أكدت التقارير الميدانية أن مدينة الفاشر، عاصمة إقليم دارفور شمال غربي السودان، سقطت بالكامل بيد قوات الدعم السريع (RSF) بعد انسحاب الجيش السوداني، وسط حدوث مجازر واسعة وعمليات قتل جماعي واختطاف للعاملين في القطاع الصحي.

وأفادت مصادر محلية بأن آلاف المدنيين قُتلوا خلال الأيام الأخيرة مع تصاعد الهجمات العشوائية ضد السكان، في حين انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور ومقاطع صادمة تُظهر عمليات إعدام ميداني وتعذيب وقتل للمدنيين الفارين، تحت وسمَي "الفاشر تنزف" و"أنقذوا الفاشر".

وأعلن رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان أن انسحاب الجيش من المدينة جاء "لتجنب مزيد من المجازر بحق المدنيين"، بينما اعتبر مراقبون أن ذلك سمح لقوات الدعم السريع بفرض سيطرتها الكاملة على المدينة التي كانت مركزًا رئيسيًا لتوزيع المساعدات الإنسانية إلى ولايات دارفور الخمس، والتي تخضع للحصار منذ أيار 2024.

اتهامات بالتطهير العرقي

اتهمت وزارة الخارجية السودانية قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم تطهير عرقي واستهداف المدنيين على أساس عرقي، متهمة المجتمع الدولي بالصمت والتقاعس، وقالت في بيانها: "بعض الدول التي تتخذ مواقف منحازة بدوافع سياسية واقتصادية أسهمت بشكل مباشر في تأجيج المجازر الجارية في الفاشر".

من جانبها، أعلنت شبكة أطباء السودان أن ميليشيات الدعم السريع اختطفت ستة أطباء وطالبت بفدية مالية قدرها 100 مليون جنيه سوداني عن كل طبيب، معتبرة أن هذه الاعتداءات تشكل جرائم ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي.

كذلك، أفادت قوات النضال المشتركة في دارفور (JSAMF) بأن الدعم السريع قتل خلال يومي 26 و27 أكتوبر أكثر من ألفي مدني، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، فيما أكد حركة العدل والمساواة أن عدد الضحايا تجاوز 1,500 شخص في ما وصفته بـ"مجازر الهوية العرقية".

صمت دولي وحملات تضامن

وتصدّر وسم #أنقذوا_الفاشر (#SaveElFasher) منصات التواصل، حيث دعا فنانون وناشطون إلى تحرك عاجل لإنقاذ المدنيين. وكتب الممثل المصري أحمد ماهر: "أهالي الفاشر يُتركون دون ماء أو دواء… كل أصحاب الضمائر يقفون اليوم مع السودان".

أما منظمة الهجرة الدولية (IOM) فأعلنت أن أكثر من 26 ألف شخص فروا من الفاشر خلال 48 ساعة فقط، في وقت تستمر فيه العمليات العسكرية وسط انهيار كامل للبنية التحتية والخدمات.

ويذكر أنه قد قُتل منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، أكثر من 20 ألف شخص، فيما نزح أكثر من 15 مليونًا، ما يجعلها واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. (İLKHA)