قورتولموش: من الممكن تعايش الأتراك والكُرد والعرب في هذه الجغرافيا بروح الأخوّة والانسجام
أكد رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش أن مسار “تركيا بلا إرهاب” سيعزز ليس فقط السلام الداخلي، بل أيضاً إرادة شعوب المنطقة في العيش المشترك، مشدداً على ضرورة ترسيخ الوحدة والأخوّة في مواجهة المشاريع الإمبريالية.
استقبل رئيس مجلس الأمة التركي الكبير (البرلمان) نعمان قورتولموش مجموعة من النواب السابقين عن منطقتي شرقي وجنوب شرقي الأناضول في قاعة اجتماعات هيئة رئاسة البرلمان، مؤكداً أن هذه الزيارة تمثل دعماً معنوياً مهماً في مرحلة وصفها بـ"المنعطف التاريخي".
وقال قورتولموش في كلمته: "إن الشخصيات التي مارست العمل السياسي طويلاً في تلك المناطق تدرك جيداً صعوبة المرحلة التي مرّت بها البلاد، وخاصة خلال الفترات التي ألحق فيها الإرهاب أضراراً جسيمة بالمنطقة والبلاد، مضيفاً أن حالة "الأمن والأخوة" التي وصلت إليها تركيا اليوم هي قيمة يدرك أهميتها من عايش تلك الظروف".
وأشار إلى أن نصف قرن من عمر الجمهورية قضته تركيا في مواجهة الإرهاب، الذي أودى بحياة عشرات الآلاف من الشباب، من المدنيين وعناصر الأمن على حد سواء، لافتاً إلى أن تقديرات عام 2013 أظهرت أن كلفة الإرهاب على تركيا بلغت 1.2 تريليون دولار، وهي قيمة كانت ستتضاعف عدة مرات لو أُعيد حسابها اليوم.
وأكد قورتولموش أن الإرادة الشعبية الداعمة لمسار "تركيا بلا إرهاب" باتت أقوى من أي وقت مضى، موضحاً أن مؤسسات الدولة تتحرك هذه المرة في انسجام تام وبإرادة سياسية مشتركة. وأضاف أن البرلمان التركي وفّر، لأول مرة، أرضية حوار موسعة عبر "لجنة التضامن الوطني والأخوّة والديمقراطية"، التي عقدت 19 اجتماعاً واستقبلت ممثلين عن مختلف شرائح المجتمع، منظمات مدنية، سياسيين، وزراء، مؤسسات حكومية، أجهزة أمنية، رؤساء برلمان سابقين، وعائلات الشهداء.
وبحسب كرتولموش، ورغم اختلاف المقترحات والآراء، فإن جميع المشاركين اتفقوا على مطلب واحد: "نريد صمت السلاح ودفن البنادق لا أبناءنا". وأكد أن هذا التوافق يشكل قوة دافعة أساسية لمواصلة المسار الهادف إلى إحلال السلام والاستقرار في البلاد.
"لم يكن وصول اللجنة البرلمانية إلى هذه المرحلة أمراً سهلاً"
وأوضح كرتولموش أن المحاولات التي جرت في الفترات الماضية لإنهاء الإرهاب تعرضت لعمليات تخريب من جهات داخلية وخارجية، وأن هذه المحاولات كانت تُقوَّض في كل مرة يُعتقد فيها أن الحل بات قريباً. وذكر أن تورغوت أوزال ونجم الدين أربكان وسليمان دميريل اتخذوا خطوات لحل هذه المشكلة في فترات حكمهم، لكنها للأسف باءت بالفشل.
وقال قورتولموش مواصلاً حديثه:
"خلال فترة حكم حزب العدالة والتنمية الممتدة منذ 23 عاماً، جرى أيضاً القيام بعدة محاولات لحل هذه المسألة، وفي آخر محاولة، أي ما يسمى بعملية "الحلّ"، اعتُقد أن كل شيء وصل إلى مرحلة ناضجة للغاية، إلا أن الجهات المحرّضة في الداخل والخارج تدخلت مجدداً وأفشلت العملية. لذلك نقول إننا هذه المرة سننجح بالتأكيد. لقد دخل هذا الأمر في طريق لا عودة فيه. وبخلاف كل التجارب السابقة، طُرح هذا الملف اليوم باعتباره مشروع دولة. فجميع المؤسسات والهيئات العامة تنفذ ما يترتب عليها بشكل متناغم. ولأول مرة، تقوم السياسة—بجميع الأحزاب المختلفة في البرلمان التركي—بوضع نفسها كعنصر مراقب في هذا المسار، وتعمل على تقديم المقترحات المتعلقة بالجانب البرلماني وما سينشأ لاحقاً من ترتيبات إدارية وقانونية. لم يكن من السهل أبداً وصول اللجنة البرلمانية إلى هذه المرحلة. لقد بذلنا جهداً كبيراً لضمان بقاء الجميع حول الطاولة. وباستثناء حزب سياسي واحد، شارك 11 حزباً ممثلاً في البرلمان في اللجنة، وحتى الاجتماع الأخير، ظهرت اللجنة كمنصة حوار ديمقراطي راقية، وقدّمت نموذجاً يعكس مستوى الديمقراطية التركية. ستقدم اللجنة تقريرها بشكل ناجح وشامل. وقد قدمت عدة أحزاب سياسية وعدد من أعضاء اللجنة تقاريرهم الخاصة. وبعد تجميعها، آمل أن نتمكن في أقرب وقت من إعداد تقرير مشترك، وبأغلبية كبيرة كما فعلنا حتى الآن، ونرغب بطبيعة الحال أن يكون بتوافق كامل، ليُرفع بعد ذلك إلى البرلمان التركي الكبير بما يتعلق بالخطوات المقبلة والترتيبات اللازمة، حتى يكون اتخاذ القرارات ممكناً. وبهذا تكون اللجنة قد أدت واجبها، ونأمل أن يستكمل البرلمان في أقصر وقت ممكن، ومن دون تأجيل، الجانب التشريعي المتعلق بهذه المسألة".
"الاقتراب من القضية برؤية شاملة تشمل جميع التوجهات السياسية أمر لا مفر منه"
وأشار قورتولموش إلى أن أعمال اللجنة سارت بشكل أفضل بكثير مما خُطِّط له في البداية، وأن جميع الأحزاب السياسية بذلت جهوداً للمساهمة في العملية بروح من التفهّم، مؤكداً أن استمرار هذا النهج حتى الآن أمر مهم للغاية.
وأكد أن مسار "تركيا بلا إرهاب" ليس مساراً يمكن أن تديره حكومة أو حزب أو بضعة أحزاب فقط، بل هو مسار يشمل تركيا كلها. وقال: "قد تكون هناك أطراف هامشية هنا وهناك لا تريد هذا. لكن بما أن الغالبية الساحقة من المجتمع تريد ذلك، وتؤمن بضرورة تجاوز الإرهاب إلى غير رجعة، وأن تركيا يجب ألا تنشغل مرة أخرى بهذه الآفة، فإنه لا بد من الاقتراب من القضية برؤية شاملة تضم جميع التوجهات السياسية. هذا أمر لا مفر منه، ويجب أن يكون كذلك، ولقد كان كذلك حتى الآن".
"إن ضمان عدم استخدام أحدٍ للإرهاب مرة أخرى كأداة هو مقتضى العقل السياسي"
لفت قورتولموش الانتباه أيضاً إلى ما شهدته المنطقة خلال السنوات الـ25-30 الماضية، وقال ما يلي:
"إن ممارسات الإمبريالية في المنطقة واضحة. لقد رأينا جميعاً أن القضايا التي كنا نتحدث عنها سابقاً كـ(خطط) قد وُضعت اليوم موضع التنفيذ واحدة تلو الأخرى، وأن المشاريع والخطط الموضوعة على الرفوف باتت تُطبق بسرعة كبيرة على الأرض. لا سيما أنه خلال العملية التي بدأت مع احتلال العراق، رأينا أن قوتين استعماريتين حرّكتا صدعين مهمين، وأن شعوب المنطقة تعرضت لكثير من المآسي على امتداد هذين الصدعين. أحدهما الصراع العرقي، والآخر الانقسام المذهبي. للأسف، فإن الشعوب كافة هي التي دفعت الثمن الباهظ لكليهما. وبالتالي، ومن أجل عدم إفساح المجال أمام التنظيمات الإرهابية التي تُعد عناصر وكالة في حروب الوكالة، أصبح من الضروري تماماً تحسين البيئة التي يجد فيها الإرهاب أرضية للظهور، وتأمين بيئة لا يستخدم فيها أحدٌ الإرهاب مرة أخرى كأداة، وهذا أيضاً مقتضى العقل السياسي. فإذا كانوا هم يتوقعون الانقسام والتمزق والتفتت والتشتت في هذه المنطقة، فإن ما يقع على عاتقنا نحن هو أن نسعى إلى الاتحاد، والالتئام، والتكامل، وتعزيز الصداقة، والأخوّة. فلا يوجد أي سبب منطقي أو تاريخي يدعو إلى صراعنا أو انقسامنا، في حين توجد أسباب عديدة، آنية ومنطقية، تدعونا إلى الوحدة والاندماج، وتاريخنا في الأصل هو تاريخٌ كتبت فيه ملحمةُ الوحدة والتكاتف. وفي هذه الجغرافيا، من الممكن أن يعيش الأتراك والأكراد والعرب والعجم والسنّة والشيعة وكل المكوّنات الأخرى معاً في أخوّة وودّ. يكفي فقط أن ننجح في إخراج الإمبرياليين وظلالهم وأدواتهم من بيننا وتطهير الساحة منهم. وفي هذا المعنى، فإن مشروع تركيا بلا إرهاب يعني أيضاً وضع حد لهذا المشروع الإمبريالي. ولا يقتصر ذلك على تركيا فحسب، بل يعني أيضاً اتخاذ خطوة متقدمة وتاريخية لجعل كامل منطقتنا—بما في ذلك سوريا والعراق ولبنان وسائر بلدان المنطقة—منطقة خالية من الإرهاب. أسأل الله أن يكون عوناً لنا. وأسأل الله ألا يعيد على هذه الأمة تلك الأيام السيئة القديمة مرة أخرى. وأدعو أن يديم الله وحدتنا وتكاتفنا وأخوّتنا". (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
أعلن النائب عن حزب الهدى في غازي عنتاب، شهزاده دمير، أنهم قدّموا إلى رئاسة البرلمان التركي مقترح قانون جديد يهدف إلى تعزيز فاعلية مكافحة المخدرات في البلاد.
نددت وزارة الخارجية التركية باقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مبنى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في القدس الشرقية المحتلة، معتبرةً أن هذا الاعتداء يشكّل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.
أعلن النائب حسن أفق تشاكر، عضو البرلمان عن ولاية مرسين، استقالته من حزب الشعب الجمهوري.
نفّذ الطيران الحربي الإسرائيلي فجر اليوم الثلاثاء غارات متتالية على مواقع لـ"حزب الله" في منطقتي صافي ووادي رومين بمرتفعات إقليم التفاح جنوب لبنان.