أعرب الرئيس الأوكراني "زيلينسكي" عن مخاوفه إزاء مقترح أميركي لإنشاء "منطقة اقتصادية حرة" في أجزاء من إقليم دونباس شرقي البلاد.

وقال زيلينسكي في مؤتمر صحفي بالعاصمة كييف إن واشنطن اقترحت إنشاء هذه المنطقة في إطار اتفاق سلام يتم التفاوض عليه مع روسيا، وأن أوكرانيا ستنسحب من تلك المناطق بموجب الاتفاق، مشيراً إلى أن الجانب الروسي يصف المكان بالمقابل بأنه منطقة منزوعة السلاح، وأن التفاهم يقوم على عدم تقدم القوات الروسية داخلها.

ووفقاً لما نقلته شبكة CNN، أكد "زيلينسكي" أن هذه المبادرة قد تساعد في كسر الجمود الدبلوماسي، لكنه شدد على أن إدارة المنطقة وآليات ضمان انسحاب عادل ومتبادل لا تزال محل تساؤل. وقال متسائلاً: "إذا طُلب من الأوكرانيين الانسحاب، فلماذا لا ينسحب الطرف الآخر المسافة نفسها في الاتجاه المقابل؟"، مشيراً إلى أن موسكو يجب أن تنسحب أيضاً من الأراضي التي تسيطر عليها حالياً.

كما تساءل الرئيس الأوكراني عن الجهة التي ستشرف على المنطقة الاقتصادية الحرة، مضيفاً: "إذا انسحبت قوات من جانب واحد وبقيت الأخرى في مواقعها، فما الذي سيمنع تلك القوات الروسية من التقدم لاحقاً؟".

وأكد "زيلينسكي" أن الخطة الأميركية المقترحة تتضمن انسحابات متبادلة للقوات من مناطق سومي وخاركيف ودنيبروبتروفسك، بينما تقضي بـ تجميد خطوط الجبهة الحالية في منطقتي زاباروجيا وخيرسون جنوب البلاد.

وجدد "زيلينسكي" تأكيده أن أي حلول إقليمية لإنهاء النزاع يجب أن يُقررها الشعب الأوكراني عبر انتخابات أو استفتاء، قائلاً: "الروس يريدون السيطرة على كامل دونباس، لكننا بالطبع لا نقبل بذلك. أثق بأن الشعب الأوكراني سيحسم هذا الأمر".

وفي سياق متصل، عقد زيلينسكي اجتماعاً عبر الفيديو مع وزير الخارجية الأميركي "ماركو روبيو"، ووزير الدفاع "بيت هيغسِث"، والمبعوث الخاص "ستيف ويتكوف"، إضافة إلى "جاريد كوشنر" صهر الرئيس الأميركي "دونالد ترامب"، وشارك في الاجتماع أيضاً الأمين العام لحلف الناتو "مارك روته".

وأوضح "زيلينسكي" أن فريقه أجرى مباحثات مع الجانب الأميركي حول ضمانات أمنية، مؤكداً أهمية الحصول على أجوبة واضحة بشأن الإجراءات التي سيتخذها الحلفاء في حال تعرضت أوكرانيا لهجوم جديد من روسيا.

وكانت شبكة ABC News قد كشفت أن أوكرانيا قدمت للولايات المتحدة خطة سلام محدّثة من 20 بنداً، تتضمن أفكاراً جديدة بشأن أراضي ومحافظة محطة زاباروجيا النووية.

وفي خضم هذه التطورات، يواصل الرئيس الأميركي "ترامب" الضغط على كييف للقبول بالخطة الأميركية، معبّراً عن نفاد صبره تجاه أوكرانيا وبعض الحلفاء الأوروبيين. وقال ترامب: "إن مناقشات صارمة جرت بينه وبين قادة أوروبيين حول مقترحات حل الأزمة، داعياً زيلينسكي إلى اتخاذ موقف واقعي بشأن خطة السلام". (İLKHA)