بدعا المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية (CFCM) إلى إنشاء لجنة تحقيق برلمانية لبحث تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا في فرنسا، في ظل تزايد الهجمات والخطابات المعادية للمسلمين خلال الأشهر الأخيرة.

وجاء في بيان صادر عن المجلس أن جدران مسجد "بيتي بار" في مدينة مونبلييه شهدت في 29 أكتوبر كتابات ورسومات مسيئة للإسلام، كما أشار إلى أن مسجد جارجو الذي تعرض للحرق الكامل في فبراير 2025 قبل ثلاثة أيام من حلول شهر رمضان، أصبح مجدداً هدفاً لتهديدات جديدة تتعلق بذلك الحادث، فيما لا يزال مرتكبو الجريمتين مجهولين.

وأعرب المجلس عن إدانته الشديدة لهذه الاعتداءات، محذراً من الارتفاع المقلق في الهجمات المعادية للمسلمين في فرنسا، حيث زادت الاعتداءات بنسبة 169% خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وأكد البيان أن نسبة الكشف عن مرتكبي هذه الهجمات ما تزال متدنية للغاية، منتقداً في الوقت نفسه ضعف الرد القضائي على الأعمال الإرهابية الموجهة ضد المسلمين. وأوضح أن المسلمين في فرنسا كانوا ينتظرون حكماً صارماً في قضية منظمة اليمين المتطرف "القوات العملياتية للعمل" (AFO)، التي خضعت للمحاكمة في 30 سبتمبر 2025 بتهمة التخطيط لهجمات ضد المواطنين المسلمين، إلا أن القضية انتهت بالحكم على متهمين اثنين فقط بالسجن عامين مع الإقامة الجبرية بواسطة السوار الإلكتروني، بينما حصل معظم المتهمين الآخرين على أحكام مع وقف التنفيذ أو غرامات بسيطة بتهم تتعلق بحيازة أسلحة دون ترخيص.

وأشار البيان إلى أن الخطابات الإعلامية المعادية للإسلام، خاصة عبر بعض القنوات التلفزيونية، أخذت بالانتشار المقلق في الأسابيع الأخيرة، داعياً البرلمان إلى تشكيل لجنة تحقيق أو فريق لجمع المعلومات بشأن تفشي الإسلاموفوبيا في البلاد.

وطالب المجلس في ختام بيانه السلطات الفرنسية بـ"اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لضمان أمن المواطنين المسلمين ومؤسساتهم الدينية"، وبـ"ضمان ممارسة المسلمين لحقوقهم الكاملة كمواطنين فرنسيين دون تمييز أو تهديد". (İLKHA)