قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء: "إن سكان مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غربي السودان يواجهون خطر الموت جوعًا في ظل انقطاع الوصول".

قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، في بيان: "إن العائلات العالقة في الفاشر تواجه خطر الموت جوعًا مع انقطاع وصول المساعدات، مما يترك السكان دون خيار سوى الاعتماد على ما تبقّى لديهم من إمدادات محدودة من أجل البقاء على قيد الحياة".

وذكر أنه لم يستطع إيصال المساعدات برًّا إلى الفاشر على مدار أكثر من عام، فيما واصل تقديم الدعم النقدي إلى 250 ألف شخص لشراء الطعام المتوفر في الأسواق.

وفي 28 تموز/ يوليو الماضي، أفاد البرنامج بأنه أرسل تحويلات نقدية إلى 256 ألف شخص من جملة 300 ألف مدني محاصر في الفاشر، مشيرًا إلى أنه وضع مخزونات غذائية مسبقة التموضع لإيصالها إلى المدينة رغم استمرار القيود.

وانعدمت معظم السلع الغذائية في السوق الوحيد العامل في المدينة، بما في ذلك الدُّخن والذرة الرفيعة، بينما أوشك الأمباز ــ وهو علف الحيوانات الذي اضطر سكان الفاشر إلى تناوله لسدّ الجوع ــ على النفاد.

وتنشر قوات الدعم السريع مئات المقاتلين في الطرق حول الفاشر لمنع وصول إمدادات الغذاء والأدوية والإغاثة إلى المدينة، كما شيّدت خندقًا عميقًا لتشديد الحصار الذي تفرضه منذ نيسان/ أبريل 2024.

وأوضح البيان أن قطع طرق التجارة وإغلاق خطوط الإمداد عن الفاشر زاد تكلفة المواد الغذائية مثل الذرة الرفيعة والقمح اللذين يُستخدمان في صنع الخبز والعصيدة التقليدية بنسبة وصلت إلى 460% مقارنة ببقية المدن.

وأفاد بأن البنية التحتية، بما في ذلك الأسواق والعيادات، تعرّضت للهجوم، حيث تفيد التقارير بأن بعض العائلات تلجأ إلى تناول أعلاف الحيوانات ومخلّفات الطعام، فيما أشار العديد ممن تمكنوا من الفرار إلى تصاعد وتيرة انتشار العنف والنهب والاعتداءات الجنسية.

وكشف عن حصوله على تصاريح من مفوضية العون الإنساني في مطلع آب/ أغسطس الحالي لإرسال قافلة مساعدات إلى الفاشر، فيما لم تعلن قوات الدعم السريع دعمها لوقف إطلاق النار للسماح بدخول الإغاثة إلى المدينة.

وتعرّضت في حزيران/ يونيو الماضي قافلة مساعدات مشتركة بين برنامج الأغذية ومنظمة يونيسف لهجوم في بلدة الكومة، عندما كانت في طريقها إلى الفاشر بعد أن قطعت مسافة تتعدى 1800 كيلومتر، حيث تحركت من بورتسودان شرقي السودان.

وأسفر الهجوم عن مقتل خمسة عمّال إنسانيين وإحراق عدة شاحنات من القافلة، حيث تبادل الجيش والدعم السريع الاتهامات بشنه.

وقال المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي في منطقة جنوب وشرق أفريقيا، إريك بيرديسون: "إن جميع سكان الفاشر يواجهون صراعًا يوميًّا من أجل البقاء، فقد استنزفت الحرب جميع آليات التأقلم التي يتبعها الناس، ودون إيصال المساعدات الإنسانية بشكل فوري ومستدام، سيموت الكثير من الناس". (İLKHA)