دعا حزب الهدى إلى فرض حدٍّ عمري لاستخدام منصات التواصل الاجتماعي، محذّراً من المخاطر المتزايدة التي تشكلها هذه المنصات على الأطفال والشباب، ومؤكداً ضرورة اتخاذ خطوات قانونية عاجلة لحماية الجيل الناشئ.

وجاء ذلك في بيان لتقييم الأجندة العامة أصدره المقر العام للحزب، تطرق فيه إلى التأثيرات السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على الشباب، وانتقد ظواهر القمار واحتفالات رأس السنة، كما تضمن موقفه من تصريحات للرئيس الأميركي "دونالد ترامب".

"حماية الجيل الشاب مسؤولية لا تحتمل التأجيل"

وأشار البيان إلى أن الرقمنة، رغم فوائدها، تحمل مخاطر جدية على الأطفال والشباب، لافتاً إلى أن تزايد حالات التنمر والعنف وحوادث الاعتداء الجماعي يعكس عمق الأزمة القيمية التي يمر بها الجيل الجديد.

وأكد أن الطبيعة غير المنضبطة للإنترنت قادرة على التأثير في شخصيات الشباب وتوجيههم، ما يجعل من واجب الدولة اتخاذ إجراءات حازمة وغير قابلة للتأجيل لحماية مستقبلهم.

دراسات علمية تحذّر من آثار نفسية وعقلية

واستشهد البيان بدراسة أجرتها جامعة غريفيث الأسترالية على أكثر من 98 ألف مشارك، أظهرت أن الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي يؤدي إلى تقليص مدة التركيز، ورفع مستويات التوتر والقلق، إضافة إلى إضعاف القدرات الإدراكية، والتسبب بآثار سلبية طويلة الأمد وُصفت بـ"تآكل الدماغ".

المطالبة بتشريع عاجل في تركيا

وذكّر الحزب بدخول قانون حظر وصول من هم دون 16 عاماً إلى منصات التواصل الاجتماعي حيز التنفيذ في أستراليا، معتبراً أنه نموذج يهدف إلى الحد من تأثير الخوارزميات والمحتويات الضارة على الشباب. ودعا إلى تسريع النقاشات الجارية في تركيا وسنّ تشريع مماثل في أقرب وقت، لمنع الاستخدام غير المراقَب وغير المحدود لوسائل التواصل الاجتماعي من قبل القاصرين.

الدعوة إلى حظر القمار بالكامل

وفي سياق آخر، انتقد الحزب ما وصفه بتآكل القيم المجتمعية بفعل الإمبريالية الثقافية وثقافة الاستهلاك الرأسمالية، معتبراً أن احتفالات رأس السنة وما يرافقها من ممارسات دخيلة، إضافة إلى اليانصيب والمراهنات الإلكترونية وألعاب الحظ، تسهم في إضعاف البنية الأخلاقية للمجتمع. وطالب الدولة بحظر القمار بشكل كامل، دون تمييز بين القانوني وغير القانوني، لما له من آثار مدمّرة على الأسرة والسلم الاجتماعي.

التركيز على القيم بدل الترفيه

وسلّط البيان الضوء على أن تنظيم احتفالات مكلفة ومليئة بالإسراف، في وقت يُقتل فيه المدنيون الأبرياء في غزة، يجرح الضمير الإنساني، داعياً المجتمع إلى تقديم التفكّر، والتكافل، والمشاركة، والشعور بالمسؤولية على حساب ثقافة الترفيه.

انتقاد تصريحات ترامب

كما عبّر حزب الهدى عن رفضه لتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي استهدفت دولاً إفريقية والمهاجرين، وكذلك حديثه عن تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" وتصريحاته حول نفط فنزويلا، معتبراً أنها تعكس ذهنية استعمارية ترى الشعوب المظلومة ومواردها الطبيعية كغنائم.

الدعوة إلى تحالف إنساني عالمي

واختتم البيان بالتأكيد على أن العالم اليوم تحكمه منطق القوة والنهب لا القانون والأخلاق، مشدداً على الحاجة إلى تحالف إنساني قوي يقف إلى جانب الشعوب المظلومة دون تمييز، انطلاقاً من مبدأ "العالم أكبر من خمسة"، ومشيراً إلى أن التضامن الشعبي مع غزة نموذج يمكن توسيعه ليشمل جميع قضايا المظلومين حول العالم. (İLKHA)