الأستاذ محمد أشين: سفينة مادلين والنمل

يسلط الأستاذ محمد أشين الضوء على استمرار المجازر الصهيونية في غزة وسط صمت دولي، مؤكدًا أن الأمل الحقيقي يكمن في وحدة الدول وتحركها الجماعي لكسر الحصار وإنقاذ الفلسطينيين.
كتب الأستاذ محمد أشين مقالاً جاء فيه:
بين أعين البشرية جمعاء، يستمر الكيان الصهيوني في ارتكاب مجازر إبادة جماعية بحق أهل غزة، وسط صمت مخيف من غالبية دول العالم، لا تقتصر المواقف على التفرج، بل هناك دعم سياسي وعسكري واقتصادي صريح لهذا القتل الجماعي.
في ظل هذه الظروف القاسية، يصبح الصمت تجاه هذا الظلم دعمًا مباشرًا للظالم، فالأبرياء في غزة لا يحتاجون فقط إلى القنابل والصواريخ ليقضى عليهم، بل يموتون يوميًا جوعًا وعطشًا وأمراضًا، وما يزال الخطر الأكبر قادمًا مع احتمال وقوع مجازر جماعية.
رغم كل ذلك، تفشل معظم الدول في القيام بدورها الإنساني البسيط بتقديم المساعدات الغذائية والطبية لسكان غزة المحاصرين.
وفي هذا الإطار، انطلقت سفينة صغيرة اسمها "مادلين" بطول 18 مترًا من ميناء كتانيا الإيطالي في الأول من يونيو، حاملة على متنها 12 ناشطًا بهدف إيصال مساعدات إنسانية إلى غزة، لم تكن "مادلين" جزءًا من أسطول ضخم أو محمية بسفن حربية، لكنها كانت صوت الضمير الإنساني الذي لم يمت بعد، تحاول كسر الحصار الظالم.
تحولت "مادلين" فجأة إلى محور اهتمام الإعلام، ومع تزايد الأخبار حول مسارها ومصيرها، بدأت تهديدات الكيان الصهيوني تظهر بوقاحة، مستذكرين سابقة سفينة "مافي مرمرة" التي تعرضت لهجوم قرصنة من قبل الاحتلال، وأسفرت عن استشهاد 10 ناشطين وجرح العشرات.
ورغم كل التحذيرات، تعرضت سفينة "مادلين" لنفس المصير؛ فقد تم اختطافها بطريقة قرصنة على يد الاحتلال، وتم تقييد أيدي الناشطين الإثني عشر على متنها وأسرهم.
ردّت الدول التي كان من بينها تركيا (لها مواطنان على السفينة) وفرنسا (7 مواطنين)، بإدانات ونداءات للإفراج عن نشطائها، لكن ذلك لم يكن كافيًا لكسر جدار الصمت الدولي.
وهنا تبرز قصة رمزية تعكس واقعنا: في غابة كان فيل يدوس على عش نمل يوميًا، فيقتل المئات، لم يكن للنمل القدرة على مواجهته، فقرروا تحذير الفيل من العواقب، تجاهل الفيل التحذير، وعندما هجم النمل عليه، لم تتحرك سوى نملة واحدة لتتسلق ظهره، بينما باقي النمل يهتف لها بصوت واحد "اضغطي عليه، اضغطي عليه!".
بالطبع، الصهاينة ليسوا فيلاً، والإنسانية والأمة ليست نملًا، بل العكس صحيح، فحجم الإنسان وأمته أكبر بكثير من حجم الصهاينة.
لكن المشكلة تكمن في غياب الوحدة والتكاتف، وعدم استثمار الإمكانات المتاحة، ما يؤدي إلى استمرار هذا الظلم.
في الوقت الذي يجب أن تتحرك فيه الإنسانية بكامل قوتها، تتوقف الآمال على سفينة "مادلين" الصغيرة فقط.
لو خصصت كل دولة سفينة واحدة على الأقل، مع حماية بحرية مناسبة، لما تجرأ الصهاينة على التمادي في ممارساتهم الهمجية.
لو فعلت تركيا، ومصر، والسعودية مجرد خطوة من هذا النوع، لخرجت آلاف السفن، وخرج الملايين في مظاهرات دعم، لكن للأسف، كما النمل في القصة، يظل الجميع ينتظر "مادلين" لتكسر الحصار، ويهتفون بصوت واحد "اضغطي عليه، اضغطي عليه".
إنها دعوة للوحدة والعمل الجماعي، لكيلا تبقى الإنسانية مجرد صدى من الأماني، بل واقعًا يعيد الأمل ويوقف مجازر غزة ويعيد للكرامة المجروحة حقها. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يصوّر الأستاذ محمد كوكطاش لحظة طغيان الإنسان حين يظن نفسه مستغنيًا عن خالقه، ويدعو إلى تذكيره بأصل خلقه ومآله ضعفًا وافتقارًا، ويؤكد أن هذا التأمل ليس فقط للاتعاظ الذاتي، بل منهج دعوي فعّال في مواجهة الغرور والإنكار
يؤكد الأستاذ عبد الله أصلان أن فظائع الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين جريمة كونية كبرى ، ويحث الضمير الإنساني العالمي على التحرك لكسر هذا الظلم ودعم مسيرة تحرير غزة.
يدين الأستاذ حسن ساباز الصمت الدولي والتواطؤ الإقليمي تجاه الحصار الوحشي المفروض على غزة، مؤكدًا أن كسر الحصار لا يكون إلا بالفعل والقوة لا بالشعارات.