الأستاذ عبد الله أصلان: ألهذا الحد بلغ الإجرام؟

يؤكد الأستاذ عبد الله اصلان أن الشعور بغياب العدالة وشيوع الإفلات من العقاب يدفع المجرمين لتكرار جرائمهم، ويغري المظلومين بالانتقام، ولا سبيل لوقف الفوضى والدم إلا بإرساء عدالة حازمة وسريعة.
كتب الأستاذ عبد الله أصلان مقالاً جاء فيه:
العدالة أساس الملك، وإن غابت استحالت الحياة
"العدالة أساس المُلك"، ومتى غابت العدالة، صار من المستحيل منع جرائم القتل أو الحد منها.
الثقة في منظومة العدالة لا تقل أهمية عن تحقيق العدالة نفسها؛ فحين يثق المظلوم بأن حقه سيُرد، لا يلجأ إلى الانتقام ولا يخطو خطواته مدفوعًا بمشاعره، أما إذا فُقد هذا الشعور، وانعدم الأمل في إنصاف القضاء، بدأ كل فرد يسعى لأخذ حقه بيده، وهناك تبدأ الفوضى ويعمّ الاضطراب، وفي مثل هذا المناخ لا مجال للحديث عن عدالة.
ما حدث قبل أيام في ديار بكر خير شاهد على ذلك. أب خرج مع زوجته ليهدّئ من بكاء طفليهما، فإذا به يُقتل برصاصة طائشة، شخص أراد الانتقام من خصمه، فقتل رجلًا لا يعرفه، لتُضاف جريمة إلى أخرى.
ما يجعل البلد أشبه بتكساس، ويحوّل بعض الأفراد إلى آلات للجريمة، هو شعورهم بأن لا عقاب حقيقي ينظرهم. فغياب الردع، أو الإحساس بالإفلات من العقوبة، هو ما يغذي هذا السلوك.
منذ أيام فقط، أوقفت قوات الجندرما في منطقة نازلي بولاية آيدن شخصًا يُدعى "ي.ك"، أثار الشبهات في موقع حريق. وعُثر بحوزته على مواد تساعد في إشعال النيران، هذا الشخص متورط سابقًا في حرائق الغابات، لكنه يبدو أنه لم يُعاقب كما يجب، أو تلقّى حكمًا بسيطًا لا يردعه، فعاد لارتكاب الجريمة ذاتها.
وفي 24 تموز/يوليو 2023، رُفعت قضية ضد الشرطي السابق "جميل كوتش" بتهمة إلقاء امرأة تُدعى "إيجا غُل أوفازوفا" من الطابق الثامن، ومع ذلك لم يُعتقل إلا بعد عامين، وفي 4 تموز/يوليو 2025، وما إن مرّت خمسة أيام فقط على توقيفه، حتى ارتكب جريمة جديدة بقتل امرأة تُدعى "عائشة توقياز"، وقطع جسدها ووضعه في حقيبة ورماها في الغابة.
قد تكون لكل جريمة دوافعها وظروفها الخاصة، لكن لا يمكن لأي مجتمع أن يكون سليمًا ما لم يتمسّك بقيمه الأخلاقية ويأخذ خطوات جادة لتثبيت العدالة، خاصة في قضايا القتل، وإلا فإن مسلسل الجرائم سيستمر بلا رادع.
ومؤخرًا، شهدت مدينة قيصري جريمة تقشعر لها الأبدان؛ إذ أقدم شخص على طعن جاره حتى الموت أثناء أدائه الصلاة في المسجد، طاعنًا إياه من الخلف، هذا الفعل الجبان والهمجي يستحق أقسى العقوبات.
أن تطعن إنسانًا من الخلف، وهو ساجد لربه، ليس مجرد قتل، بل خيانة للإنسانية ذاتها، ولا يمكن تبرير هذه الوحشية لا بالغضب ولا بالدوافع الشخصية، بل هي تجسيد للجبن والبربرية والانهيار النفسي.
اليد التي لوّثت بيت الله بالدم، لم تزهق روحًا فقط، بل انتهكت أمن الحي، وزعزعت ثقة المجتمع، وطعنت في قدسية الإيمان ذاته.
لقد فاق هذا الكمّ من الوحشية كل حدّ، وها هو شعور "الإفلات من العقوبة" يمنح القاتل جرأة التكرار، ويدفع بالمظلوم للتفكير في أن يسترد حقه بيده، وكأنها الطريق الوحيد.
في مثل هذا الوقت من العام، تحلّ الذكرى الثانية لاستشهاد "ساجد بيشغين"، الذي قُتل في 22 تموز/يوليو 2023 بمدينة أضنة، وهو في صلاته، على يد مجرم بلا سبب، وقد حُكم على القاتل بالسجن المؤبد المشدد.
"ولكم في القصاص حياة"، لكن حين تختلّ موازين العدالة بسبب مبررات غير منطقية، يصير مجرد المطالبة بالقصاص أمرًا يثير الخوف والتردد.
دعاؤنا أن تتحقق العدالة، حتى لا يجرؤ أحد بعد اليوم على ارتكاب جريمة. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يتساءل الأستاذ محمد كوكطاش بقلق عن جدوى اندفاع تركيا لشراء الطائرات الغربية، في ظل خطاب إعلامي مبالغ فيه حول قوت تركيا الجوية، متسائلًا: ضد من سنستخدم هذه الطائرات فعلًا؟ وهل سنُمنح أصلًا حرية استخدامها؟
كتب الأستاذ " محمد علي المصري " الكاتب المختص بالقانون والحقوق الإنسانية ضمن مقال بعنوان في وجه الجرافات... يثبت العنوان وتبقى الأرض وصل وكالة إيلكا نسخة منه وجاء فيه:
أكد الأستاذ "إسلام الغمري" خلال مقالة لوكالة إلكا للأنباء أن أي مشروع إنقاذ وطني حقيقي، لا بد أن يعيد الاعتبار لفكرة "الشورى المجتمعية" بوصفها جوهرًا للحكم الراشد، لا مجرّد إجراء شكلي، أو موسم انتخابي ينتهي في صناديق مغلقة.
يؤكد الأستاذ محمد كوكطاش أن زوال نتنياهو بات ضرورة لإنهاء دائرة الإجرام والعدوان التي يعاني منها العالم، خصوصًا الأمة الإسلامية، وكما ينبه أن التصدي للطغيان ليس خيارًا، بل واجب ديني وأخلاقي لا يحتمل التأجيل.