أكد رئيس وزراء كندا مارك كارني أن المجتمع الدولي قادر على مواجهة العديد من التحديات وتحقيق تقدم ملموس حتى في غياب الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن التوافق الذي خرجت به قمة العشرين في جوهانسبرغ يحمل دلالة واضحة على تغيّر موازين القوة عالميًا.

قال رئيس وزراء كندا مارك كارني إن العالم قادر على إحراز تقدم في العديد من الملفات المهمة حتى من دون مشاركة الولايات المتحدة، مؤكدًا أن موازين القوة الاقتصادية العالمية باتت تشهد تحولًا ملحوظًا.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده على هامش اجتماعات قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها مدينة جوهانسبرغ في جنوب إفريقيا.

وأوضح كارني أن التوافق الذي تحقق خلال القمة يحمل أهمية خاصة، رغم مقاطعة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاجتماعات الرسمية، مضيفًا: "القمة جمعت دولًا تمثل ثلاثة أرباع سكان العالم، وثلثي الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وثلاثة أرباع التجارة الدولية، ومع ذلك لم تكن الولايات المتحدة جزءًا من هذا الحدث رسميًا، هذا تذكير واضح بأن مركز الثقل في الاقتصاد العالمي يتغير."

وخلال حديثه، استعرض كارني تفاصيل جولاته الأخيرة لتعزيز الروابط الاقتصادية مع دول صاعدة، لافتًا إلى أن المحادثات التي أجراها في أبو ظبي مع رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في 20 نوفمبر أثمرت عن تعهد إماراتي باستثمار 70 مليار دولار في كندا، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.

وأشار إلى أن حكومته تعمل على توقيع اتفاقيات جديدة وجذب مستثمرين دوليين لدعم خطط كندا الاقتصادية، موضحًا: "نسعى إلى توسيع تجارتنا، وتسريع الاستثمارات في شراكات تشمل مجالات الذكاء الاصطناعي والطاقة، سواء في منطقة الهند والمحيط الهادئ أو في أوروبا."

وأكد كارني أن بلاده لن تدع سياستها الخارجية أو الاقتصادية تتشكل بناءً على أجندة الرئيس ترامب، قائلاً: "عندما تكون هناك أمور مهمة سنتحدث معه، لكن ليس لدي الآن قضية تستوجب حوارًا مباشرًا، وعندما تكون الولايات المتحدة جاهزة لاستئناف المحادثات التجارية، سنكون حينها مستعدين."

ويأتي موقف كارني بعد توليه رئاسة الحكومة في أعقاب حملة سياسية واجه فيها انتقادات ترامب، خصوصًا بعد فرض الأخير رسوم جمركية على واردات كندية، وطرحه تصريحات مثيرة للجدل حول إمكانية اعتبار كندا "جزءًا من الأراضي الأمريكية".
ومنذ وصوله إلى السلطة، ركّز كارني على تقليل اعتماد الاقتصاد الكندي على الولايات المتحدة وتوسيع الشراكات الدولية. (İLKHA)