قفزة قياسية في صادرات الأردن إلى سوريا بنسبة 454% خلال الثلث الأول من 2025، في مؤشر على عودة تدريجية للعلاقات الاقتصادية ودور لوجستي متصاعد لعمّان في إعادة الإعمار.

شهدت الصادرات الوطنية الأردنية إلى سوريا خلال الثلث الأول من عام 2025 قفزة غير مسبوقة بنسبة 454% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث ارتفعت قيمتها إلى 72 مليون دينار بعد أن كانت 13 مليون دينار فقط في العام الماضي، بحسب أرقام التجارة الخارجية الصادرة حديثًا.

هذا النمو اللافت جاء مترافقًا مع ارتفاع طفيف في المستوردات الأردنية من سوريا بنسبة 11%، ما يعكس ديناميكية جديدة في العلاقات التجارية الثنائية، وقد تراجعت واردات الأردن من سوريا إلى 12.9 مليون دينار، مما أسهم في تعزيز فائض الميزان التجاري لصالح الأردن.

ويتصدر الإسمنت قائمة الصادرات الأردنية إلى سوريا، مع نقل أكثر من 6158 شاحنة خلال الربع الأول من العام، ما يشير إلى الدور المركزي الذي بات يلعبه الأردن في دعم مشاريع إعادة الإعمار السورية، كما شهد معبر جابر – نصيب نشاطًا لافتًا بمرور نحو 14.6 ألف شاحنة محملة بالبضائع الأردنية نحو الداخل السوري.

ويأتي هذا التحسن في ظل توقيع اتفاقيات اقتصادية جديدة بين عمّان ودمشق، إلى جانب التوجه نحو إنشاء مجلس تنسيقي أعلى لتطوير التعاون في مجالات متعددة مثل التجارة، والطاقة، والنقل، والمياه.

الجدير بالذكر أن حجم التبادل التجاري بين البلدين كان يتجاوز 800 مليون دينار قبل عام 2011، لكنه انخفض بشكل حاد إلى 56 مليون دينار فقط بحلول عام 2020، نتيجة تطبيق قانون قيصر والعقوبات الغربية المفروضة على سوريا.

ويبدو أن السنوات المقبلة ستشهد إعادة تموضع اقتصادي أردني داخل سوريا، ليس فقط كجهة مصدّرة، بل أيضًا كمركز لوجستي إقليمي يسهم في مرحلة ما بعد الحرب، ويعزز التكامل الاقتصادي العربي. (İLKHA)