الأستاذ حسن ساباز: من هو الإرهابي؟

يؤكد الأستاذ حسن ساباز أن وصف حماس بالإرهاب تزييف للحقيقة، فحماس حركة مقاومة تدافع عن شعبها ضد احتلال صهيوني غير شرعي يرتكب المجازر، كما يشير إلى أن الهجوم على المهرجان في 7 أكتوبر كان نتيجة قصف صهيوني ضمن "بروتوكول هنيبال"، وليس عملاً من حماس.
كتب الأستاذ حسن ساباز مقالاً جاء فيه:
بينما تستمرّ الإبادة الجماعية بأبشع الأساليب، بات من الواضح أن عدم الاعتراض عليها يعني فقدان كل القيم الإنسانية، ومع ذلك، نرى بعض "الكائنات المتشبهة بالبشر" يستخدمون مقولة "غزة شيء وحماس شيء آخر".
بحسب هؤلاء، فإن ما يفعله الصهاينة المجرمون أمر سيء، لكن "بما أن حماس تنظيم إرهابي" – حسب زعمهم – فيجب الاعتراض عليها أيضًا.
هؤلاء إما أنهم أغلقوا تمامًا منافذ الإدراك الإنساني ويرون الوقائع فقط من نافذة القتلة الصهاينة، أو أنهم يحدّدون مواقفهم وفقًا لمواقعهم والمنافع التي حصلوا عليها مقابل بيع إنسانيتهم.
أما من لم يفقد صفته الإنسانية، فيرى بوضوح ما يحدث في غزة، من مجاعة وقتل وحشي، ويدرك أن أغلب المستوطنين في الأراضي المحتلة يدعمون هذه الإبادة، ويتخذ موقفًا وفقًا لذلك.
ورغم أن من لا يمتلك ضميرًا لن تعني له هذه الحقائق شيئًا، إلا أنه لا بأس من التذكير ببعض التعريفات، ولنبدأ بتعريف "الإرهاب":
"القيام بأنشطة مسلحة ضد النظام القائم، ونشر الفوضى بين الناس، وممارسة أعمال تخويف وقتل وتخريب لفرض قضية سياسية".
والتعريفات تطول، لكن هذا يكفي.
دعونا الآن نُلقِ نظرة على الواقع القائم.
بما أن الاحتلال غير شرعي، فاعتبار المحتلّ "نظامًا قائمًا" هو غرق في المستنقع منذ البداية، الصهاينة جاءوا من أماكن مختلفة واحتلّوا أرض فلسطين، وارتكبوا أفعالًا إرهابية أجبرت الناس على الهجرة، وقتلوا الأبرياء، ونفذوا اغتيالات، وفجّروا منازل على رؤوس ساكنيها.
بل قالوا بصراحة مرارًا: "إما أن تغادروا، أو لا حق لكم في الحياة".
وباستثناء عدد من الدول الاستعمارية ذات التاريخ الإبادي، فإن الجميع رفض الاحتلال الصهيوني، وندد بالمجازر، وأكّد أن وجودهم في هذه الأرض غير شرعي.
نأتي إلى حماس...
حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تتكوّن بالكامل من فلسطينيين، ترفض الاحتلال، وتقاومه باستخدام حق مشروع، وتحظى بتأييد واسع في المجتمع الفلسطيني.
حماس، بإمكاناتها المحدودة، تخوض مقاومة شريفة ضد واحدة من أقوى القوى العسكرية في العالم، وهي العصابات الصهيونية الإرهابية، أما عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر، فقد نُفّذت في منطقة محتلة، لا خارج فلسطين.
ومن الضروري التذكير بحقيقة أن كل من يعيش في الأراضي المحتلة ويعتبر الاحتلال حقًا، هو جزء من هذا الاحتلال.
توجه بعض الاتهامات إلى حماس في عملية "طوفان الأقصى" باستهداف مهرجان موسيقي، لكن شهادات العديد من الشهود وحتى اعترافات بعض الجنود الصهاينة، كشفت أن الهجوم على المهرجان تم وفقًا لما يُسمّى "بروتوكول هنيبال" الذي أقرّته القيادة الصهيونية منذ عام 1986.
وبموجب هذا البروتوكول، إذا أُسر جندي صهيوني أو أكثر، تُنفَّذ عملية عسكرية لمنع أَسرهم حتى لو أدّى ذلك إلى مقتل جنود وسكان مدنيين.
وعندما أدركت القيادة الصهيونية خلال طوفان الأقصى أن عدد الأسرى ارتفع، قامت بقصف المناطق التي يوجد فيها المدنيون الذين حضروا المهرجان.
وفي البداية، أعلنوا أن عدد القتلى المدنيين 1400، ثم خفّضوا الرقم إلى 1200 بعد أن تبيّن أن 200 منهم من مقاتلي حماس.
فإذا كانت هذه العصابات الصهيونية ترتكب المجازر في غزة، وتقتل أبناء شعبها، وتُلقي باللوم على حماس، فبأي ضمير يمكن وصف حماس بأنها منظمة إرهابية؟ (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يؤكد الأستاذ محمد كوكطاش أن نصرة غزة لا تكون بالشعارات ولا بالمظاهر، بل بإصلاح الذات والمجتمع، إذ إن النصر لا يُمنح لأمة غارقة في الفتن والانحلال، بل لمن يستحقه بقيمه وثباته ومواقفه.
يستنكر الأستاذ محمد إشين صمت المجتمع الدولي تجاه جرائم الاحتلال في غزة، مشيرًا إلى أن هذا الظلم، رغم قسوته، كان سببًا في إلهام الآلاف للدخول في الإسلام، تأثرًا بثبات الفلسطينيين وصمودهم، ويؤكد أن الإسلام، رغم الحملات المعادية، يواصل انتشاره لأن نوره لا يُطفأ.
يرفض الأستاذ حسن ساباز دعوات نزع سلاح المقاومة الفلسطينية، معتبرًا أن الاحتلال الذي فُرض بالقوة لا يمكن ردعه إلا بالقوة، وأن التخلي عن السلاح يعني التخلي عن الهوية والكرامة وتسليم الفلسطينيين للذبح.