظهور الذكاء الاصطناعي على الساحة العالمية. فقد عرف فيه جون مكارثي، ومارفن مينسكي، وكلود شانون الذكاء الاصطناعي بأنه "علم صناعة الآلات الذكية، وخاصة البرامج الحسابية الذكية"، وتوقعوا أنه بحلول السبعينيات سيصبح المجتمع محاطًا بالآلات الذكية. ومع ذلك، لم تظهر أول الأمثلة العملية للذكاء الاصطناعي إلا في تسعينيات القرن الماضي، مثل فوز الكمبيوتر العملاق "ديب بلو" التابع لشركة IBM على بطل العالم في الشطرنج غاري كاسباروف عام 1997، وهو ما اعتُبر مرحلة مفصلية في تاريخ الذكاء الاصطناعي.
واليوم أصبح الذكاء الاصطناعي متاحًا للاستخدام في جميع المجالات تقريبًا، ويستخدمه معظم الناس.
ووفق بيانات معهد الإحصاء التركي (TÜİK) في 1 أكتوبر 2025، صرح 19.2% من الأفراد في تركيا باستخدامهم للذكاء الاصطناعي الإنتاجي. وأظهرت البيانات أن أكثر فئة تستخدم الذكاء الاصطناعي هم الشباب بين 16–24 عامًا بنسبة 39.4%، يليهم الفئة العمرية 25–34 عامًا بنسبة 30%، ثم 35–44 عامًا بنسبة 15.5%. أما كبار السن بين 65–74 عامًا، فمعدل استخدامهم منخفض جدًا.
لا شك أن كل تكنولوجيا تدخل حياتنا تسهلها بشكل كبير، والذكاء الاصطناعي ليس استثناءً، ويمكن القول إن كل اختراع أو اكتشاف أو تطوير تكنولوجي، باستثناء الاستخدامات العسكرية، يهدف إلى تسهيل حياة الإنسان وزيادة راحته ورفع مستوى رفاهيته، والذكاء الاصطناعي يخدم هذا الهدف أيضًا وهذه هي إحدى أبعاده.
أما البُعد الأكثر أهمية فهو الأضرار التي قد يسببها استخدام الذكاء الاصطناعي للبشرية، وتشير بيانات معهد الإحصاء إلى أن الغالبية العظمى من مستخدمي الذكاء الاصطناعي هم من الشباب، مما يعطي مؤشراً إلى أن الجيل الجديد سيعتمد بشكل متزايد على هذه التقنية، حيث أصبح طلاب المدارس الثانوية يقدمون الواجبات التي يكتبها الذكاء الاصطناعي بدلًا منهم، والطلاب الجامعيون يعتمدون عليه في إعداد الأبحاث بدلًا من العمل بأنفسهم، والكتاب يكتبون مقالاتهم للصحف بواسطة الآلات، وكذلك الروائيون وكتاب القصص وكتب الأطفال.
من يستخدم الذكاء الاصطناعي ويغفل التفكير الذاتي، يجد نفسه تدريجيًا يفقد القدرة على التفكير النقدي والتحليلي، واستخلاص النتائج من البيانات، ومقارنة السيناريوهات المختلفة وتحليلها. بعبارة أخرى، من يسلم نفسه لتكنولوجيا لا تفكر، قد ينسى التفكير تمامًا في المستقبل. فمن يثق بالذكاء الاصطناعي لكتابة المقالات، والروايات، والأبحاث، سيصل في النهاية إلى مرحلة لا يستطيع فيها التفكير أو الكتابة أو البحث بشكل مستقل.
لذلك يجب أن نستفيد من هذه التكنولوجيا، ولكن دون أن نسلم زمام الأمور لها بالكامل، علينا أن نستمر في طرح الأسئلة، والبحث، والإبداع، وأن نتعاون مع التكنولوجيا لتطوير أنفسنا، دون أن نسمح لها بتقويض عقولنا وقدراتنا العقلية التي منحناها الله والتي تميزنا عن باقي الكائنات، وإلا فإننا بعد جيل واحد فقط قد نجد مجتمعًا عاجزًا عن التفكير، والابتكار، والعمل الذاتي، مجرد مجتمع بلا عقل. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
أكد نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية، إسلام الغمري أنّ سوريا شهدت خلال العام المنصرم تحولاً مفصلياً أعاد لها سيادتها بعد سقوط المنظومة الموظفة خارجياً، ودخلت البلاد مرحلة جديدة تتقدّمها تحديات البناء وترسيخ أسس الدولة الدستورية في عامها الثاني.
يؤكّد الأستاذ محمد كوكطاش أنّ تجاهل إنجاز البروفسورة سِدا كسكين أفجي في تركيا يعكس مجتمعًا يُمجّد الشهرة السهلة ويهمّش التفوق العلمي، محذرًا من خطر فقدان جيل قادر على الابتكار والمعرفة الحقيقية.
يؤكد الأستاذ عبد الله أصلان أن تفاقم السرقة والتنمر وتراجع القيم الأخلاقية يكشف خللًا عميقًا في التربية والمجتمع، ويهدد بانهيار الروابط الاجتماعية والأمنية، ويؤكد أن غياب الردع والصمت عن هذه المظاهر يفتح الباب أمام جرائم أخطر تهدد استقرار المجتمع بأكمله.
يحذّر الأستاذ محمد أيدن من السموم الذهنية والمجتمعية التي تنتشر في عصرنا، وعلى رأسها التسمم عبر وسائل التواصل والغذاء والعنصرية، مؤكدًا أنها تهدد الأفراد والمجتمع وتتطلب وعيًا وحلولًا عاجلة.