أطلق تايفون بلوك-4 شرارة نقلة صاروخية وضعت تركيا في مصاف القوى الفرط صوتية، وقلب معادلات الردع بمداه وسرعته ودقته، فارضًا معادلة جديدة أمام خصوم أنقرة.

يشكّل صاروخ تايفون بلوك-4 المرحلة الأحدث في برنامج الصواريخ التركي، بوصفه صاروخًا باليستيًا فرط صوتي قصير إلى متوسط المدى، يتميز بقدرة عالية على اختراق الدفاعات الصاروخية وتحقيق إصابات دقيقة في عمق الخصوم.

خصائص الصاروخ

يبلغ طول الصاروخ نحو 10 أمتار وقطره متراً واحداً، مع وزن إقلاع يقارب 7200 كغ، ويعمل بمحرك صلب يمنحه سرعة جاهزية عالية وقدرة تشغيل في كل الظروف.
يُطلَق من منصة متحركة طراز VOLAT، الأمر الذي يزيد مرونة الانتشار والإخفاء.

يعتمد الصاروخ على ملاحة بالقصور الذاتي مدعومة بتحديثات الأقمار الصناعية، مع دقة تصل إلى 5–10 أمتار. أما رأسه الحربي فهو شديد الانفجار ومتعدد المهام قادر على التعامل مع الأهداف المحصنة والقواعد الحيوية.

وتؤكد التقارير أن الصاروخ يحافظ على سرعات تفوق 5 ماخات خلال معظم مساره، وهو ما يصعّب اعتراضه من منظومات مثل باتريوت أو إس-300. ويبلغ مداه الحالي 800 كم على الأقل مع خطط لزيادته إلى أكثر من 1000 كم.

مسار التطوير التركي

لم يظهر تايفون بلوك-4 فجأة، بل هو نتاج مسار بدأ في التسعينيات عبر التعاون التقني مع الصين، ثم تطوير صواريخ بورا ووصولها للخدمة عام 2017.
ومع أول اختبار معلن لتايفون في أكتوبر 2022، بدأت تركيا مرحلة جديدة، تبعتها اختبارات إضافية ثم إنتاج ضخم لنسخة بلوك-1 عام 2023.

وفي 2025 أظهر اختبار بحري قدرة الصاروخ على ضرب هدف متحرك بدقة عالية، مما مهّد لاعتماد تصميم بلوك-4 فرط الصوتي.

الدوافع الإستراتيجية

تقدم أنقرة الصاروخ بوصفه أداة ردع حاسمة تمنحها قدرة على استهداف منشآت الخصوم الحيوية خلال زمن إنذار قصير، وبالتالي رفع هامش المناورة السياسية والعسكرية.

وترى القيادة التركية أن تطوير منظومات محلية متقدمة –من الوقود الصاروخي إلى أنظمة التوجيه– جزء من استراتيجية استقلال أمني وتقني، تعكسها مشاريع موازية مثل منظومة الدفاع الجوي الجديدة "القبة الفولاذية".

ردود الفعل الدولية

تتباين التحليلات بين من يعتبر بلوك-4 قفزة نوعية تُدخِل تركيا نادي الأسلحة فرط الصوتية، ومن يرى أنه أقل تعقيداً من الأنظمة الروسية والصينية المتقدمة.
لكن معظم الخبراء يتفقون على أنه تطور بارز مقارنة بالمستوى السابق للبرنامج التركي، وأنه يفرض معادلات جديدة في الردع الإقليمي ويقلّص زمن رد الفعل لدى الخصوم. (İLKHA)