الأستاذ عبد الله أصلان: الصهاينة المتوحشون ينهارون أمام صمود غزة

سلّط الأستاذ عبد الله أصلان الضوء على حجم الدمار والمجازر التي ارتكبها الاحتلال في غزة خلال عامين من العدوان، مؤكدًا أن ما جرى إبادة جماعية موثقة في ذاكرة التاريخ، وبيّن أن مقاومة غزة البطولية أفقدت الصهاينة توازنهم وكشفت عجزهم رغم ترسانتهم العسكرية، وختم بدعوة الدول الضامنة إلى تحمل مسؤولياتها وضمان عدم خرق الاتفاق مجددًا.
كتب الأستاذ عبد الله أصلان مقالاً جاء فيه:
في غزة تحقق وقف لإطلاق النار، ويُقال إن الصراع قد انتهى أو في طريقه إلى الانتهاء، برعاية وضمان كلّ من تركيا وقطر ومصر والولايات المتحدة.
لقد شهدت غزة دمارًا هائلًا، مضى عامان على العدوان، استخدم خلالهما الصهاينة المجرمون كل ما أوتوا من قوة ليضربوا بلا رحمة، ويهدموا كل ما يقع تحت أيديهم، ويحرقوا الأخضر واليابس.
وبحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي في غزة، فقد تأكد مجددًا أن ما جرى هناك لم يكن مجرد حرب، بل مجزرة إبادة حقيقية، بلغ عدد الشهداء الذين تم انتشال جثامينهم أكثر من 67 ألفًا، فيما لا تزال مئات الآلاف من الجثث تحت الأنقاض بانتظار أن تُنتشل.
لقد أبيدت 2700 عائلة فلسطينيةبالكامل، وأصيب في الهجمات نحو 170 ألفًا من أبناء غزة وفلسطين، بينهم عشرات الآلاف من النساء والأطفال، من بين الشهداء عشرون ألف طفل ورضيع، فيما فقد نحو خمسين ألف طفل واحدًا من والديه أو كليهما.
أما القتلة الصهاينة فقد حاصروا غزة ومنعوا دخول المساعدات إليها، حتى مات قرابة 500 فلسطيني جوعًا أمام أنظار العالم، وواجه مئات الآلاف خطر الموت جوعًا بينما كان الاحتلال يمنع الغذاء والماء والدواء، بل ويقصف أماكن توزيع المساعدات نفسها، حيث قتل خلال أربعة أشهر أكثر من 2570 فلسطينيًا ممن جاؤوا فقط ليأخذوا نصيبهم من الطعام.
دُمّر في العدوان 835 مسجدًا بشكل كامل و180 مسجدًا تضررت جزئيًا، كما استهدفت ثلاث كنائس مرات متعددة، ودُمر 40 مقبرة من أصل 60، وبلغت الوحشية حدًّا جعل القتلة الصهاينة يحفرون سبع مقابر جماعية داخل المستشفيات نفسها، والقائمة تطول.
أما السلام فلا أحد يعلم إن كان سيتحقق حقًا، لكن التاريخ لن ينسى هؤلاء القتلة ولا جرائمهم، ولن تُمحى من ذاكرة الأجيال الفلسطينية، فالأطفال الذين كبروا وسط الركام سيحملون دائمًا في قلوبهم ذكرى المأساة وشعلة الانتقام، لقد كان ما جرى في غزة مثالًا نادرًا في التاريخ على وحشية يصعب نسيانها.
ثم إن الثقة في عصابة مجرمة وناقضة للعهود كهذه لا تُبنى على اتفاق مكتوب، سبق أن وقعوا اتفاقًا مع لبنان، ومع ذلك يواصلون يوميًا قصف القرى اللبنانية، ولم يكتفوا بذلك بل واصلوا الاعتداء على الأراضي السورية رغم أنهم ليسوا في حالة حرب معلنة معها، بل وصل بهم الغرور والإجرام إلى حد استهداف عاصمة قطر، الدولة التي تولت وساطة الاتفاق.
لذلك على الدول الضامنة أن تكون يقظة، وألا تغفل عن طبيعة هذا العدو الغادر.
أما الولايات المتحدة، إحدى الدول الضامنة، فهي في الحقيقة دولة مستبدة منحازة تمامًا لإسرائيل، وإجبارها الاحتلال على القبول بوقف النار لا ينبع من حرص على العدالة، بل كما قال ترامب نفسه: لاحتواء الغضب العالمي المتصاعد ضد إسرائيل وكبح موجة السخط الشعبي التي اجتاحت العالم فـ"السلام" هنا ليس سوى محاولة لتبريد الغضب الإنساني المتنامي ضد الصهيونية.
لكن تبقى مقاومة غزة شامخة كعنوان للبطولة، فهؤلاء المجاهدون الذين صمدوا عامين في وجه آلة الحرب الصهيونية التي هزمت جيوشًا عربية في ستة أيام، أثبتوا أن الإرادة والإيمان أقوى من السلاح.
لن تُنسى هذه المقاومة ولن يُنسى رجالها الذين كتبوا أسماءهم في سجل الشرف بدمائهم.
لقد ركع الصهاينة المتوحشون أخيرًا، وأدى مجاهدو غزة واجبهم بشرف.
وما تبقى الآن هو أن تتحمل الدول الراعية مسؤوليتها في منع إسرائيل من خرق الاتفاق مجددًا.
نسأل الله أن يحمل هذا الاتفاق الخير، وأن يكون بداية طريق نحو عدل طال انتظاره. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
أكد "إسلام الغمري" نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية في مقال له أن ما جرى في ملف جائزة نوبل يكشف عن عمق الصراع بين منظومة الهيمنة الغربية القديمة والنظام الواقعي الجديد الذي بدأ يفرض منطقه من واشنطن إلى موسكو وبكين.
يؤكد الأستاذ عبد الله أصلان أن الشباب والمجتمع لا يُحفظان إلا بتقوية القدوات الصالحة والتصدي للشرور المنظمة التي تهددهم، فالقدوة الحقيقية هي من يرفع الإنسان لا يضره، وأي مثال سيئ يجب أن يُبعد عن أعين الجميع قبل أن يتحول إلى قدوة يُحتذى به.
يوضح الأستاذ محمد كوكطاش أن وقف إطلاق النار في غزة لن يوقف الصراع مع الكيان الصهيوني، بل سيزيده اشتعالًا مع انكشاف فظائع المجازر وجرائم الإبادة، مؤكدًا أن إسرائيل تتجه نحو الانهيار وأن العالم سيطالبها بالتعويض والمحاسبة.