الأستاذ محمد كوكطاش: خطر تفسير الدين بآية واحدة فقط

يحذر الأستاذ محمد كوكطاش من الاجتزاء للآيات، خصوصًا الآية "لا تقنطوا من رحمة الله"، دون قراءة ما بعدها من توجيهات تحث على التوبة وتحذر من التسويف، مؤكدًا أن فهم القرآن لا يكتمل إلا بالنظر إلى السياق الكامل للآيات.
كتب الأستاذ محمد كوكطاش مقالاً جاء فيه:
كثيرًا ما تُتلى على مسامعنا في الخطب والدروس الآية الكريمة:
( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )
ولا شك أن هذه الآية من أعظم ما يُبثّ به الأمل في قلوب التائبين، إذ تفتح لهم باب الرجاء وتطمئن قلوبهم بأن الله يغفر الذنوب جميعًا، مهما عظمت، ومهما طالت مدة الانحراف، وهي رسالة من رب العالمين مباشرةً لعباده بأن لا يستسلموا لليأس، وأن باب المغفرة لا يزال مفتوحًا.
لكن الخطأ الشائع هو الاكتفاء بهذه الآية دون النظر إلى ما بعدها من آياتٍ تكمل المعنى وتضعه في سياقه الصحيح، فهذه الآية رغم ما تحمله من بشارة، لا يمكن فهمها منفصلةً عن بقية الآيات التي تليها، والتي تحذر من الغفلة، وتحثّ على سرعة التوبة، وتبين عاقبة الإصرار على المعصية.
فالآيات التالية تقول:
( وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تُنصرون )
( واتبعوا أحسن ما أُنزِل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتةً وأنتم لا تشعرون )
( أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين )
( أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين )
( أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين )
( بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين )
وهنا تتضح الصورة الكاملة: نعم، الله يغفر الذنوب جميعًا، لكن على العبد أن يسارع بالتوبة، وألا يؤجل العودة إلى الله حتى يفجأه الموت أو العذاب، المغفرة ليست رخصة للتمادي، بل هي دعوة عاجلة للعودة بصدق.
هذا التوازن بين الرجاء والخوف، بين المغفرة والعدالة، هو جوهر الخطاب القرآني، ولذلك فإن الاقتصار على آية واحدة دون قراءة ما قبلها أو بعدها قد يؤدي إلى فهم مبتور يُبرّر التقاعس عن التوبة أو التهاون في المعاصي.
ومن هنا، يجب على كل من يستشهد بالآيات أن يُدرك سياقها الكامل، وأن ينظر في السورة التي وردت فيها، وما موضوعها العام، حتى يُقدَّم القرآن كما أراده الله: هدى ورحمةً ونورًا.
إن الله غفورٌ رحيم، لكنه أيضًا شديد العقاب، ومن تمام الدعوة والنصح أن يُبيَّن للناس الوجهان معًا: باب الرجاء المفتوح، وأثر الغفلة والتسويف.
جمعة مباركة، وتوبةٌ لا رجعة بعدها بإذن الله. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يدين الأستاذ حسن ساباز استغلال حرية التعبير للإساءة للنبي محمد ﷺ ويشدد على ضرورة احترام المقدسات، ويؤكد أن الدفاع عن النبي واجب أخلاقي ثابت، وأن المسلمين يرفضون تحويل مقدساتهم إلى أداة للنزاعات أو السخرية.
يندد الأستاذ محمد كوكطاش باستخدام الرسوم الكاريكاتورية كسلاح قذر ضد الإسلام، مؤكدًا أن الرد الحقيقي يكمن في تجنب هذه الأساليب والتركيز على حماية المقدسات بالوعي والمسؤولية الوطنية.
يؤكد الأستاذ عبد الله أصلان أن حرائق الغابات السنوية ناجمة أساسًا عن أخطاء بشرية وتقصير مجتمعي، داعيًا إلى تعزيز الوعي واتخاذ إجراءات صارمة لحماية الغابات والحفاظ على البيئة، ويحذر من تكرار الكوارث دون إرادة حقيقية للتغيير، مما يهدد مستقبل الطبيعة والإنسان.