الأستاذ عبد الله أصلان: الإسراف… طغيان يهدر الحقوق ويدمر الحياة

يحذر الأستاذ عبد الله أصلان من أن الإسراف، في الغذاء والماء والطاقة وغيرها، هو ظلم عالمي يسرق حقوق الفقراء ويهدد البيئة والموارد، ويدعو إلى وقف الهدر وتبني الاعتدال والتكافل لضمان بقاء الإنسانية والطبيعة.
كتب الأستاذ عبد الله أصلان مقالاً جاء فيه:
إنه طغيان كبير، لا مبرر له، يحمل في جوهره معنى الاعتداء على حقوق الآخرين على الصعيد العالمي!
وبحسب "جمعية حماية المستهلكين"، فإن الإسراف هو إهدار أي قيمة دون حاجة، أي التبذير. أما وفق "مجمع اللغة" فهو إنفاق المال أو الوقت أو الجهد وما شابه بلا ضرورة، وهو أيضًا التبذير.
إذن، عندما يُذكر الإسراف، يمكن أن يخطر ببالنا كل ما يُستعمل بتهور؛ سواء كان طعامًا أو ماءً أو طاقة، أو حتى وقتًا أو مكانًا أو أي قيمة أخرى.
فالكون خُلق بميزان، والاعتدال هو العمود الأوحد الذي يحفظه قائمًا. أما تجاوز هذا الميزان فهو إسراف، وهو ظلم جسيم يلحق الأذى بالإنسان والطبيعة معًا.
اليوم، ما يُقلق البشرية ليس سوى شبح الاختناق وندرة المياه والجوع، وكلها مخاطر ناجمة عن الإسراف.
لقد تجاوزت الإنسانية في كثير من المجالات حدودها، ودفعت بكل المقاييس إلى أقصاها، حتى لم تعد تعرف للسرعة واللذة حدًّا تقف عنده.
وكان ينبغي للتكنولوجيا ووسائل الاتصال السريعة أن تجعلنا أكثر وعيًا وانتقاءً في خياراتنا، لكنها على العكس زادتنا تيهًا، وأطلقت جماح الاستهلاك كسيارة تعطلت مكابحها وانحدرت نحو الهاوية.
وتشير تقارير حديثة إلى أن هدر الغذاء والماء والطاقة بلغ مستويات مرعبة، إذ يكفي حجم الطعام المهدور وحده لإطعام 800 مليون جائع!
وفي عالم يُصارع فيه نحو مليار إنسان الجوع، نجد على الجانب الآخر مليارًا آخر يواجه السمنة المفرطة.
والحقيقة أن الجائعين يُسلب حقهم بفعل الآخرين.
ومن ينام شبعان وجاره جائع، يبتليه الله بأدواء أخرى.
جوع هنا… وإسراف هناك… منظومة تلتهم الجميع ولا ينتفع منها أحد.
وفي حين يحاول الملايين البقاء على قيد الحياة بأجور زهيدة بالكاد تكفيهم، ينغمس من انتخبوهم في بذخٍ لا يعرف حدًّا، فيقودون الكوكب نحو الهلاك.
وأي وصف غير الإسراف والوقاحة والظلم يمكن أن يُطلق على إنفاق ملايين الليرات من قبل بعض المنتخبين على من يبيعون أجسادهم ليلة واحدة، بينما ينتشر الفقر في الشوارع التي يكدح فيها البسطاء لبيع مناديل أو جوارب أو قوارير ماء لسد الرمق؟!
حيثما وُجد إسراف مفرط، وُجدت بالضرورة سرقة لحقوق الآخرين.
إن من يبعثر موارد البلاد لإشباع نزواته إنما يجلب الفقر للجميع.
وبحسب تقرير يستند إلى بيانات "منظمة الأغذية والزراعة" (الفاو)، يُهدر في العالم سنويًا نحو ثلث إنتاج الغذاء، أي ما يقارب 1.3 مليار طن، مسبّبًا انبعاث 4.4 جيجا طن من الغازات الدفيئة، وهو ما يعادل 8% من إجمالي الانبعاثات العالمية.
ويؤكد التقرير أن ربع هذا الطعام المهدر وحده يكفي لإطعام 800 مليون جائع.
والإسراف لا يقتصر على الاستهلاك، بل يمتد إلى مراحل الإنتاج، جالبًا معه أعباءً بيئية هائلة.
أما في تركيا، فتتجاوز الخسائر الاقتصادية الناتجة عن الإسراف 100 مليار ليرة سنويًا، وهي أموال كان يمكن استثمارها في رفع كفاءة الزراعة أو تطوير مشاريع الطاقة المتجددة.
نعم، مواردنا وفيرة، لكن جشع الناس وانعدام حدودهم يدفعان بالعالم إلى حافة الفناء.
لابد من وقف الإسراف والإنفاق العبثي، وتوجيه الموارد لينتفع بها الجميع.
ليكن الاقتصاد في الاستهلاك سبيلنا، ولنمد يد العون لمن لا يجدون ما يسد رمقهم.
ولنتجنب إهدار الماء والغذاء والطاقة، فبذلك نعزز التضامن والتكافل، ونصون جمال دنيانا وآخرتنا. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
كتب الأستاذ "إسلام الغمري" نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية ضمن المقالة الثانية من سلسلة (2 - 8) من سلسلة: عصام دربالة… شهيد الاتزان وقائد البناء، ما يلي:
يسلط الأستاذ محمد أوزجان الضوء أن غالبية الصهاينة تدعم جرائم الإبادة في غزة وينتقد ازدواجية مواقف الغرب، مؤكدًا أن سلاح المقاومة ضرورة، ويدعو للمشاركة في مسيرة بتركيا نصرةً لغزة ووقف المجازر.
كتب الأستاذ "إسلام الغمري" نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية ضمن المقالة الأولى من سلسلة (1 - 8) من سلسلة: عصام دربالة… شهيد الاتزان وقائد البناء، ما يلي: