الأستاذ عبد الله أصلان: أزمة أمنية حقيقية

حذّر الأستاذ عبد الله أصلان من تحوّل الانحلال الأخلاقي إلى أزمة أمن قومي تهدد كيان المجتمع، مؤكدًا أن التغافل عن هذه الظاهرة وتركها دون معالجة جذرية سيؤدي إلى انهيار قيمي خطير، ودعا إلى مراجعة شاملة تعيد الاعتبار للأخلاق في مواجهة مخططات تستهدف هوية الأمة وقيمها.
كتب الأستاذ عبد الله أصلان مقالاً جاء فيه:
تواجه هذه البلاد خطرًا أمنيًا بالغًا لا يقل أهمية عن التهديدات السياسية أو العسكرية وهو الانحلال الأخلاقي.
لكننا مع كل فضيحة جديدة تُنشر أو تُسرّب إلى الإعلام نتناول الأمر بشكل سطحي، نعلّق ونستنكر، ثم نطوي الصفحة، وكأن شيئًا لم يكن، وتُركن المشكلة جانبًا دون علاج جذري.
صرنا محاصرين بمن يُسمّون أنفسهم "فنّانين"، وهم في الحقيقة مسوخٌ، لا يتورعون عن التعدي على آبائهم ثم يفاخرون بذلك علنًا.
منصات الإعلام تحولت إلى مستنقعات تروّج للابتذال والانحراف، وشخصيات الإنترنت تُقدَّم كنماذج ناجحة بينما هي في الواقع فِخاخ تنصبها الانحطاطات الأخلاقية للأطفال واليافعين.
حين يبلغ الانحدار أن يضرب شخصٌ والده وينشر ذلك على مواقع التواصل بلا أدنى خجل، فإن المجتمع أمام حالة من الإفلاس القيمي.
ومهما كان موقع هذا الشخص مغنيًا، عاملاً، إعلاميًا أو رياضيًا، فإن انعدام الأخلاق يجعل وجوده عبئًا لا قيمة له.
حتى إن كان "رياضيًا وطنيًا" يمثل بلده في التزلج على الجليد، فهذا لا يشفع له.
فما لم تُبْنَ الشخصية على الأخلاق، فلن يكون للعلم ولا للمهارة ولا للفن أي معنى حقيقي.
المؤسف أن المؤسسات التعليمية والإعلامية والتدريبية في هذا البلد لا تُولي الأخلاق الاهتمام اللائق بها.
النتيجة؟ بيئة فنية وإعلامية تفيض بالعُري، وتسوّق الانحلال كجزء من الحياة العصرية.
وما يثير القلق أكثر هو أن هذا الانفلات تجاوز المجال الفني ووصل إلى نشرات الأخبار.
مقدمو ومقدمات الأخبار الذين يُفترض أن يتحلّوا بالوقار والمسؤولية، باتوا يطلّون على الناس بلباس لا يليق لا بمقامهم ولا بالمأساة التي يُفترض أنهم ينقلونها.
الناس يتساءلون: ما هذا التناقض؟ كيف لمن يغطي أخبار القتل والتدمير والمآسي أن يظهر بمظهر يفتقر إلى أدنى درجات الحشمة والاحترام؟!
يبدو أن هناك من أعلن حربًا على قيم هذا الشعب، وعلى هوية هذه الأمة.
إن ما نراه ليس مجرد ذوق سيئ، بل مخططٌ لهدم البُنى الأخلاقية في المجتمعات المسلمة.
هل بات الحزن الذي نعيشه في غزة وفي غيرها بلا حرمة؟ هل فَقَد هؤلاء كل حس بالمسؤولية والإنسانية؟ من يقف وراءهم؟ ومن يموّل هذا المسار المنحرف؟
الأدهى أن هذا التساهل في الانحلال تسارَع بشكل مريب بعد المجازر في غزة، وكأن هناك من يريد أن يُطفئ نار الغضب في قلوب الناس عبر إشغالهم بالتفاهة والانحراف.
إذا كانت كليات الطب تُخرّج تجار أعضاء بشرية، وكليات الإعلام تُنتج عارضات أزياء، ومدارس الفنون تُصدر نماذج معادية لقيم هذا الوطن، فالمسألة لم تعد تحتمل الصمت.
لا بد من مراجعة شاملة، وتدخّل حقيقي يعيد الاعتبار للقيم ويُوقف هذا الانحدار.
ولنُدرك أن هناك من يخطط لإفسادنا عن قصد.
تصريحات غربية كثيرة تقول بصراحة:
"لا يمكننا مجابهة المسلمين بالإيمان أو الأخلاق، لا المسيحية ولا غيرها تردعهم، يجب أن نُفسدهم أخلاقيًا إن أردنا الهيمنة عليهم."
فكيف يستسلم أبناء جلدتنا لهذه الخطط ويُنفّذونها بإخلاص؟!
هذا هو السؤال الجوهري الذي ينبغي طرحه.
قضية الانحلال الأخلاقي لم تعد مجرد مشكلة اجتماعية، بل أصبحت أزمة أمن قومي.
وإن لم تُتخذ خطوات حاسمة وسريعة، فقد نجد أنفسنا لا قدر الله أمام أزمة وجود تهدد حاضرنا ومستقبلنا. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يندد الأستاذ محمد كوكطاش بجرائم الصهاينة والهندوس الذين تمادوا في عدوانهم لغياب ردع حقيقي من حكام الأمة، حيث طالب الحكام بتحمل المسؤوليات وعدم الاكتفاء بدمر المندد المشاهد
يسلط االأستاذ عبد الله أصلان الضوء على المأساة الإنسانية في غزة، معتبراً أن العالم أصبح مجرد متفرج على الجرائم الإسرائيلية بحق الأطفال والنساء، داعياً إلى ضرورة مواجهة هذه الوحشية ومحاسبة المسؤولين عنها، كما ويؤكد أن غزة رغم الألم، ستظل صامدة، بينما الإنسانية هي الخاسر الأكبر.
يحذر الأستاذ محمد كوكطاش من لقاء ترامب، مؤكدًا أنه لن يُفضي إلى أي نتائج إيجابية بل سيعزز السياسات الصهيونية ويزيد من التدهور، وكما يُوصي الرئيس أردوغان بتجنب اللقاء، محذرًا من تأثيره السلبي.
أكد الأستاذ نشأت توتار على أهمية الخلافة وأن غياب الخليفة منذ أكثر من قرن تسبب في تفكك الأمة الإسلامية، كما شدد على ضرورة إحيائها لإعادة الوحدة والعدالة للأمة.