الباحث محمد شاكر: القومية الكردية استُخدمت أداةً لفصل الأمة عن وحدتها الإسلامية

أكد الباحث والكاتب محمد شاكر خلال كلمته في الملتقى العاشر للعلماء الذي نظّمته رابطة العلماء والمدارس (اتحاد العلماء) في مدينة ديار بكر، أن محاولات تفكيك وحدة الأمة الإسلامية استخدمت القومية الكردية كوسيلةٍ لإبعاد الشعب الكردي عن هويته الدينية الأصيلة، مشيراً إلى أن القومية السلبية ألحقت أضراراً كبيرة بالقيم الإسلامية والاجتماعية لدى الأكراد.
انطلقت في مدينة ديار بكر فعاليات الملتقى العاشر للعلماء تحت عنوان "المحاولات الأيديولوجية التي تستهدف هويتنا الإسلامية"، بمشاركة علماء وأكاديميين من إقليم كردستان ومناطق مختلفة من العالم الإسلامي، إضافة إلى حضور ممثلين عن حركة حماس.
وفي الجلسة الثانية التي ترأسها الأستاذ الدكتور نور الله كورت، قدّم الكاتب والباحث محمد شاكر ورقةً بعنوان: "منطلقات القومية الإيجابية والسلبية وآثارها على المجتمع الكردي"، تطرق فيها إلى انعكاسات القومية السلبية على الهوية الدينية والاجتماعية للأكراد.
استشهد شاكر بعددٍ من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحذّر من العصبية القبلية، مشيراً إلى أن الإسلام جعل التقوى معيار التفاضل بين البشر، لا العرق أو النسب، وأن كل انتماء قومي أو قبلي إذا تجاوز حدوده الفطرية تحول إلى وسيلةٍ للفرقة والعداوة.
وتحدث شاكر عن رؤية بديع الزمان سعيد النورسي لمفهوم القومية، موضحاً أنه ميّز بين القومية "الإيجابية" التي تعزز الأخوة الإسلامية والتعاون بين الشعوب، والقومية "السلبية" التي تشعل الصراعات وتضعف رابطة الإيمان، مؤكداً أن الرابطة الإسلامية أسمى من كل الروابط القومية أو العرقية.
وانتقد شاكر بشدة الحركات القومية الكردية ذات الطابع العلماني التي ظهرت منذ أواخر القرن التاسع عشر، موضحاً أنها استُغلت من قبل قوى خارجية لفصل الأكراد عن الأمة الإسلامية. وقال:
"القومية الكردية استُخدمت كأداةٍ لفصل الأمة عن وحدتها، ووُضعت الهوية العرقية بديلاً عن الأخوة الإسلامية، فتم إبعاد الناس عن قيمهم الدينية الأصيلة."
وبيّن أن الأكراد تاريخياً كانوا جزءاً أصيلاً من الأمة الإسلامية، وقدّموا شخصيات عظيمة مثل صلاح الدين الأيوبي، إلا أن الحركات القومية الحديثة حاولت طمس هذا التراث الديني، واستبداله برموزٍ علمانية وهمية، مما أدى إلى انقسامٍ داخلي وفقدانٍ للهوية الروحية.
وأشار شاكر إلى أن المدارس الدينية والزوايا الصوفية لعبت دوراً محورياً في حفظ اللغة الكردية ونقل التراث الإسلامي، في حين أن الحركات القومية اليسارية اتخذت موقفاً عدائياً من هذه المؤسسات، بل وصل بعضها إلى مواجهة الإسلام نفسه.
وختم الباحث كلمته بالتأكيد على أن الإسلام لم يكن يوماً عائقاً أمام اللغة أو الثقافة الكردية، بل كان حامياً لها، داعياً الأكراد إلى التمسك بانتمائهم الإسلامي الذي كان دائماً مصدر قوتهم ووحدتهم، قائلاً:
"رغم كل محاولات التغريب والتفكيك، سيبقى الأكراد جزءاً من جسد الأمة الإسلامية، ومبدأ (إنما المؤمنون إخوة) هو النور الذي يجب أن نهتدي به في مواجهة كل مشاريع التفرقة." (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
أكد الأستاذ الدكتور وجيه سونمز خلال كلمته في الملتقى العاشر للعلماء الذي نظمته رابطة العلماء والمدارس (اتحاد العلماء) في مدينة ديار بكر، أن أخطر ما يعانيه المسلمون في العصر الحاضر هو تفكك الأسرة المسلمة، مشيرًا إلى أن القوى الصهيونية جعلت من هدم الأسرة وإفساد المجتمع مبدأً أساسياً في حربها على القيم الإسلامية.
شدّد الدكتور عبد اللطيف ياسين خلال أعمال «اللقاء العاشر للعلماء» الذي تنظّمه رابطة العلماء والمدارس الشرعية (اتحاد العلماء) في مدينة ديار بكر، على أهمية الدور الإصلاحي للعلماء في مواجهة الانحلال القيمي والاجتماعي، داعياً إلى تأسيس منصات إعلامية إسلامية قوية تنتج محتوى عالي الجودة وتعمل على صون القيم الدينية والأسرية في مواجهة التيارات التغريبية.
اختُتمت في ديار بكر فعاليات «اللقاء العاشر لعلماء وطلبة العلم» بعنوان «المبادرات الأيديولوجية على هويتنا الإسلامية»، حيث قدّم الباحث والكاتب محمد غوكطاش محاضرة تناولت آثار المناهج الأيديولوجية الحديثة على الأسرة والمجتمع ودعا إلى إظهار نموذج إسلامي مؤدَّب وجذّاب يجتذب من انحرف عن الدين، مشيراً إلى أن التحولات الإقليمية تؤشر لعودة اهتمام شعوب غربية بالإسلام.