الأستاذ عبد الله أصلان: السلام الحقيقي لا يتحقق إلا حين يصان جوهر الأمة وتحترم قيمها.
يؤكد الأستاذ عبد الله أصلان أن السلام الحقيقي لا يقوم على الشعارات، بل على الثقة والاحترام لقيم الأمة، محذرًا من القوى التي تتستر بشعار “السلام” بينما تثير الفتن وتهاجم الإسلام لتحقيق أهداف خفية.
كتب الأستاذ عبد الله أصلان مقالاً جاء فيه:
السلام هو الطمأنينة، ولا يمكن تحقيق الطمأنينة إلا من خلال الثقة المتبادلة، فإذا كان الحديث عن السلام في مكان ما، فلا بد أن تكون الثقة المتبادلة حاضرة فيه، وإلا فلا سلام ولا طمأنينة، لأن ذلك غير ممكن أصلًا.
أما أولئك الذين جعلوا كلمة "السلام" على ألسنتهم شعارًا دائمًا، فلا بد لهم على الأقل أن يتحلّوا بالاحترام تجاه الآخرين، وإلا عُدّوا مستغلين للكلمات ومتلاعبين بها.
ومن الواضح أن عملية "تركيا بلا إرهاب" تشهد في الوقت نفسه عرضًا لألعاب جديدة، فهؤلاء الذين تسببوا على مدى سنوات في سفك دماء الأكراد وإغراقهم في المآسي والدموع، يبدو أنهم يدبّرون مكائد جديدة ضد هذه العملية، إذ باتت استفزازاتهم واضحة للعيان.
فالمنظمات التي كانت تُعدم الأكراد بحجج واهية، وتصفهم بعملاء للنظام الكمالي أو مخبرين له، وصلت اليوم إلى حدٍّ يجعلها تُرغم الشباب الأكراد على الوقوف احترامًا عند ضريح أتاتورك!
إن بلوغ هذه الجماعات، التي كانت تتحدث باسم القضية الكردية، إلى هذا المستوى من التبعية للنظام، واستمرارها في جرأتها على الأكراد، لا بد أن وراءه أسبابًا أخرى.
وما تفعله حزب "دم" وفروعه من إطلاق الأكاذيب والافتراءات على حزب "الهدى" وأعضائه، بعيدًا كل البعد عن الإنصاف والعقل، لا يمكن تفسيره إلا بأنه تمهيد لمؤامرة أو استفزاز كبير.
ففي أحداث 6-8 تشرين الأول (أكتوبر)، عندما ربطوا "الهدى" بتنظيم "داعش" وهاجموه من خلال العصابات الإرهابية، ما زالت تلك الاعتداءات محفورة في الذاكرة، واليوم أيضًا ما يقومون به من نشر أخبار ملفقة في وسائل الإعلام لا يمكن التغاضي عنه بسهولة.
لقد رفعوا شعارات "السلام" لسنوات، لكنهم في الواقع قتلوا ودمّروا وأشاعوا الخراب، لذلك لم يعد غريبًا أن يربط الناس بين دعواتهم للسلام والديمقراطية وبين الخداع والمكر.
وفي الوقت الذي يفترض فيه أن يكونوا قد أعلنوا حلّ تنظيماتهم والتخلّي عن السلاح، فإنهم في المقابل يهاجمون الإسلام وقيمه، في تناقضٍ واضح يفضح نواياهم.
ومنذ أن أعلنوا نيتهم "التصالح مع الدولة"، باتت اعتداءاتهم على القيم الإسلامية علنية تُمارس في الساحات العامة، وإن نزع الحجاب والعباءة الإسلامية في الشوارع ورميهما أرضًا أثناء الرقص، لا يُعد إلا وقاحة وقلة احترام ودناءة.
إنهم يسعون من خلال هذه الإساءات إلى إشعال فتيل صراع وفوضى جديدة، وربما يسعون إلى نسف العملية الجارية برمّتها، فلا يبدو أن لديهم نية حقيقية للعيش بسلام، بل إنهم يخططون لإثارة الفتن باستمرار، مما يستوجب اليقظة والحذر.
ومن السذاجة أن نعتقد أن بنيةً تتغذى من الظلام والدماء والفوضى يمكن أن ترغب بصدق في تحقيق سلام حقيقي، ومع ذلك فإن وقف إطلاق النار أمر قيّم ويستحق الدعم، لكن ما يثير القلق هو أنهم يعلنون "المصالحة مع النظام" في الوقت الذي يشعلون فيه نيران فتنة جديدة.
إن من يرفع شعار السلام، عليه أن يركّز جهوده على ما يخدم السلام فعلًا، وإلا فإن التشكيك في صدقه أمر طبيعي.
أما الذين لا يكفون عن الفتنة والإهانة والعداء، فإن حديثهم عن السلام لا قيمة له ولا يمكن تصديقه.
إن ترديد الشعارات الجوفاء عن السلام من قبل غير المسؤولين ليس سوى لهوٍ ولعب، فلنحذر من الوقوع في الفخ!
فالسلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق إلا بالتوقف عن الهجوم على قيم الأمة واحترامها. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يسلّط الأستاذ سلام الغمري الضوء على أن فوز زهران ممداني برئاسة بلدية نيويورك شكّل زلزالًا سياسيًا وأخلاقيًا داخل الولايات المتحدة، كاشفًا عن تحوّلٍ في وعي المجتمع الأمريكي نحو العدالة ورفض هيمنة اللوبي الصهيوني، معتبرًا ذلك بدايةَ تغييرٍ عميقٍ يُعيد تعريف الحرية والضمير الإنساني في قلب الإمبراطورية الأمريكية.
يسلط الأستاذ ويسي دمير الضوء على مأساة السودان التي تتفاقم تحت وطأة الحرب الأهلية والمجازر، في ظلّ دعمٍ خارجي يعمّق الانقسام ويكرّس مشاريع الهيمنة الإمبريالية على العالم الإسلامي.
ينتقد الأستاذ حسن ساباز عجز المؤسسات الدولية عن مواجهة الإبادة في غزة، مبرزًا شجاعة الصحفيين والإعلاميين الذين فضحوا جرائم الاحتلال رغم التهديد والقتل.