الأستاذ محمد كوكطاش: تجربة تركيا بلا إرهاب مع بارزاني
يؤكد الأستاذ محمد كوكطاش أن مكانة مسعود بارزاني لدى الأكراد ثابتة لا تمس، محذرًا في الوقت نفسه من أن التصعيد القومي والتحريض الإعلامي قد يهددان مسار "تركيا بلا إرهاب" ويقوّضان فرص استقرار المشهد السياسي.
كتب الأستاذ محمد كوكطاش مقالاً جاء فيه:
أود أن أشير أولاً إلى أنني لم أصادف في حياتي كرديًا لا يُكنّ محبة صادقة أو احترامًا أو مودة لمسعود بارزاني، ولا يجد جزءًا من ذاته فيه وأقصد هنا الأكراد في تركيا تحديدًا، فما بالك بأكراد شمال العراق والمناطق الأخرى، ولم أرَ أيضًا أحدًا لا يحبّ مسعود بارزاني فحسب، بل ولا يحبّ عموم عشيرة البارزاني، وبمعنى ما مسعود بارزاني هو الخط الأحمر للأكراد.
أما مبادرة "تركيا بلا إرهاب"، سواء وصفناها بأنها تمضي على حدّ السكين أو تسير بخيط رفيع، فهي لم تصل بعد إلى مرحلة آمنة يمكن فيها التنفس بارتياح، وإذا وضعنا قادة "التحالف الجمهوري" جانبًا فإن قواعدهم الشعبية لم تهضم الأمر بعد، كما أن العملية السياسية الجارية تعطي انطباعًا بأنها قد تنقطع في أي لحظة ومن أي نقطة.
من الواضح أن التخلص من قرنٍ كامل من التلوث الكمالي في القاعدة الشعبية لن يكون أمرًا سهلاً، فأبسط تطور سياسي يكفي لشدّ الحبال وخلق مخاوف من العودة إلى نقطة الصفر.
وفي الحقيقة، خلال استفتاء 25 سبتمبر/أيلول 2017 في شمال العراق، لم تقدّم تركيا وخاصة التحالف الجمهوري اختبارًا جيدًا بسبب السياسة التي اتبعتها، وقد خسرت الانتخابات المحلية في المناطق ذات الأغلبية الكردية.
فمسألة الاعتراف بنتيجة الاستفتاء أو تجاهلها موضوع، أمّا ما قيل بحق مسعود بارزاني ومحبّيه من قبل المسؤولين الأتراك من كلمات قاسية ومهينة فهو موضوع آخر تمامًا، لقد تم إيذاؤهم وإغضابهم وإبعادهم، وقد شاهدت ذلك بنفسي أثناء جولاتي في المنطقة، وكما ذكرتُ فقد دفعت الحكومة ثمن ذلك غاليًا.
واليوم، تخوض مسيرة "تركيا بلا إرهاب" اختبارًا جديدًا، فمشاركة مسعود بارزاني في فعالية "ملاي جزيري" في جزيرة بوجود حراسه المسلحين قد تُنتقَد سياسيًا، وربما كان بالإمكان تجاوزها دون مشاكل كبيرة.
لكننا نرى الآن أن الموضوع يُجرّ إلى منبر خطابي قد ينسف العملية من أساسها، وقد أثار ذلك بشكل كبير النزعة القومية لدى البعض، والأسوأ من ذلك أن الإعلام الموالي للسلطة يتصدر هذا الخطاب التحريضي.
ومن خلال النظر إلى حالة التلوث الكمالي التي وصلت إليها الأمور، يشعر المرء بالحزن رغماً عنه، وتتهشّم الآمال الجميلة المتعلقة بمستقبل هذه الجغرافيا.
نسأل الله بحق يوم الجمعة أن يجعل عاقبتنا إلى خير.
وفي الختام أتقدم بالشكر لكل الإخوة الذين قدّموا التعازي بوفاة أختي، وأسأل الله لهم الصحة والعافية والسلامة. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يحذّر الأستاذ محمد أيدن من السموم الذهنية والمجتمعية التي تنتشر في عصرنا، وعلى رأسها التسمم عبر وسائل التواصل والغذاء والعنصرية، مؤكدًا أنها تهدد الأفراد والمجتمع وتتطلب وعيًا وحلولًا عاجلة.
يؤكد الأستاذ عبد الله أصلان أن الاحتلال يواصل ارتكاب مجازره في غزة ضاربًا بالهدنة عرض الحائط، فيما ينشغل العالم بالمطالبة بنزع سلاح المقاومة بدل وقف الجرائم.
يسلّط الأستاذ حسن ساباز الضوء على الجدل السياسي حول وصف “الجلّاد” بين الأحزاب التركية، مبرزًا أن ما يجري يعكس صراعًا أعمق مرتبطًا بإرث الحزب الواحد وذاكرة الماضي التي لم تُكشف صفحاتها بعد.