الأستاذ حسن ساباز: من الذي خسر؟

يرى الأستاذ حسن ساباز أن المواجهة بين إيران وإسرائيل كشفت ضعف الاحتلال وتطور الردع الإيراني مع قصور في بعض الجوانب، لكنها أبرزت في المقابل عجز الأمة عن نصرة غزة، ويؤكد أن الخاسر الحقيقي هو العالم الإسلامي، باستثناء مقاومي غزة الذين وحدهم حافظوا على الكرامة.
كتب الأستاذ حسن ساباز مقالاً جاء فيه:
رغم معرفة الجميع بأن الكيان الصهيوني لا يلتزم بأي اتفاق، ورغم ضغوط الإدارة الأمريكية التي دفعت باتجاه وقفٍ لإطلاق النار، إلا أن طهران وتل أبيب خرجتا بتصريحات متزامنة تؤكد التوصل إلى هدنة، بعد 12 يومًا من أعنف المواجهات المباشرة بين الطرفين.
إيران كانت تحتاج فعليًا إلى استراحة مؤقتة، لإعادة ترتيب صفوفها وتقدير الأضرار، لذلك لم تشترط شيئًا، وقبلت بالهدنة كما هي، أما الاحتلال الصهيوني، فقد نجح -كما اعتاد في لبنان سابقًا– في اغتيال أهداف نوعية في الضربة الأولى، محققًا تقدمًا أوليًا، لكنه أيضًا تلقّى ضربات غير مسبوقة على أراضيه، وشعر بثقل الرد الإيراني، ما دفعه إلى السعي لتمديد المواجهة واستثمارها في خلق حالة فوضى داخل إيران، قد تقود إلى زعزعة النظام السياسي هناك، لكن الواقع لم يسر كما أراد الاحتلال.
في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كشفت الصواريخ الإيرانية عن حالة من الهشاشة والقلق داخل المجتمع الاستيطاني، حيث سارع كثير من المستوطنين إلى مغادرة المناطق المستهدفة، بل إن البعض بدأ بمحاولات جادة لمغادرة البلاد نهائيًا.
ما ميّز هذه الجولة من الحرب هو الأداء العسكري الإيراني، فالصواريخ التي أطلقتها طهران لم تكن شبيهة بما اعتاده الاحتلال من غزة أو من جنوب لبنان، بل كانت صواريخ دقيقة، متطورة، وأحدثت دمارًا واسعًا.
أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، والتي تغنّى بها قادة الكيان، بدأت خلال أقل من أسبوعين تفقد فعاليتها تدريجيًا، وفشلت في اعتراض عدد كبير من الصواريخ، لا سيما تلك التي وُصفت بالـ"فرط صوتية".
اللافت أن هذه الهزيمة التقنية جاءت بعد فترة وجيزة من توقيع إسرائيل اتفاقًا دفاعيًا مع ألمانيا بقيمة 3.5 مليار دولار، لتصدير تلك الأنظمة ذاتها، بهدف حماية أوروبا من التهديد الروسي، الآن وبعد أن عجزت تلك المنظومات عن صدّ الصواريخ الإيرانية، بدأت الشكوك تتعاظم داخل العواصم الأوروبية بشأن فاعليتها في مواجهة صواريخ روسيا المتقدمة.
رغم التعتيم الإعلامي، تشير التقديرات إلى أن الاحتلال تكبّد خسائر عسكرية نوعية، خاصة في البُنى التحتية العسكرية والأمنية، وإذا لم يُفصح الإعلام الرسمي عنها، فإن الصراعات السياسية الداخلية – خاصة بين حكومة نتنياهو ومعارضيه – قد تؤدي إلى تسريبها لاحقًا، وهو ما قد يُضعف موقف رئيس الوزراء الصهيوني ويهزّ صورته أمام الرأي العام.
أما على الجانب الإيراني، فقد ظهرت بعض أوجه القصور، خاصة في مجال الرادارات والطائرات المسيرة، إلا أن الرسالة كانت واضحة: إيران قادرة على ضرب جميع القواعد الأمريكية في المنطقة، لا إسرائيل وحدها.
لكنّ فقدان بعض الشخصيات العسكرية والعلمية المهمة في إيران، مقابل غياب خسائر معلنة بحجم مماثل لدى الاحتلال، يُعد خللاً في التوازن، يُحسب كخسارة لطهران في البُعد النوعي.
وسط هذا التصعيد، تواصل آلة الإبادة الصهيونية ارتكاب المجازر في غزة منذ ما يزيد عن 19 شهرًا، حيث يُقتل المدنيون وهم يصطفون للحصول على الخبز، وتُستهدف العائلات في ملاجئها، دون أي تدخل أو حتى إدانة فعلية من الأنظمة العربية أو الإسلامية.
الغريب أن هذه الجولة من المواجهة فتحت فجوة كان يمكن النفاذ منها لدعم غزة أو تخفيف الضغط عنها، لكن أحدًا لم يتحرك، لم تُستغل الفرصة، ولم يُرفع الحصار، ولم تُرسل مساعدات إنسانية جدية.
السؤال عن "من خسر في الحرب، إيران أم إسرائيل؟" يبدو سطحيًا إذا ما قورن بالخسارة الكبرى التي منيت بها الأمة الإسلامية.
لقد وقفت غالبية الأنظمة متفرجة، لا بل عاجزة، أمام وحشية الاحتلال، بل لم تجرؤ حتى على إيصال رغيف خبز إلى غزة.
الخاسر ليس فقط من سقط تحت القصف، بل من خذل الضمير، وصمت عن الإبادة، وادّعى الحياد بينما تُرتكب في فلسطين مجازر القرن.
باستثناء مقاومي غزة الذين يخوضون معركة الكرامة والشرف، يمكن القول بلا تردد: كلنا خسرنا. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يحذر الأستاذ عبد الله أصلان من استمرار التهديدات الإسرائيلية رغم وقف إطلاق النار المؤقت مع إيران، كما يسلط الضوء على استمرار المجازر في غزة والحاجة الملحة لتحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته الإنسانية تجاهها.
أشار الأستاذ إسلام الغمري نائب مدير مركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية إلى أن المنطقة، بعد توقف المواجهة الإيرانية – الإسرائيلية، تدخل مرحلة إعادة تشكيل شاملة، مؤكداً أن هناك أحداث تجري خلف الكواليس.
أكد مدير الشؤون الخارجية للجماعة الإسلامية في كشمير "خالد محمود خان" أن حالة السجناء السياسيين في كشمير المحتلة مقلقة، وخاصة المرضى منهم، وأشار إلى أنه من واجب الدولة الأخلاقي والدستوري أن تضمن سلامة كل مواطن، خاصة من هم في السجن.