الرئيس أردوغان: الأسرة والوطن الأخضر سيكونان المحور الأساسي لأنشطتنا التعليمية

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "إن الأنشطة التعليمية لهذا العام ستتمحور حول موضوعين رئيسيين هما: الأسرة والوطن الأخضر"، مؤكداً أنّ البرامج التعليمية ستشمل مشاركة الأسر بشكل مباشر في العملية.
شارك الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" في حفل افتتاح العام الدراسي 2025-2026 الذي أقيم في مدرسة الأستاذ الدكتور ممتاز تورهان للعلوم الاجتماعية في إسطنبول، وألقى كلمة بهذه المناسبة.
وقال الرئيس أردوغان في مستهل خطابه: "إنهم تلقوا هذا الصباح خبراً أليماً من إزمير هزّ الجميع بشدة".
وأوضح أنّ هجوماً مسلحاً استهدف مركز شرطة صالـح إيشغورين في منطقة بالجاوفا، ما أدى إلى استشهاد شرطيين وإصابة اثنين من عناصر الأمن. وأضاف: "في هذا الهجوم الغادر استشهد مدير أمن من الدرجة الأولى ومفتش الشرطة العام محسن أيدمير، وشرطيّنا حسن أكين، أسأل الله تعالى لهما الرحمة، وأتمنى الشفاء العاجل لشرطيّينا عمر أميلاغ ومراد داغلي. وقد تم القبض على الفاعل وهو شاب يبلغ من العمر 16 عاماً، وتتم متابعة التحقيق في ارتباطاته. أقدّم التعازي لكافة جهاز شرطتنا".
وتمنى الرئيس أردوغان أن يكون العام الدراسي الجديد خيراً وبركة لجميع الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور والمديرين وجميع أفراد جهاز التعليم.
"لقد حددنا موضوعيْن رئيسييْن لأنشطة التعليم والتدريس لهذا العام، هما الأسرة والوطن الأخضر"
وأشار إلى أنّ أجراس المدارس كانت قد قرعت الأسبوع الماضي لمرحلة التمهيدي والصف الأول الابتدائي من أجل دروس التكيّف، مضيفاً: "بدأ أطفالنا الصغار مدارسهم بحماس كبير. واليوم نخطو جميعاً في 81 ولاية و922 قضاء إلى أول يوم من الفصل الأول. ومن هنا أقبّل أعين جميع أبنائنا الذين أعتقد أنهم قضوا عطلتهم الصيفية بشكل مثمر. وأتمنى من ربي التوفيق والنجاح لأطفالنا جميعاً، حاملي راية قرن تركيا. كما أقدّم شكري الخاص لكل الآباء والأمهات الذين ربّوا أبناءنا وأحسنوا إعدادهم للمستقبل، وأشكر باسمي وباسم أمّتنا جميع معلمينا الذين يقومون بتعليم هؤلاء الأبناء ويحولون جواهرهم الخام إلى جواهر مصقولة".
وأضاف الرئيس أردوغان: "لقد حددنا موضوعيْن رئيسييْن لأنشطة التعليم والتدريس لهذا العام، هما الأسرة والوطن الأخضر. تحت شعار ’كل طفل غرسة، وأول درس الوطن الأخضر‘ ستقام فعاليات عديدة في مدارسنا خلال الأسبوع الأول. كما أنّ التعليمات التي ستُقدَّم على مدار 10 أشهر تحت عنوان ’الوطن الأخضر مدرستي وحلٌّ للمستقبل‘ ستُشرك أسرنا بشكل مباشر في العملية".
وبمناسبة هذا البرنامج الذي يركّز على المناخ والبيئة والأسرة، قدّم الرئيس أردوغان تهانيه لكل من وزارة التربية الوطنية ووزارة الزراعة والغابات، وتابع قائلاً: "أريد أن أؤكد على أمر واحد بوضوح. إنّ معلمينا، الذين هم الروّاد والنماذج في جيش التعليم، يقومون بمهامهم في كل أرجاء وطننا بتفانٍ كبير. معلمونا الذين يرون طلابهم كأبنائهم، ولا يتوانون عن أي تضحية من أجلهم، ويقتربون منهم بالمحبة والرحمة والشفقة، يستحقون كل تقدير وكل تكريم. إنّ أبناءنا الذين ينشأون ويتطورون ويتعلمون وينمون بين أيدي معلمينا المهرة، هم الضمانة الأقوى لمستقبلنا المشرق. وكل معلم ومدير يقوم بواجبه بهذه الروح هو بمثابة وسام فخر لأمتنا العزيزة".
"مع نموذجنا التربوي الجديد نحاول بناء حضارة"
ونقل الرئيس أردوغان قول المفكر التربوي الراحل "نور الدين طوبجو"، أحد روّاد قضية التعليم، الذي صرّح قبل 65 عاماً: "التعليم هو الذي يصنع روح الأمة. سقوط التعليم يطرح وعي الأمة أرضاً. عدم إعطاء التعليم قيمته يمهّد لانهيار روح الأمة. أي طريق يسلكه التعليم فإن روح الأمة تسير خلفه. وبذلك فالأمة تعني التعليم".
وشدّد الرئيس أردوغان على أنّ الرؤية التربوية تعكس تصوّر الأمة ووعيها بالهوية، مضيفاً: "إذا أردتم فهم الماضي وقراءة الحاضر وتشكيل المستقبل، وقبل كل شيء إذا كنتم تحملون هدف أن تصبحوا أمة قوية، فعليكم أن تمتلكوا أفقاً تربوياً يغطي مجالاً واسعاً. إنّ تربية الأجيال التي ستبني قرن تركيا من الاستقلال إلى المستقبل، وفقاً لهذه المبادئ، لا تقتصر على إعداد الإنسان فحسب، بل نحاول أيضاً بناء حضارة بنموذجنا التربوي الجديد".
وأوضح الرئيس أردوغان أنّه يتم تطبيق برنامج يتوافق مع ظروف القرن الحادي والعشرين، يقوم على الديمقراطية وتكافؤ الفرص والشمولية والمشاركة الفعّالة، وقال: "نحن نتبع أسلوباً متعدد الطبقات يجيب على جميع احتياجات العصر، يتشكل حول المهارات، ويتكامل مع قيمنا الوطنية والروحية. ندعم التعديلات التي أجريناها في المناهج بالإصلاحات التي قمنا بها في حقوق وظروف عمل معلمينا، ونعزز الإمكانات المادية والتقنية لمدارسنا وصفوفنا. والآن، أيها الأصدقاء الأعزاء، إنّ أكبر استثمار قامت به حكوماتنا هو في التعليم، وبالتالي في الإنسان".
"لقد وضعنا حدًا للممارسات الظالمة وقمع المعاملات"
وقال الرئيس رجب طيب أردوغان: "إنهم عززوا قوة جيش التعليم من خلال تعيين أكثر من 821 ألف معلم"، وأوضح أنهم لم يقتصروا على تلبية النواقص في البنية التحتية فحسب، بل أزالوا أيضاً القيود التي شلّت نظام التعليم، وتابع قائلاً: "وضعنا حداً للتطبيقات غير العادلة ولظلم النسبة المئوية (الكوتا). جعلنا تكافؤ الفرص في التعليم سائداً من جديد حتى أدق التفاصيل. من خلال دعمنا للتعليم، واستثماراتنا، وإصلاحاتنا، وخدماتنا، وإنجازاتنا، فتحنا الطريق أمام الأجيال التي ستبني غد تركيا. لو بدأنا نعدّد الأعمال والابتكارات والتنظيمات التي نفذناها لأخذ ذلك منا ساعات بل أيّاماً. ومن الآن فصاعداً سنواصل العمل بنفس الحماسة من أجل شبابنا الذين سيبنون الغد المشرق لهذا البلد إن شاء الله".
وأشار الرئيس أردوغان إلى أنّ التكنولوجيا تتطور بسرعة كبيرة، مؤكداً أنّ أساليب التعليم وطرق التعلّم ووسائل الوصول إلى المعلومات وتحليلها تتنوع يوماً بعد يوم، وقال: "أعتقد أنكم أيضاً تدركون النقطة المذهلة التي وصلت إليها الذكاء الاصطناعي والعلوم النووية وتكنولوجيا الطيران والفضاء وقطاعات المعلوماتية والبرمجيات. وفي نموذجنا التعليمي لقرن تركيا نحن أيضاً نواكب هذه العملية بأكثر الطرق فعالية، بل ونقودها في كثير من الأحيان".
وأضاف: "لكننا لا نغفل أبداً هذه الحقيقة: مهما تغيرت الظروف، ومهما تقدمت التكنولوجيا، فإن الطريق إلى النجاح عبر التاريخ كان دائماً هو نفسه. ذلك الطريق هو العمل بانضباط، والتعلم، والمثابرة حتى النهاية".
وأكد الرئيس أردوغان على مسألة الفضول والشغف قائلاً: "الفضول هو مفتاح العلم والمعرفة. إنّ فضول أطفالنا، وحماسهم لاكتشاف أشياء جديدة، هو المحرك الأهم للتعلم. كلما استطعنا أن نفتح الطريق أمام أجيال تسأل، وتفكّر، وتبحث، وتسعى وراء ابتكارات جديدة، وبالطبع تحلم، كلما استطعنا أن نكون أكثر نجاحاً. إنّ إخراج شبابنا لاختراعات جديدة لا يُنتقد، بل هو سلوك يجب تقديره. لأن الذين وسّعوا آفاق الإنسانية عبر التاريخ لم يرضوا بالاكتفاء بما هو موجود، بل أخرجوا اختراعات جديدة. في كل لقاء لي مع الشباب أذكّرهم بهذه المبادئ الأربعة: اقرأ، فكّر، طبّق، واستخلص النتيجة. في رأينا سر النجاح يكمن في هذه الصيغة. وأنا كسياسي واجه طوال حياته عقبات كثيرة وصعوبات شتى، تصرفت دائماً بهذا الفهم، والحمد لله حققنا أهدافنا في النهاية".
"أنتم الذين ستحققون قرن تركيا"
وأعرب الرئيس أردوغان عن اعتقاده بأنّ الشباب الحاضرين هنا سيتصرفون أيضاً وفق هذا المبدأ وسيحققون إنجازات مهمة من أجل الوطن والأمة والإنسانية، قائلاً: "أبنائي الأعزاء، تذكروا أنكم أنتم مستقبل هذا البلد. أنتم من سيدير تركيا غداً. أنتم من سيضع أحجار الطريق نحو تركيا الكبيرة والقوية. كل واحد منكم سيتحمل أدواراً مهمة في مسارات الحياة المختلفة. من الرياضة إلى الفن، من السياسة إلى العلم، من عالم الأعمال إلى التعليم، ستخدمون بلدنا بشغف في مجالات كثيرة. بالإنجازات التي ستحققونها ستكونون مصدر فخر لنا، ولمعلمينا، ولعائلاتكم، ولأمتنا التي تثق بكم. أنا أؤمن من كل قلبي أنكم أنتم من سيحقق قرن تركيا. ونحن بدورنا سنكون إلى جانبكم بجميع إمكانياتنا في هذه المسيرة. وسنواصل القيام بكل ما يقع على عاتقنا حتى تتمكنوا من تحقيق أحلامكم وأهدافكم هذه. وأنا لا أشك أبداً في أنكم ستعملون بثقة بالنفس ورؤوس مرفوعة، وأنتم تدركون أنكم أبناء أمة عظيمة".
وقال الرئيس أردوغان: "مهما كانت الظروف، لا تفقدوا أبداً مثُلكم العليا من أجل أنفسكم، ومن أجل بلدكم، ومن أجل الإنسانية"، وتابع:
"لا تنسوا أبداً إخوانكم الذين دمّرت عصابة معادية للإنسانية مدارسهم بالقنابل في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وقُتل معلموهم وأصدقاؤهم. إنني أنتظر منكم أن تعملوا، لا من أجل الغد فقط، بل من أجل ما هو أبعد من ذلك بكثير؛ أن تطوّروا أنفسكم، وأن تزيدوا من علمكم ومهاراتكم باستمرار. أنا أثق بكم حتى النهاية. وأتمنى لكل واحد منكم النجاح منذ الآن. وأسأل الله أن يجعل طريقكم وقدركم وعقولكم منيرة".
وختم الرئيس أردوغان متمنياً أن يكون العام الدراسي 2025-2026 سبباً للخير، متوجهاً بالدعاء بالتوفيق للطلاب والمعلمين والأسر وجميع أفراد المجتمع التعليمي في عام دراسي مليء بالنجاحات.
وقبل البرنامج، زرع الرئيس أردوغان شتلة في ساحة المدرسة، ثم تجول في الصفوف وتحدث مع الطلاب.
وفي ختام البرنامج، قرع الرئيس أردوغان مع الطلاب الجرس الأول للعام الدراسي الجديد. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
قدّم "وقف الأيتام" مساعدات قرطاسية للطلاب الأيتام والمحتاجين في مدينة إلازيغ مع بدء العام الدراسي 2025-2026، ، ضمن مشروع "أدرّس يتيمًا أيضًا" الذي يستهدف الأطفال في سن الدراسة من العائلات الأيتام والمحتاجة.
قدّم وقف "يد اليتيم الأوروبية" للإغاثة الدولية القرطاسية دعماً للطلاب الأيتام، وذلك بمناسبة انطلاق العام الدراسي 2025-2026.
أقيمت في مدرسة الشيخ فتح الله فركانيس في بتليس مراسم إجازة لـ33 طالباً أكملوا دراستهم العلمية، ورافق الحفل تلاوة القرآن والدعاء لغزة، حيث دعا المشاركون للسلام ونصر أهلها.