الدكتور عبد اللطيف ياسين يدعو إلى تأسيس منصات إعلامية إسلامية ذات محتوى رصين لمواجهة الانحلال الأخلاقي

شدّد الدكتور عبد اللطيف ياسين خلال أعمال «اللقاء العاشر للعلماء» الذي تنظّمه رابطة العلماء والمدارس الشرعية (اتحاد العلماء) في مدينة ديار بكر، على أهمية الدور الإصلاحي للعلماء في مواجهة الانحلال القيمي والاجتماعي، داعياً إلى تأسيس منصات إعلامية إسلامية قوية تنتج محتوى عالي الجودة وتعمل على صون القيم الدينية والأسرية في مواجهة التيارات التغريبية.
تتواصل في مدينة ديار بكر فعاليات اللقاء السنوي العاشر للعلماء الذي تنظّمه «رابطة العلماء والمدارس الشرعية» بمشاركة علماء وأكاديميين من مناطق مختلفة من العالم الإسلامي، بينها وفود من إقليم كردستان وممثلون عن حركة حماس. وجاء اللقاء هذا العام تحت شعار: «المبادرات الأيديولوجية الموجَّهة ضد هويتنا الإسلامية».
في الجلسة الأولى من البرنامج، ألقى الدكتور عبد اللطيف ياسين محاضرة تناول فيها أسباب الانهيار الأخلاقي والاجتماعي، مبيّناً أن ضعف البنية الأسرية والدينية يشكّل أحد أبرز العوامل التي أدّت إلى تفكك المجتمع. وقال:
«عندما ننظر إلى واقع الأسرة اليوم، نرى أن الإدارة داخل البيت فقدت توازنها، وأن انشغال الآباء عن أدوارهم القيادية أدّى إلى ارتفاع نسب الطلاق، فيما تلعب وسائل الإعلام الحديثة دوراً مدمّراً في هذا الجانب».
وأشار ياسين إلى أن الخطابات الدينية المتناقضة في بعض المنابر تسهم في إرباك الوعي الجمعي، وأن غياب القدوات الأخلاقية بين الشباب فاقم من الأزمة.
وفي جانب آخر من كلمته، تناول الدكتور ياسين أثر الإعلام في نشر الأفكار الدخيلة، قائلاً إن «الوسائل الحديثة أصبحت بوابة لإدخال قيم علمانية وغربية إلى البيوت، تسعى لتقويض القداسة الدينية وتحويل الأخلاق إلى مقاييس نفعية نسبية».
وأوضح أن بعض التيارات الفكرية تعمل على تغريب المجتمع الكردي وتفريغ هويته الإسلامية، محذراً من أن هذا المشروع يسعى لتطبيع الانحرافات الأخلاقية تحت مسميات الحرية والتحرّر.
ودعا ياسين إلى إعادة بناء مفهوم الأسرة في ضوء القيم الإسلامية، مؤكداً أن مواجهة الانحراف لا تكون بالتسليم للواقع، بل بالعمل على ترسيخ ثقافة الوعي والقدوة الحسنة، مشدداً في الوقت نفسه على أن «العلماء يتحمّلون مسؤولية كبرى في هذه المعركة الفكرية».
وأضاف: «العلماء هم ورثة الأنبياء، وعليهم أن يواجهوا مظاهر الانحراف بالسلوك وبالبيان والإرشاد، لا بالصمت أو الانسحاب. كما يجب عليهم دخول ميادين الإعلام والتعليم والتفاعل مع الشباب بلغة معاصرة يفهمونها».
وختم الدكتور عبد اللطيف ياسين كلمته بالدعوة إلى بناء مؤسسات إعلامية إسلامية فاعلة في كردستان والعالم الإسلامي، قائلاً: «نحن بحاجة إلى إعلام إسلامي حديث، قوي ومهني، يقدم محتوى راقياً، يعبر عن القيم الأصيلة، وينافس المنصات الغربية في التأثير والجودة. يجب أن تكون لدينا منصات ناطقة بالكردية والعربية، تجمع بين الحرية والالتزام، وتنتج مواداً تعزز الهوية الإسلامية للشباب». (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
أكد الأستاذ الدكتور وجيه سونمز خلال كلمته في الملتقى العاشر للعلماء الذي نظمته رابطة العلماء والمدارس (اتحاد العلماء) في مدينة ديار بكر، أن أخطر ما يعانيه المسلمون في العصر الحاضر هو تفكك الأسرة المسلمة، مشيرًا إلى أن القوى الصهيونية جعلت من هدم الأسرة وإفساد المجتمع مبدأً أساسياً في حربها على القيم الإسلامية.
أكد الباحث والكاتب محمد شاكر خلال كلمته في الملتقى العاشر للعلماء الذي نظّمته رابطة العلماء والمدارس (اتحاد العلماء) في مدينة ديار بكر، أن محاولات تفكيك وحدة الأمة الإسلامية استخدمت القومية الكردية كوسيلةٍ لإبعاد الشعب الكردي عن هويته الدينية الأصيلة، مشيراً إلى أن القومية السلبية ألحقت أضراراً كبيرة بالقيم الإسلامية والاجتماعية لدى الأكراد.
اختُتمت في ديار بكر فعاليات «اللقاء العاشر لعلماء وطلبة العلم» بعنوان «المبادرات الأيديولوجية على هويتنا الإسلامية»، حيث قدّم الباحث والكاتب محمد غوكطاش محاضرة تناولت آثار المناهج الأيديولوجية الحديثة على الأسرة والمجتمع ودعا إلى إظهار نموذج إسلامي مؤدَّب وجذّاب يجتذب من انحرف عن الدين، مشيراً إلى أن التحولات الإقليمية تؤشر لعودة اهتمام شعوب غربية بالإسلام.