إليبويوك يروي ما عاشه في مصر خلال مشاركته في "مسيرة غزة العالمية"

أدلى نائب رئيس وقف قافلة الأمل "أردال إليبويوك"، عقب عودته إلى تركيا بعد مشاركته في "مسيرة غزة العالمية"، بتصريحات مهمة حول المشاكل التي واجهها في مصر والمشاهد التي كان شاهدًا عليها.
تواجد نائب رئيس وقف قافلة الأمل "أردال إليبويوك"، منذ الثاني عشر من حزيران/ يونيو، في العاصمة المصرية القاهرة للمشاركة في "مسيرة غزة العالمية"، وقد عاد مساء أمس إلى إسطنبول.
"بعض المشاكل التي واجهناها كانت حقاً تصرفات لا تليق بالدول الإسلامية"
وفي تقييم له لوكالة İLKHA حول المشاكل التي واجهوها في مصر، وضغوط الحكومة، وما عاناه المشاركون القادمون من عشرات الدول لدعم غزة، قال إليبويوك:
"أخص بالشكر وفد بلدنا الذي كان من رواد هذه المسيرة، وكذلك الوفد الأوروبي. كانت المسيرة تهدف إلى لفت الانتباه إلى المجازر في غزة، والمطالبة بفتح معبر رفح، وتسليط الضوء على المشاكل هناك لإدانتها أمام الرأي العام العالمي والضمائر الحية، بالإضافة إلى بذل كل ما يمكن فعله على الصعيدين السياسي والإنساني. لم تكن هذه الرحلة رحلة سياحية، وكنا مدركين لما قد نتعرض له أو يتعرض له رفاقنا هناك. لكننا لم نقم بأي عمل مخالف للقانون أو خارج عن قوانين البلد الذي دخلناه بتأشيرة مصرية. لقد كانت مسيرة من أجل غزة، وكنا على دراية بثقلها وتأثيرها المحتمل. ولكن، للأسف، ما واجهناه من مضايقات على المستوى الحكومي لا يليق ببلد من دول العالم الإسلامي. الانتظار الطويل في المطار، ترحيل بعض الإخوة، المداهمات في الفنادق، الاعتقالات، حوادث الاختطاف، ومن ثم إرسال البلطجية للاعتداء على الإخوة خلال الاعتصام وفي أوقات أخرى، كلها تصرفات غير مقبولة، وهي مسؤولية تقع على عاتق الحكومة المصرية".
وأضاف إليبويوك:
"غضبنا لم يكن موجهاً للسلطات المصرية، بل كان موجهاً ضد إسرائيل"
وأوضح أن جميع النشطاء الذين ذهبوا إلى مصر لم تكن لديهم أي نية سوى المطالبة بفتح معبر رفح وتسليط الضوء على ما يجري في غزة، وقال:
"عندما تم توقيفنا عند نقطة التفتيش الثانية في مدينة الإسماعيلية وجُمعت جوازات سفرنا، التزمنا بما طُلب منا، ودخلنا في اعتصام سلمي. الهتافات التي أطلقناها كانت إنسانية وعالمية، هدفها تحريك الضمائر. جلسنا تحت الشمس الحارقة، وكانت كلماتنا وقلوبنا موجهة نحو إثارة الوعي، لا نحو العنف. شاركنا المياه مع رجال الشرطة الذين كانوا يحيطون بنا، وتعاملنا برحمة مع هؤلاء الشباب الذين استُخدموا كأدوات بأوامر معينة. في تلك الساحة، اجتمع أناس لا يعرفون بعضهم، يختلفون في الدين واللغة والمذهب، لكن قلوبهم كانت مع المظلومين، وكان هدفهم إنسانيًّا بحتًا. شاركنا الماء والحلوى والبسكويت مع من كانوا يراقبوننا. لم نرَ في أعين الأجانب هناك أي غضب تجاه المسلمين. وغضبنا الذي ظهر في كلماتنا لم يكن موجهاً للسلطات المصرية، بل كان موجهاً لإسرائيل. عدونا هو الكيان الصهيوني المحتل. ومع ذلك، الهجمات التي تعرضنا لها في المساء كانت قاسية لدرجة لا تحتمل، سواء من ناحية الضمير المجتمعي أو الإنساني أو حتى من وجهة نظر دولة".
الناشطة الألمانية ستالين: لم أستطع الجلوس في المنزل وأحتسي قهوتي بينما تموت الأمهات
وقال إليبويوك: "إنهم تعرضوا لهجوم من قبل أشخاص يُطلق عليهم اسم "البلطجية"، جُلبوا بالحافلات بلباس مدني، وليس من قبل الشرطة الرسمية للحكومة"، وأضاف:
"لقد أطلقوا علينا البلطجية الذين قتلوا دون رحمة في ميدان التحرير 3 إلى 5 آلاف شخص بالفؤوس والسكاكين والسواطير، ولا يمكنكم تبريرهم بأي قيمة أو أساس قانوني، كما تم إغلاق الطريق أمام محاسبتهم قانونيًا. أكثر ما آلمني في هجماتهم الدنيئة هو ما عانته أخواتنا اللواتي جئن من أوروبا. هؤلاء النساء، اللواتي لم تصدر عن ألسنتهن سوى كلمات اللطف، تعرضن لمواقف موجعة. كنت قد شاركت صورًا لسيدة تدعى ستالين، تعمل في التلفزيون الحكومي الألماني. سألتها عن سبب مجيئها إلى هنا رغم أنه لدينا الكثير من الأسباب للوجود، فأجابتني: ‘أريد أن أتمكن من النظر في وجه أطفالي. لا يمكنني الجلوس في المنزل وأحتسي قهوتي بينما يموت الأطفال والأمهات هناك. العديد من أصدقائي قالوا لي لا تذهبي، لكني أتيت باسم الإنسانية حتى ولو كلفني ذلك خسارة عملي’. كان جوابها إنسانيًا وعالميًا. في غزة، لا توجد حرب بين جيشين. في غزة، تموت الإنسانية. من جهة، شبكة إرهابية تدعمها عشر دول عظمى بكامل قوتها، ومن جهة أخرى، مجموعة مجاهدين تدافع عن شعبها بقلوب كبيرة وبأسلحة صغيرة. علينا أن ننظر إلى القضية من النافذة التي نظرت منها ستالين".
"انكسار القلوب أشد من إصابات الرأس"
وتابع إليبويوك، معبّرًا عن حزنه الشديد بسبب المعاملة التي تعرضوا لها في أرض مصر التي خرج منها شخصيات عظيمة مثل حسن البنا، وسيد قطب، ويوسف ويعقوب عليهما السلام:
"في مثل هذه الأرض، للأسف، أطلقوا علينا حثالة لا تعرف للقداسة أو القيم معنى، مدمنين ثملين، لا يعترفون بأي قيمة. آلمني كثيرًا رؤية النشطاء وهم يُجرّون على الأرض. السيد فاروق (نائب عن حزب الهدى في مرسين) أُصيب في رأسه. وتعرض العديد من أصدقائنا للهجوم. لم تؤلمني الإصابات ولا الهجمات، لأننا حين انطلقنا في هذه المسيرة، كنا مدركين لاحتمال حدوث كل ذلك. لكن ما آلمني حقًا هو كسر قلوبنا. كسر القلب أشد إيلامًا من كسر الرأس. لا نريد أن نعيش بهذه القلوب المكسورة. نحن نحاول أن نقوم بما كان يجب على الدول القيام به. الدول تمتلك الإمكانيات، أما نحن، فما الذي نملكه؟ فقط يمكننا إيصال المساعدات الإنسانية، يمكننا إرسال دعائنا. ماذا يمكننا أن نرسل غير ذلك؟ انطلقنا بأجسادنا وأرواحنا في هذا الطريق. خرجنا لنكون ضميرًا في هذا العالم الكبير. لا أريد أن تطغى الأحداث التي عشناها قبل ذلك اليوم وفيه وبعده على قضية غزة، ولكن أريد أن تُسجل هذه الأحداث أيضًا في التاريخ كوصمة عار".
"في المستقبل، ستتدفق الملايين من أوروبا وآسيا وكل القارات، برًا وجوًا وبحرًا إلى هنا"
وقال إليبويوك:
"نحن نخرج في هذه الرحلة ونحن متصالحون ومتسامحون، الجميع هناك يخرج متسامحًا. لا أحد يذهب هناك من أجل الراحة أو المتعة. لم نعد نريد أن نعيش في بيوتنا بهذا العار. هذه الأرواح وهذه الأجساد باتت ثقيلة علينا. لم نعد نريد أن نحيا بهذا العار. إخوتنا هناك في سجن مفتوح، وقد استشهد 60 ألفًا، وعدد مماثل استشهد بسبب الجوع. فبأي وجه سنعيش بهذا العار؟! سيأتي دورنا! لا أوافق على الشعارات مثل 'إذا سقطت غزة، ستسقط طهران، ثم تسقط إسطنبول'. هل هذا هو سبب وقوفنا إلى جانب غزة؟! حتى لو لم تسقط طهران، لن نسمح بسقوط إنسانيتنا. لذلك، نحن الذين ربحنا بعد ما حصل في ذلك اليوم. أوجه من هنا نداءً إلى الرأي العام التركي: نعم، هدفنا النهائي كان الوصول إلى معبر رفح، لكن ذلك لم يتحقق حاليًا. وفي المستقبل، ستتدفق الملايين من أوروبا، وآسيا، ومن جميع القارات، برًا وجوًا وبحرًا إلى هناك. لا خيار آخر. بدأنا نسمع بأن هناك أساطيل أخرى تُجهّز. هذا سيحدث… حتى تتورم أقدامنا، وتمزق أحذيتنا، وتنكسر رؤوسنا وعيوننا، وتُهاجم أجسادنا، حتى لو خرجت أرواحنا من أجسادنا، لن نتراجع عن هذا الطريق. لأن إخوتنا هناك يموتون. أصبح الجلوس والحديث فقط أمرًا ثقيلًا. أصبح مجرد ذكرهم في دعائنا أمرًا ثقيلًا. لم يعد لدينا وجه نقف به أمام الله. لم يعد يكفي أن نقول في دعائنا فقط: 'يا رب ساعدنا'. ألن يقول الله لنا: 'يا عبدي، ماذا فعلت أنت؟ إذا كنت أنا من سيساعد، فلماذا أحتاج إليك؟'"
"تعرّضنا للمداهمة مرارًا واضطررنا في النهاية لمغادرة الفندق"
وقال إليبويوك: "عند دخول مدينة الإسماعيلية، تعرضت الأخوات الناشطات للضرب والإهانة، وتم رميهن عند أبواب مستشفيات مختلفة. حتى أستاذنا عبد القدوس يالتشين، الذي رافقنا، ألقوا به في صحراء. لا يمكن تصوّر أن يُترك إنسان في الستين من عمره خارج المدينة. لم نتمكن من العثور على بعضنا البعض إلا بعد ساعات. الهواتف لا تلتقط إشارة، لم نتمكن من التحدث. كنا نتواصل فقط عبر الرسائل. كنا تحت المراقبة 24 ساعة طوال 6 أيام. في المطعم كانوا بجانبنا، وعندما نخرج إلى الشارع يكونون معنا. لقد أُعطيت تعليمات للعديد من سائقي التاكسي والفنادق بألا يعطوا الناشطين مكانًا، وأن يُخرجوهم من الفنادق. للأسف، لم يتمكن كثير من الناشطين من إيجاد مكان في الفنادق. اضطررنا لتغيير أماكننا عدة مرات. لم يكن هذا مجرد احتجاز. تعرضنا للمداهمة عدة مرات. وفي النهاية اضطررنا لمغادرة الفندق، لكن لم يكن هذا هروبًا أبدًا. لم أرَ نفسي في حياتي بهذه الشجاعة من قبل. لم أرَ نفسي في حياتي أتغلب على الخوف بهذا الشكل، لكننا خرجنا فعلًا من أجل حماية إخوتنا والدفاع عنهم. ذهبنا من الفندق إلى المطار، وبقينا هناك 12 ساعة. لم نتمكن من الحصول على أخبار من 6 من أصدقائنا لمدة 8 ساعات. كل هذه التجارب لا تُعد شيئًا مقابل غزة. ليست هذه قصة بطولة، لكنها شيء ثمين جدًا. ثلاثة من المشايخ الذين شاركوا في المسيرة جاؤوا إليّ. كانت عمائمهم وعباءاتهم تلمع. قالوا لي: ‘تركُونا ننتظر داخل سيارة ساخنة لمدة 6 ساعات’. فقلت لهم: ‘مبارك عليكم يا إخوتي... أنتم الذين لم يكن على ألسنتكم إلا ذكر لله، الآن منحكم الله سجون مصر كما منحها لأنبيائه مثل يوسف’. يجب أن نرى هذه الأحداث كنقطة بداية ونواصل المسير."
"عندما يظهر الشجعان المستعدون لدفع الثمن، عندها ستتوقف مجزرة غزة"
وفي ختام حديثه، شكر إليبويوك الصحفيين الذين تعاملوا مع القضية بحساسية وجعلوها على جدول أعمالهم، قائلاً:
"في هذه المرحلة، أشكر جزيل الشكر أنتم الإعلاميين الذين ساهمتم في تشكيل رأي عام. لقد كنتم ضمير هذا المكان. قد يدخل البعض في حسابات سياسية ليتجاهلوا ما جرى هنا. لكن نحن كمسلمين يجب أن نكون مستقيمين، لا نحمل أي حسابات أو مصالح. من يملكون خمسين حسابًا سيُكتب عليهم الخسارة. لن نكون سياسيين. إذا كان هناك ثمن يجب دفعه لغزة، فليُدفع هذا الثمن. لا يهم من يقترب من القضية وكيف ينظر إليها. عندما يظهر الشجعان المستعدون لدفع هذا الثمن، ستتوقف المجزرة في غزة. جملة المترجمة القديرة آيتشين قانت أوغلو: 'خارج غزة، كل مكان محتل'، هي جملة مهمة جدًا. كل مكان تستطيع أن ترفع فيه شعارك بحرية، تستطيع أن تقاوم فيه، حتى لو كان بين أربعة جدران، فهو مكان حر. إذا لم تُحتل العقول، إذا لم تُحتل الكلمات، أنتم لستم أسرى. لكن إن كانت كل ممتلكاتكم، أموالكم، إمكانياتكم، مناصبكم، مكانتكم، يخوتكم، قصوركم، حتى إن كانت حدود دولكم وجوازاتكم خضراء... إذا لم تكن شعاراتكم ومواقفكم حرّة، فأنتم أسرى. في ذلك اليوم، في الميادين، في مدينة الإسماعيلية، تعرفت مرة أخرى على أكثر الناس حرية في العالم. رأيت أنه خارج غزة، كل مكان محتل. لسنا يائسين. نحن أكثر أملاً من الأمس. المنطقة التي نسمّيها الشرق الأوسط تنتظر شرارة واحدة. لا تقولوا: لماذا لا يتبنى شعب مصر أو الأردن هذه القضية؟ أليس 4-5 آلاف إنسان قد استُشهدوا في ميدان التحرير؟ هؤلاء الناس ليسوا جبناء. قد يكونون مكبوتين اليوم، لكن تأكدوا أن هذه الإمبراطورية الخائفة ستسقط". (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
أجرى وزير الخارجية والمغتربين السوري "أسعد حسن الشيباني"، اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الألماني "يوهان فاديبول".
دعا رئيس فرع حزب الهدى في إسطنبول، محمد أشين، ولاية إسطنبول إلى إلغاء الحفل الموسيقي الذي يعتزم الموسيقي الصهيوني "جوناثان كيرين"، الذي خدم في فرقة أوركسترا قوات الاحتلال الصهيوني، إحياؤه في المدينة غدًا.
شارك عالمُ السياسة الإندونيسي "نوفل عبيد الله ديدي" في ورشة عمل مجموعة الدول الثماني الإسلامية (D-8) التي عُقدت في العاصمة أنقرة، حيث أكد أن اللامبالاة تجاه قضية فلسطين تُعدُّ امتحانًا عظيمًا، داعيًا الدول الإسلامية إلى تعزيز التضامن الثقافي والاقتصادي والسياسي.