محمد كوكطاش: حين تختبئ إسرائيل في الملاجئ.. تختار إيران الوقوف في الساحات

يؤكد الأستاذ محمد كوكطاش أن معيار قوة الشعوب يكمن في صمودها وتلاحمها مع الأرض، مستشهدًا بثبات الفلسطينيين والإيرانيين تحت القصف، في مقابل ارتباك الصهاينة، ليخلص إلى أن النصر في النهاية سيكون حتمًا لأصحاب الأرض.
كتب الأستاذ محمد كوكطاش مقالاً جاء فيه:
في تقييم الشعوب وقدرتها على الصمود، لا تكفي المقاييس الاقتصادية أو العسكرية وحدها، بل تكمن القوة الحقيقية في تلاحم الشعب مع الأرض، وفي مدى استعداده للتضحية والثبات عند الشدائد، فحين تتساقط القنابل من السماء، وتجد الناس بدلًا من الفرار يملؤون الساحات وينظّمون المسيرات، فاعلم أن تلك الأرض قد امتزجت بدماء أبنائها، وأنه لم يعد بالإمكان فصل الإنسان عن الأرض في ذلك الوطن.
اليوم تُظهر إيران هذا المعنى بكل وضوح، فبرغم غياب منظومات الدفاع الجوي القادرة على التصدي لصواريخ وبنادق الكيان الإسرائيلي، فإن الشعب الإيراني لا يفرّ إلى الملاجئ، بل يملأ الساحات ويخرج إلى الشوارع في رسالة واضحة: لا نخشى الموت، ولن نتخلى عن الأرض، وهذه الرسالة يجب أن يتوقف عندها المعتدون طويلًا، وأن يعيدوا حساباتهم بناءً عليها.
وليس هذا بجديد على الأمة الإسلامية، لقد رأيناه مرارًا في غزة وفي عموم فلسطين، فمنذ سنوات طويلة، اعتدنا على مشهد فريد: أينما سقط صاروخ إسرائيلي، تجد الفلسطينيين يتقاطرون إلى موقع القصف، لا هربًا بل حضورًا، لا خوفًا بل تحدّيًا، بينما في سائر أنحاء العالم – وفي مقدمتها بلادنا – ما إن يقع انفجار حتى يفر الناس من المكان بأسرع ما يمكن، لكن الفلسطينيين بخلاف ذلك يعيدون تعريف مفهوم الشجاعة والثبات.
وإذا ما انتقلنا إلى الطرف المقابل، نرى صورة معاكسة تمامًا، فالصهاينة ما إن تُسمع صافرات الإنذار – بل أحيانًا حتى قبلها – يهرعون إلى الملاجئ مذعورين، رغم أن احتمالات إصابة الصواريخ التي تُطلق عليهم تكاد تكون ضئيلة، واحتمالات اعتراضها وتدميرها مرتفعة للغاية، لكن الخوف يسيطر عليهم، لماذا؟ لأنهم في قرارة أنفسهم يعلمون أن الأرض التي يعيشون عليها ليست لهم، وأنهم اغتصبوها بقوة السلاح، وليس لهم فيها جذور ولا انتماء.
وفي المقابل المسلمون – حين تتساقط القنابل – يرون أن ما يلي ذلك هو الشهادة، وقد رضوا بها مسبقًا، وتجهزوا لها، لكن الصهاينة متى ما شعروا أن الملاجئ لم تعد كافية، فإنهم لا يختارون الشهادة بل يختارون الفرار، وقد رأينا ذلك في أكثر من مناسبة: ما إن تضيق الأرض عليهم، حتى يسرعوا إلى المطارات ويغادروا فورًا.
وهنا تتضح المعادلة: المسلم حتى لو سُويت بلاده بالأرض، فلن يرحل عنها، أما الصهيوني فمتى ما شعر بتهديد حقيقي لراحته ورفاهيته، سيتخلى عن كل شيء ويهرب.
إذن من هو الأقوى؟ من هو الذي يملك الأمل في النصر؟ من الذي سينتصر في النهاية: أصحاب الأرض الصامدون، أم الغزاة المرتعدون؟
نحن على يقين أن المستقبل سيكون لأصحاب الأرض، وأن لحظة انهيار المشروع الصهيوني آتية لا محالة.
اللهم أرنا اليوم الذي يرحل فيه الصهاينة عن أرض فلسطين لا عودة لهم بعده. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
أكّد الأستاذ سعاد ياسين أن واجب الحكام وقادة الدول إعداد الجيوش لنصرة الدين لا الاستمتاع بالحكم.
يُبرز الأستاذ عبد الله أصلان أهمية تعزيز الأمن الداخلي في تركيا، التي قد تكون الهدف التالي بعد إيران، مشددًا على أن إيران ستواصل جهودها للحصول على السلاح النووي كوسيلة ضرورية للردع وسط تصاعد الغضب الدولي.
يحذّر الأستاذ محمد كوكطاش من الاختراق الصهيوني داخل إيران وتركيا، مطالبًا الدولة التركية بالتحرك العاجل لاعتقال الصهاينة الذين قاتلوا في غزة وعادوا إلى تركيا، باعتبارهم خطرًا على الأمن القومي، ويؤكد أن محاسبتهم ستكون خطوة رائدة تُحتذى عالميًا.