الأستاذ محمد كوكطاش: هل يستفاد هذا الحكم من هذه الآية؟

ينبّه الأستاذ محمد كوكطاش إلى أن مقاومة الاحتلال لا تشترط توازن القوى، بل يكفي الإعداد بما هو متاح وعدالة القضية.
كتب الأستاذ محمد كوكطاش مقالاً جاء فيه:
أتحدث هنا عن الآية الستين من سورة الأنفال، الآية التي لطالما كانت محلّ استشهاد في النقاشات الفكرية والسياسية، والتي تُستحضر كلما دار الحديث عن الإعداد ومواجهة العدو:
﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾
فمن ذا الذي يمكنه أن ينازع في وجوب الإعداد ومشروعية التحضير لردع العدو، وهو أمر إلهي صريح لا لبس فيه؟ ومن ذا الذي يملك الجرأة على الاعتراض أو التشكيك في مشروعية هذا التوجيه الرباني؟
ومع ذلك، فإن بعض القراءات المعاصرة – وربما المتحفظة أو المنكفئة – تفهم من هذه الآية أن أي مواجهة مع العدو ينبغي أن تُؤجَّل حتى يتحقق توازن في موازين القوى، بل ويذهب بعضهم إلى اعتبار تحركات المقاومة في غير أوانها، كما في حكمهم على عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها حركة حماس، بأنها تصرف غير محسوب أو غير مشروع.
هذا الفهم القاصر لا يتفق لا مع منطق الآية، ولا مع دروس التاريخ، ولا مع التجارب العملية لجميع حركات التحرر والمقاومة، فالمظلوم والمحتل ليس من واجبه فقط الإعداد والاستعداد، بل من حقه المشروع – بل من واجبه أحيانًا – أن يبادر إلى الفعل، حتى وإن لم يكن يملك من القوة ما يوازي قوة المعتدي.
هل كان على الشعب الأفغاني – على سبيل المثال – أن ينتظر حتى يمتلك ما تمتلكه القوى الإمبريالية الغازية كالاتحاد السوفييتي، أو الولايات المتحدة، أو بريطانيا، قبل أن يبدأ مقاومته؟ وهل هناك في تاريخ حركات التحرر من بدأ نضاله بعد أن توازن عسكريًا مع المحتل؟
نأتي إلى حماس، التي أطلقت عملية طوفان الأقصى في وجه الاحتلال الصهيوني، هل كان المطلوب منها أن تنتظر حتى تمتلك قدرات نووية، أو غواصات وسفن حربية، أو شبكة حلفاء دوليين تضاهي أمريكا وبريطانيا؟ أليس الاحتلال، بذاته، مبررًا كافيًا للمقاومة؟ وهل تُقاس مشروعية المقاومة بحجم القوة أم بعدالة القضية؟
النبي محمد ﷺ لم يكن في معظم غزواته يملك تفوقًا عدديًا أو عسكريًا. في غزوة حُنين فقط تفوق المسلمون عددًا، وكادوا أن يُهزموا بسبب الغرور بالكثرة، لولا أن الله ثبّت المؤمنين ونصرهم. وأوضح من ذلك، غزوة مؤتة: ثلاثة آلاف من الصحابة واجهوا جيشًا بيزنطيًا قوامه مئات الآلاف. ومع ذلك، أرسلهم النبي ﷺ، بل جعل على رأسهم خيرة أصحابه: زيد بن حارثة، ثم جعفر بن أبي طالب، ثم عبد الله بن رواحة – وكلهم نالوا الشهادة.
الخلاصة أن موازين القوة ليست شرطًا للبدء بالفعل المقاوم، خاصة في ظل الاحتلال والاستضعاف، بل إن الإقدام مع الإعداد بما تيسّر، والتوكل على الله، هما سمتا المواقف النبوية والتاريخية في وجه الطغيان.
والسلام موصول لكم مع الدعاء. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
أكد الأستاذ نشأت توتار على أهمية الخلافة وأن غياب الخليفة منذ أكثر من قرن تسبب في تفكك الأمة الإسلامية، كما شدد على ضرورة إحيائها لإعادة الوحدة والعدالة للأمة.
ندد الأستاذ عبد الله أصلان بالعدوان الإسرائيلي المستمر على فلسطين والدول العربية، محذرًا من استمرار الصمت الدولي والعربي، كما أشار إلى ضرورة وجود قائد شجاع يقود الأمة نحو التحرير والنصر، ويعيد للقدس حريتها.
يدعو الأستاذ محمد كوكطاش إلى معالجة القضايا الداخلية بإنصاف وعدالة، محذرًا من أن تجاهل آلام الأقليات يفتح الباب لتدخل خارجي قد يهدد استقرار الأوطان، ويؤكد أن الحل يبدأ من التعايش وقبول الآخر.