شدّد رئيس الشؤون الدينية في تركيا، البروفيسور د. صافي أربا غوش، خلال مشاركته في حفل تخرّج الدورة الثالثة لمرشّحي الإرشاد الديني، على أن مواجهة التحديات الفكرية والثقافية المتزايدة لا يمكن أن تتم إلا بالرجوع إلى القرآن الكريم والسُّنّة النبوية، وبالتسلح بالمعرفة الموثوقة والقيم الحضارية.

شارك رئيس الشؤون الدينية في تركيا، البروفيسور الدكتور صافي أربا غوش، في برنامج تخرّج “الدورة الثالثة لمرشّحي الإرشاد الديني” الذي نظمته رئاسة أكاديمية الشؤون الدينية في مركز أنقرة العالي للاجتهاد الديني.
وفي محاضرته الختامية أمام الخريجين، أكد أربا غوش المكانة المركزية لتعليم القرآن الكريم ضمن مهام رئاسة الشؤون الدينية، مذكّراً بأن المؤسسة تؤدي دوراً واسعاً يمتد من دورات الأطفال (4–6 سنوات) إلى حلقات التحفيظ، ومن البرامج المخصّصة للاحتياجات الدينية إلى الدورات الصيفية للقرآن الكريم.

وأوضح أن هذه البرامج تشكل قاعدة أساسية تمكّن المجتمع من الوصول إلى المعرفة الدينية الصحيحة، وتمثل جسراً لنقل مبادئ القرآن الكريم وسيرة النبي ﷺ إلى الواقع اليومي.
وأضاف أن خدمات الرئاسة لا تقتصر على الإمامة والخطابة والتعليم القرآني، بل تتسع لتشمل المستشفيات ودور رعاية المسنين والسجون والمراكز الشبابية والجامعات، حيث يعمل رجال الدين على تقديم الإرشاد الروحي وإسناد المجتمع في مختلف شؤونه.

وفي حديثه عن التحديات الراهنة، لفت أربا غوش إلى أن التطورات السريعة في مجال التواصل جعلت التأثيرات الفكرية والثقافية أكثر انتشاراً وتعقيداً، وأن الأفكار التي تظهر في بقعة من العالم قد تمتد خلال وقت قصير إلى البشرية كلها.
 وقال: «إنّ عبور هذا الزمن المليء بالتحولات لا يتحقق إلا بالاعتصام بكتاب الله وسنّة رسوله، وبالتمسك بقيم الإيمان والحضارة، وبناء المعرفة الصحيحة ونقلها بأمانة».

وأكد أن القدوة الحسنة والرفق واللياقة في التعامل تمثل جزءاً أصيلاً من مسؤولية العاملين في الحقل الديني، وأن بناء الوعي والاستقامة والالتزام يعزز مكانة الرسالة التي يحملها رجال الدين، في وقت تتضاعف فيه احتياجات المجتمع الروحية.

واختُتم البرنامج بتوزيع شهادات النجاح على الدارسين من قبل رئيس الشؤون الدينية، بحضور عدد من كبار المسؤولين، من بينهم نائب رئيس الشؤون الدينية الدكتور حسين حازرلار، ورئيس أكاديمية الشؤون الدينية الدكتور أنور عثمان قان، ونائب رئيس المجلس الأعلى للشؤون الدينية الدكتور فاتح محمد آيدن، إضافة إلى مسؤولي المؤسّسة والطلاب وعائلاتهم. (İLKHA)