الأستاذ عبد الله أصلان: أبناء السامري

يرحب الأستاذ عبد الله أصلان بتصاعد موجة الغضب العالمي ضد الكيان الصهيوني رغم الدعم الأمريكي والتعتيم الإعلامي، إذ بات يُلاحق في كل مكان كمجرم إبادة، كما أكد أن ما يجري في غزة أحدث زلزالًا في الوعي الدولي لن توقفه أي دعاية أو تبرير.
كتب الأستاذ حسن ساباز مقالاً جاء فيه:
ألغت الحكومة الأسترالية تأشيرة برلماني صهيوني ومنعته من دخول أراضيها.
وفي البرازيل، طالب أحد النواب بحظر عبور نتنياهو من البلاد استنادًا إلى مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.
أما في إيطاليا، فأكدت رابطة المدربين أن على الكيان الصهيوني المجرم أن يُستبعد من الرياضة العالمية.
وفي أيرلندا الشمالية، تبرعت إحدى الشركات بدخل يوم كامل بلغ 180 ألف يورو لحملة الطوارئ التي أطلقتها منظمة أوكسفام – أيرلندا من أجل غزة.
هذه مجرد لمحة سريعة من الأخبار التي تتساقط أمامنا يومًا بعد يوم…
من الطرد من المطاعم، إلى السياح الذين يخفون هويتهم، إلى المظاهرات الحاشدة… يظهر المشهد نفسه في كل مكان:
رغم الدعم السياسي والعسكري الأمريكي، ورغم التعتيم والتلاعب الإعلامي، فإن الكيان الصهيوني يُلاحق اليوم في كل أصقاع العالم بصفته كيانًا قاتلًا ومجرم إبادة جماعية.
كما قال جاسم العزاوي: "طوال 77 عامًا حظي الكيان بدعم الغرب الراسخ وإعجابه، وغالبًا ما جرى تقديمه على أنه الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط."
الإدارات الأمريكية المتعاقبة – جمهورية كانت أم ديمقراطية – لم تتوقف يومًا عن اعتبار الكيان الصهيوني الغاصب حليفًا استراتيجيًا وشريكًا أخلاقيًا، وقدمت له دعمًا ماليًا وعسكريًا هائلًا. حتى الرئيس الأمريكي السابق بايدن قال بصراحة: "لو لم يكن هناك إسرائيل، لكنا نحن أنشأنا إسرائيل"، في إشارة واضحة إلى جوهر السياسة الأمريكية في المنطقة.
وفي السابع من أكتوبر، نفذت حماس عملية ردًا على الاحتلال والاعتداءات المتكررة على الأقصى. كان أحد أهدافها أسر صهاينة بغرض مبادلتهم بأسرى فلسطينيين يقاسون منذ عقود ظروفًا غير إنسانية في السجون.
وبالفعل، أسرت الحركة 251 شخصًا معظمهم من الجنود، لكن كيان الاحتلال لجأ إلى ما اعتاد عليه: قصف مواطنيه المتواجدين آنذاك في مهرجان موسيقي قرب حدود غزة، حتى يحرم المقاومة من أسرهم، وفي الوقت نفسه يلصق بها تهمة "قتل المدنيين" ليوجه الرأي العام العالمي.
نجح في البداية. فقد سارعت وسائل إعلام عالمية – جاهزة لترديد الرواية الصهيونية – إلى نشر أكذوبة "حماس ذبحت الرضّع" دون أي دليل أو صورة.
لكن سرعان ما انكشفت الأكاذيب. شهادات من شهود عيان وحتى من بعض الجنود أكدت أن القتل تم بصواريخ أُطلقت من المروحيات الإسرائيلية.
ومع ذلك، مضت عصابة الإرهاب الصهيوني قدمًا في مخطط الإبادة الكبرى.
ثمانون عامًا والاحتلال لا يلتزم بأي اتفاق، وسرعان ما ينقض ما يوقّع عليه أمام الوسطاء، ليواصل مجازره.
ورغم كل محاولات التعتيم، فإن العالم يرى – ولا يزال يرى – ما يحدث في غزة.
أولئك الذين طالما قدّموا أنفسهم في الغرب على أنهم "ضحايا الإبادة" واعتُبروا "الأبناء المميزين"، باتوا اليوم في كثير من الأماكن يُعامَلون معاملة المنبوذين.
المشاهد القادمة من غزة – من جوع الأطفال وجثثهم، ومن صور الوحوش الذين يضحكون وكأن شيئًا لم يحدث – جردت صور معسكرات النازيين من أي معنى. لقد جعلت الناس يتساءلون: هل كانت تلك الروايات عن النازية مبالغًا فيها؟
عاجلًا أم آجلًا سيضطر الصهاينة للاعتراف بحقيقة واحدة: ما وقع في غزة أحدث زلزالًا في الوعي العالمي. السد لم يتصدع فحسب، بل انهار تمامًا. ومن الآن فصاعدًا، لن تستطيع أي دعاية أو علاقات عامة أو دبلوماسية أن توقف سيل الغضب والإدانة الدولية.
إن أبناء السامري سيُعزلون في النهاية، لا عن المنطقة فحسب، بل عن الإنسانية جمعاء. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يؤكد الأستاذ عبد الله أصلان أن العائلة هي أساس المجتمع، وأهمية حمايتها لا تزال هاجسًا كبيرًا رغم إعلان عام 2025 عام العائلة، إلا أن الواقع يخالف التوقعات في كثير من الجوانب.
يندد الأستاذ حسن ساباز بالانشغال العالمي بأوكرانيا بينما غزة تحترق تحت القنابل، ويؤكد أن أولويات القوى السياسية اقتصادية وعسكرية فقط.
يؤكد الأستاذ محمد كوكطاش أن غياب تركيا عن القمم الدولية الأخيرة مؤشر مقلق على تراجع دورها الإقليمي والدولي، رغم حضورها الفاعل سابقًا في ملفات كأوكرانيا وسوريا وزنكزور. ويرى أن ما يحدث قد يكون عزلة متعمدة أو إعادة رسم لموقع أنقرة في النظام الدولي.