لم يتمكن المحسنون في مدينة وان من التزام الصمت تجاه المجازر والإبادة الجماعية التي يواصلها كيان الاحتلال ضد غزة، فسارعوا إلى التنافس في فعل الخير، حيث تبرع أحد المحسنين الثلاثة، الذين فضّلوا عدم الكشف عن أسمائهم، بقطعة أرض، فيما تبرع الآخران بمركبتيهما لصالح غزة عبر وقف قافلة الأمل.

في ظل المأساة الإنسانية المستمرة منذ أشهر في غزة، جاءت مساهمة من مدينة وان استجابةً لنداءات الإغاثة التي تعالت من مختلف أنحاء تركيا.

فقد قدّم محسنون من مدينة وان، لم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هجمات الاحتلال الصهيوني، ثلاث تبرعات كبيرة لصالح غزة عبر وقف قافلة الأمل، شملت قطعة أرض تبلغ مساحتها 7 آلاف متر مربع، بالإضافة إلى مركبتين.

وقال رئيس وقف قافلة الأمل في وان سادات وطن: "إن هذه التبرعات تشبه في روحها تضحيات الصحابيين الجليلين سيدنا أبي بكر وسيدنا عمر رضي الله عنهما في عصر السعادة".

وأوضح وطن أنهم مستمرون في جهودهم الإغاثية لغزة منذ اليوم الأول، مشيراً إلى حساسية ووعي المحسنين، وأضاف: "منذ 20 شهراً يستمر العدوان الوحشي والإبادة الجماعية في غزة. ونحن كوقف قافلة الأمل في وان، نحاول خلال هذه الفترة أن نقدّم ما نستطيع من مساعدات لإخواننا المسلمين في غزة. محسنونا لم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام ما يحدث من إبادة جماعية، بل قدّموا كل ما في وسعهم من دعم. ونحن بدورنا نسعى قدر الإمكان لإيصال التبرعات التي يسلّمونها لنا إلى إخواننا المسلمين في غزة. بعض محسنينا تبرعوا بذهبهم، وآخرون بمقتنيات ثمينة، ومنهم من تبرع بأرضه أو منزله أو سيارته، ونحن نعمل على إيصال هذه التبرعات إلى مستحقيها في غزة".

عائدات قطعة الأرض التي تبلغ مساحتها 7 آلاف متر مربع ستُرسل إلى غزة

وأوضح "سادات وطن" أن قطعة الأرض المتبرع بها تقع في حي توبانلي التابع لقضاء توشبا، وتبلغ مساحتها 7 آلاف متر مربع، وقال: "جاء أحد المحسنين إلى جمعيتنا وأبلغنا برغبته في التبرع بقطعة أرضه لصالح غزة. ونحن إن شاء الله نعتزم بيع هذه الأرض لأحد المحسنين، وإرسال عائداتها كاملة إلى غزة. أرضنا تقع في حي توبانلي بقضاء توشبا في ولاية وان، وتبلغ مساحتها 7 آلاف متر مربع. وبالإضافة إلى ذلك، قام محسنان آخران بتسليم سيارتيهما لنا. ونحن، بإذن الله، سنقوم بتحويلها إلى نقود وإرسال كامل العائد إلى إخواننا المسلمين في غزة. نسأل الله أن يجزي كل المحسنين الذين لم يبخلوا بدعمهم خير الجزاء".

تبرعات السيارات توسّع دائرة التضامن

وأشار وطن إلى أنهم قاموا أيضاً في الأشهر الماضية بإيصال عائدات سيارة تم التبرع بها بطريقة مماثلة إلى غزة، قائلاً: "في وقت سابق، تبرع أحد المحسنين بسيارته بالكامل ليُرسل ريعها إلى غزة. فقمنا ببيعها لمحسن آخر، وأرسلنا كامل العائد إلى غزة. وسنواصل في الفترة القادمة تحويل التبرعات الواردة إلى نقود وإرسالها إلى غزة".

وأكد مسؤولو قافلة الأمل أن التبرعات لا تقتصر على قيمتها المادية، بل تحمل أيضاً قيمة معنوية عظيمة، ودعوا جميع أفراد الشعب إلى المشاركة في هذا التضامن المبارك.