قدّم "إيلون موسك" يوم الثلاثاء منصة "جروكيبيديا"، وهي موسوعة إلكترونية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وصفت بأنها بديل لموسوعة ويكيبيديا العالمية، مع التأكيد أنها ستكون مصدرًا معلوماتيًا "أقل تحيّزًا".

كشف "إيلون ماسك" يوم الثلاثاء عن منصته للموسوعة الإلكترونية "غروكيبيديا" المدعومة بالذكاء الاصطناعي. تُقدّم هذه المنصة، التي طورتها شركة ماسك، كبديلٍ لويكيبيديا، أكبر موسوعة إلكترونية في العالم، ووصفها ماسك بأنها مصدر "أقل تحيزًا" للمعلومات.

لكن الموقع تعرّض لعطل فور إطلاقه، وبعد عودته للعمل لوحظ أن المحتوى يعكس توجيهًا سياسيًا واضحًا أكثر من أي حياد معلن، وبينما أعلنت الشركة المطورة xAI أن المنصة مفتوحة المصدر ومجانية، يبقى من غير الواضح كيف يتم التحقق من المعلومات أو مصادرها وآلية الرقابة عليها.

ووجد المستخدمون أن الموقع يشبه ويكيبيديا بشكل كبير، مع نسخ حرفية لبعض المواد وإعادة صياغة محتوى آخر عبر الذكاء الاصطناعي، إلا أن هذه الصياغة لم تكن حيادية، بل عكست ميول موسك الإيديولوجية، خصوصًا فيما يتعلق بالهجمات الصهيونية على غزة، حيث ظهرت المنصة وكأنها تسوّغ هذه العمليات وتخفف من خطورتها القانونية والإنسانية.

تحيّز ضد الفلسطينيين
واستخدم المحتوى عند مراجعة صفحة "إبادة الفلسطينيين" لغة موالية للاحتلال الصهيوني، حيث تم تمييع الأعمال العسكرية في غزة على أنها عمليات عسكرية "طبيعية"، وتقليل أهمية ردود الفعل الدولية، فيما يحمل الموقع إشارة "تم التحقق بواسطة جروك" كدليل على صحة المعلومات.

نسخ من ويكيبيديا وتحريف للحقائق
وأكدت التحليلات الإعلامية أن المئات من المقالات على جروكيبيديا تم نسخها من ويكيبيديا وإعادة صياغتها لتتوافق مع التوجهات الإيديولوجية لموسك؛ على سبيل المثال، معلومات عن حادثة رفع "موسك ليد" على شكل تحية مشابهة للنازيين في يناير 2025 تم حذفها تمامًا، فيما وُصفت شخصية موسك بـ"الحماسية والبطلية" وتُهمله الممارسات المثيرة للجدل.

انكشاف "قناع الحياد"
وأعلنت مؤسسة ويكيميديا أن محتوى ويكيبيديا مبني على جهد بشري ولن يتغير ذلك، بينما تسعى جروكيبيديا لمحاكاة هذا الجهد وإعادة تشكيله وفق أجندة معينة، ووفق خبراء، المنصة ليست إلا مشروعًا لتوجيه المعلومات تحت شعار "حرية المعرفة"، مع تصفية المنطق الذي لا يتوافق مع وجهات نظر موسك، وتحرير بعض المحتويات بشكل متعمّد.

ويبدو أن المستخدمين بدأوا يدركون أن شعار "أقل تحيّزًا" يعني عمليًا "أقل واقعية وأكثر دعاية"، مما يثير جدلاً واسعًا حول مصداقية المنصة الجديدة. (İLKHA)