الأستاذ عبد الله أصلان: معاً لرعاية ذوي الهمم وتمكينهم

يؤكد الأستاذ عبد الله أصلان أن العدالة تقتضي مراعاة قدرات الأفراد لا المساواة الشكلية، وأن ذوي الإعاقة جزء أصيل في البناء المجتمعي إذا ما توفرت لهم بيئة دامجة وعادلة، كما يشدد على أن الإرادة التي تتكئ على الإيمان والتمكين يمكنها أن تتجاوز كل الحواجز.
كتب الأستاذ عبد الله أصلان مقالاً جاء فيه:
خلق الله تعالى الإنسان في أحسن تقويم، وميّزه بالعقل والإرادة، وجعل التفاضل بين البشر لا في الجسد ولا الشكل، بل في التقوى والعمل الصالح، قال تعالى: "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ"، وهذه القاعدة الإلهية تؤكد أن القيمة الحقيقية للإنسان تكمن في سلوكه وإيمانه، لا في حالته الجسدية أو النفسية.
الإنسان قد يُبتلى بأنواع من الإعاقات، بدنية كانت أو ذهنية أو نفسية، وبعض هذه الإعاقات قد تكون ظاهرة، وبعضها لا تُرى بالعين المجردة، وقد يوجد في كل فرد نوع من القصور أو الضعف بدرجات متفاوتة، ولهذا فإن التكاليف الشرعية والمسؤوليات الاجتماعية موزعة بحسب الطاقة والقدرة، وليس على الإنسان إلا ما يستطيع، وهذه هي العدالة الإلهية التي تقابل بين التكليف والقدرة.
وهنا لا نتحدث عن مساواة جامدة قد تظلم بعض الفئات، بل عن عدالة مرنة تأخذ في الحسبان ظروف الأفراد وتحدياتهم.
بل قد تكون الإعاقة سببًا في رفعة الإنسان عند ربه، إذا صبر واحتسب، وسعى إلى الخير رغم ما يواجهه من معوقات، والصابر على البلاء أجره أعظم من السليم الغافل، وكثير من ذوي الإعاقة يقدّمون نماذج مشرّفة في الإبداع والعطاء، يتفوقون بها على كثير من الأصحاء.
حسب منظمة الصحة العالمية (WHO)، هناك 1.3 مليار شخص حول العالم، أي ما يعادل 16% من سكان الأرض، يعانون من شكل من أشكال الإعاقة.
هذه النسبة في تزايد مستمر بسبب تقدم العمر وانتشار الأمراض المزمنة، إلى جانب تحسن طرق القياس والتشخيص.
في تركيا، بحسب بيانات هيئة الإحصاء التركية (TÜİK)، تبلغ نسبة ذوي الإعاقة 12.29% من السكان، أي ما يقرب من 9.8 مليون شخص.
وتُظهر البيانات أن 57% من ذوي الإعاقة من النساء، مقابل 43% من الرجال.
هذه الأرقام تكشف عن حقيقة اجتماعية عميقة: ذوو الإعاقة ليسوا قلة ولا هامشًا، بل شريحة واسعة وأساسية من المجتمع، وتقديرهم وتمكينهم ضرورة إنسانية وتنموية، لا فضلًا ولا منة.
لقد أثبتت السياسات الداعمة والمشاريع المتخصصة في دعم ذوي الإعاقة، أنها لا تعزز فقط ثقة الأفراد بأنفسهم، بل تساهم أيضًا في النمو الاقتصادي وتعزيز التماسك الاجتماعي.
خلال زيارتي الأخيرة إلى "قصر ذوي الإعاقة - " التابع لبلدية باغجلار في إسطنبول، لمست نموذجًا فريدًا في تقديم الخدمات لذوي الإعاقة.
تم افتتاح المركز في عام 2011، ويُعدّ من أهم المراكز المتخصصة في تركيا.
المبنى يضم 180 موقفًا للسيارات تحت الأرض، وصالات واسعة متعددة الاستخدامات.
يحتوي على 25 ورشة تعليمية ومهنية، بالإضافة إلى:
قاعة سينما مغلقة
قاعة مسرح ومؤتمرات
ورش لتعليم الطبخ وصناعة الحلويات
دورات لأسر ذوي الإعاقة أيضًا.
البنية التحتية بالكامل صُممت بما يتلاءم مع احتياجاتهم: أبواب أوتوماتيكية، ومرافق صحية مهيأة بالكامل.
هذه التجربة تعد مثالًا يُحتذى به في الجمع بين الكرامة الإنسانية، والتأهيل المهني، والدعم النفسي والاجتماعي.
لا أحد كاملٌ تمامًا، ولا أحد بمنأى عن الإصابة بعجز أو مرض، لذلك فإن تعاملنا مع ذوي الإعاقة يجب أن ينطلق من الرحمة، والوعي، والمسؤولية.
مهمتنا أن نزيل الحواجز، لا أن نضعها، أن نُعين لا أن نُقصي، فمجتمعٌ يرفع من قيمة الإنسان، أيا كانت حالته، هو المجتمع الذي يسير نحو التقدم الحقيقي.
إن حضارتنا الإسلامية علمتنا أن "رفع المظلوم، وإعانة المحتاج، واحتضان الضعيف" من أعظم القربات، فلنُعد لهذه القيم اعتبارها، ولنجعل من قضية ذوي الإعاقة قضية مجتمعية وأخلاقية وتنموية.
ولنتذكر نحن أقوى معًا، وبإرادة جماعية يمكننا تجاوز كل العوائق، لنصنع مجتمعًا شاملاً لكل أبنائه. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
سلط الأستاذ حسن ساباز الضوء على زيارة ترامب الأخيرة حيث كشفت هشاشة المواقف العربية مقابل تصاعد هيمنة التحالف الأمريكي الصهيوني، فيما قدّم النموذج اليمني درسًا استثنائيًا في كيفية كسر سياسات الردع الأمريكية عبر مقاومة صلبة ترسم حدود القوة من جديد.
سلط الأستاذ يحيى أوراش على أهمية الشباب الذين يشكلون نواة المستقبل ونهضة الأمة، وبيّن أن قيمتهم تُصاغ بالإيمان والهوية والوعي، لا بتقليد الغرب والانفصال عن الجذور.
استنكر الأستاذ حسن ساباز نهب ترامب لتريليونات الدولارات من العرب وتواطؤ الأنظمة مع الإبادة في غزة، في محاولة لخداع شعوبهم بأنهم أبعدوا دولة الاحتلال عن واشنطن بهذه الأموال.