الأستاذ محمد سولمز: التعليم في غزة تحت الأنقاض

يفضح الأستاذ محمد سولمز صمت العالم أمام المجازر في غزة، حيث يُقصف التعليم وتُدفن الطفولة تحت الأنقاض، ويؤكد أن أطفال غزة لا يتعلمون القراءة فقط، بل يتعلمون الصمود والحياة ببركة: "حسبنا الله ونعم الوكيل".
كتب الأستاذ محمد سولمز مقالاً جاء فيه:
بسم الله تعالى
أين هم؟
أين أولئك الذين يرفعون الشعارات اللامعة عن حقوق الإنسان؟
أين اتفاقية حقوق الطفل؟ أين اليونسكو واليونيسف وسائر مؤسسات العالم "المتحضر"؟
لم نعد نسمع لهم صوتًا في غزة.
كأن غزة خارج الجغرافيا، أو أنها لم تُدرج على خريطة الضمير الإنساني.
في غزة، يُخرس "الحق في التعليم" بأزيز الطائرات وصفير الصواريخ.
الأطفال تحت الحصار، تحت الجوع، تحت العقوبات الجماعية،
بل هم اليوم في مواجهة إبادة جماعية موصوفة، تُرتكب على مرأى من الجميع.
أكثر من عشرة آلاف طفل قُتلوا في هذه الحرب الظالمة.
شهاداتهم المدرسية لطّخها الدم،
وجوائزهم كانت الشهادة،
وأرواحهم صعدت إلى السماء وقد ذاقت كأس الفقد والموت مبكرًا.
في غزة، ما يقرب من 90% من المدارس إمّا دُمّرت أو أصيبت بأضرار جسيمة.
625 ألف طفل في سنّ التعليم فقدوا حقهم في التعلّم المنتظم.
التعليم هناك لم يتوقف فحسب، بل انقطع تمامًا.
آلاف الأطفال يكبرون داخل خيام اللجوء،
ويقاومون القصف والموت منذ عامين،
يعيشون بلا يقين، بلا أفق، بلا وعد بيوم جديد.
كمن سقط في بئر سحيق، فلا يجد ما يتمسك به إلا خيط الأمل المهترئ.
العالم من حولهم أصمّ، أعمى، أبكم...
بل لعلّه نفسه أصبح عقبة أمام أي نجدة أو إنصاف.
والكثير ممن يظهرون على شاشاته، لا يفعلون أكثر من تقمص أدوار "القرود الثلاثة".
أية مهزلة هذه؟
في غزة، لم تعد الأقلام تُرى، ولا الدفاتر، ولا الكتب.
صار الحجر قلمًا، والتراب دفترًا،
والخيام والملاجئ فصولاً دراسية بديلة،
لكن حتى هذه تُقاطعها صافرات الإنذار والدمار.
بعد كل قصف، لا تصل الأخبار عن بدء الحصص،
بل عن طفل انتُشل من تحت الأنقاض،
طفلٌ لم يكمِل طريقه إلى المدرسة.
إحدى المعلمات علّقت بأسى:
"بات من الصعب التمييز بين جرس الحصة وصافرة القصف".
الحرب لا تُدمر الجدران فقط،
بل تهدم أرواح الأطفال، تهدم أحلامهم، تُطفئ بريق أعينهم.
وقد لا تملك أنت، قارئ هذه السطور، القدرة على إيقاف هذه المجازر،
لكن تذكّر دائمًا:
الصمت هو أقسى أشكال الشراكة في الجريمة.
حين تفقد الأيادي الصغيرة أصابعها فلا تمسك قلمًا،
وحين ترى الأعين الصغيرة الركام بدل صفحات الكتب،
وحين يجمع الأطفال بقايا عظام أصدقائهم بدل ألعابهم،
فلا يصح أن نسأل: "ماذا بوسعنا أن نفعل؟"
بل يجب أن نسأل: "متى سنتحرّك؟"
في غزة، لم يعد التعليم رقمًا في تقرير دولي،
بل أصبح شاهد قبر.
كتب عليه:
"كان ذاهبًا إلى المدرسة..."
فهل دُفنت الأحلام تحت الإسمنت؟
ربما، لكن لا يزال هناك ضوء لا ينطفئ.
أطفال غزة لا يتعلمون القراءة فحسب، بل يتعلمون الحياة.
ويبدو أن السر الذي يربطهم بها هو:
"حسبنا الله ونعم الوكيل". (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يحذّر الأستاذ محمد أيدين من تنامي مظاهر ازدراء الدين تحت غطاء الحرية والتمدن، مؤكدًا ضرورة سن قوانين تجرّم الإساءة للإسلام وقيم الأغلبية. ويدعو الدولة لتحمل مسؤوليتها قبل أن تنفلت الأمور شعبيًا.
يحذر الأستاذ عبد الله أصلان من استمرار التهديدات الإسرائيلية رغم وقف إطلاق النار المؤقت مع إيران، كما يسلط الضوء على استمرار المجازر في غزة والحاجة الملحة لتحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته الإنسانية تجاهها.
أشار الأستاذ إسلام الغمري نائب مدير مركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية إلى أن المنطقة، بعد توقف المواجهة الإيرانية – الإسرائيلية، تدخل مرحلة إعادة تشكيل شاملة، مؤكداً أن هناك أحداث تجري خلف الكواليس.