الأستاذ حسن ساباز: ما الذي يطمح إليه الاحتلال؟

يؤكد الأستاذ حسن ساباز أن العدوان الصهيوني على إيران ليس مجرد تحرك عسكري بل جزء من مشروع استعماري طويل الأمد يستهدف منع قيام نموذج سياسي إسلامي، ويؤكد أن المقاومة ضرورة، وأن الصمت أمام التوسع الصهيوني خيانة ستطال الجميع.
كتب الأستاذ حسن ساباز مقالاً جاء فيه:
إن الضربات التي وجهها الكيان الصهيوني ضد إيران في سياق لا يمكن فصله عن المشروع الإمبريالي العالمي طويل الأمد الذي يستهدف الأمة الإسلامية، فالمسألة ليست مجرد رد فعل عسكري آني، بل هي امتداد لخطة استراتيجية تهدف إلى منع تشكّل نموذج سياسي قائم على المبادئ الإسلامية في أي دولة داخل العالم الإسلامي.
منذ عقود، يسعى هذا الحلف الاستعماري – عبر حكومات عميلة، وتغذية الانقسامات المذهبية، وتقديم نماذج سيئة باسم الإسلام – إلى تفكيك كل محاولة لبناء مشروع نهضوي إسلامي حقيقي، وقد نجح إلى حد بعيد في تثبيت هذه المعادلة، خصوصًا من خلال الحروب النفسية والإعلامية وتوظيف الجماعات المتطرفة كأدوات تشويه ممنهجة.
في الوقت ذاته، لم يكن نشر العصابات الصهيونية في فلسطين المحتلة منذ بدايات القرن العشرين إلا جزءًا من هذه الخطة، فبدعم غربي مباشر، خاض الكيان ثلاث حروب خلال 25 عامًا ضد جيوش عربية كبرى، ليس فقط لإلحاق الهزيمة الميدانية بها، بل لترسيخ عقدة "إسرائيل التي لا تُقهر" في الوعي الجمعي العربي.
وبينما كان الغرب يتحدث عن مفاوضات وحلول سياسية، كان الاحتلال يتمدد، ومع الزمن، قبِل قسم من الرأي العام العربي بهذه المعادلة عبر أنظمة وظيفية ساهمت في شرعنتها.
لكن حين تراجعت التيارات القومية واليسارية، بدأت أصوات الحركات الإسلامية المحاصَرة بالظهور من جديد. وفي الوقت الذي ظن فيه الكيان الصهيوني أنه نجح في فرض واقع الاحتلال والضم، فوجئ ببروز مقاومة إسلامية باسلة – رغم ضعف الإمكانيات – أزعجت حساباته.
وقد شكّلت عملية طوفان الأقصى نقطة تحوّل، إذ أوقفت التدرج المخطط له، وكشفت وجه الاحتلال الحقيقي. وللمرة الأولى منذ عقود، شاهد العالم فظائع الاحتلال، ومجازره، وجرائمه، بعدما ظل لسنوات يعيد إنتاج خطاب "الضحية الصهيونية" أمام ما يسمى بـ"الإرهاب الإسلامي".
لقد قلبت العملية المفاهيم: أثبتت أن المقاومة شرف، وأن الاحتلال جريمة، وأن من يقدمون أنفسهم ضحايا هم في الحقيقة من أعتى المجرمين في تاريخ البشرية.
لكن الكيان الصهيوني لم يستوعب حجم التحول، فاستمر بالتحرك ضمن خطته الكبرى، وفي هذا السياق، جاء العدوان على إيران، بعد أن استهدف مسبقًا لبنان وسوريا والعراق واليمن، وهو اليوم يعلن بلا مواربة أن كل دولة لا تخضع له ستكون هدفًا مشروعًا له.
لم يكن الهجوم على إيران مجرد عمل عسكري محدود، بل يحمل في طياته رسالة: "نحن موجودون داخل كل بلد، نملك شبكات تجسس، ويمكننا الوصول إليكم"، وهو بذلك يسعى إلى جر إيران للرد على منشآته النووية، ليستخدم ذلك ذريعة لشن حرب نووية محدودة، ضمن حسابات يدرك جيدًا أنها لن تقابل بأي ردع دولي بسبب الغطاء الأمريكي الكامل له.
الرهان الأكبر لدى الكيان الصهيوني أن استخدام السلاح النووي – ولو مرة واحدة – سيمنحه "حصانة مطلقة" في المنطقة، وحقًا مفتوحًا لضرب أي هدف يريده لاحقًا دون خوف من ردود حقيقية.
في ضوء ذلك، فإن الدول والشعوب الرافضة للهيمنة الصهيونية والإمبريالية مطالبة بالتحرك المشترك العاجل قبل أن تصل النيران إلى أبوابها، الصمت ليس خيارًا، والحياد خيانة، والانتظار يعني أن الدور آتٍ لا محالة. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
سلط الأستاذ نشأت توتار الضوء على توسع عدوان الكيان الاحتلالي الإرهابي في المنطقة واستهدافه لإيران مما قد يجعل تركيا هدفاً لاحقاً، مؤكداً ضرورة مواجهة هذا الخطر بحزم سياسي وعسكري ودعم المقاومة لتحقيق الأمن والسلام.
أكّد الأستاذ سعاد ياسين أن واجب الحكام وقادة الدول إعداد الجيوش لنصرة الدين لا الاستمتاع بالحكم.
يؤكد الأستاذ محمد كوكطاش أن معيار قوة الشعوب يكمن في صمودها وتلاحمها مع الأرض، مستشهدًا بثبات الفلسطينيين والإيرانيين تحت القصف، في مقابل ارتباك الصهاينة، ليخلص إلى أن النصر في النهاية سيكون حتمًا لأصحاب الأرض.