الأستاذ محمد أوزجان: من وعد بلفور إلى بيان نيويورك

يؤكد الأستاذ محمد أوزجان أن تصريحات الدول الغربية بشأن الاعتراف بفلسطين تخفي خلفها نوايا استعمارية، مشددًا أن زوال الاحتلال لا يكون إلا بالمقاومة، لا بالمؤتمرات والبيانات المزخرفة.
كتب الأستاذ محمد أوزجان مقالاً جاء فيه:
انضمّت كندا مؤخرًا إلى التصريحات الصادرة عن فرنسا وبريطانيا بشأن نيّتهم الاعتراف بدولة فلسطين، وهذه الدول، إلى جانب الولايات المتحدة، تُعد من أبرز الداعمين للكيان الصهيوني.
ورغم أن مثل هذه الأخبار تبدو تطورات إيجابية، إلا أن الخلفيات الاستعمارية لتلك الدول تثير تساؤلات حول ما إذا كانت هناك نوايا خفية تُحاك في الخفاء.
فكيف لا يُصاب المرء بالدهشة وهو يرى بريطانيا وفرنسا – وهما من قسمتا العالم الإسلامي باتفاقية سايكس-بيكو قبل مئة عام – تتحدثان اليوم عن الاعتراف بدولة فلسطين!
بريطانيا التي وقعت عام 1917 على وعد بلفور، مهدت من خلاله الطريق لإقامة "وطن قومي لليهود"، ثم انسحبت عام 1948 بعد أن سلّمت الأرض لعصابات الاحتلال الصهيوني.
أما رئيس وزرائها الحالي، ستارمر، الذي قال قبل أشهر إن "لإسرائيل الحق في قطع الغذاء والماء والكهرباء عن غزة"، فبأي شيء يختلف عن سلطة الانتداب البريطاني التي سلّمت فلسطين للصهاينة عام 1948؟
وفرنسا؟ لا تنخدعوا بتصريحات ماكرون عن نية الاعتراف بدولة فلسطين، فالنظام الفرنسي الذي تقاسم التكنولوجيا النووية مع الصهاينة في بدايات الاحتلال، لا يقل صهيونية اليوم عمّا كان عليه بالأمس.
أما ألمانيا، فهي لا تختلف كثيرًا عن هذا المسار، فالمستشار الحالي ميرتس حين قال: "إسرائيل تقوم بالأعمال القذرة نيابة عنا"، فربما جعل بذلك عظام هتلر ترتجف في قبره.
لم يتغير موقف الدول الغربية من القضية الفلسطينية، فبعد 666 يومًا من العدوان، ورغم استشهاد 18,500 طفل، وفقدان 10,000 آخرين، وإصابة أكثر من 70,000، لم تتوقف إمدادات السلاح إلى الكيان الإرهابي.
رغم عشرات جولات المفاوضات، ورغم قبول حكومة حماس لجميع بنود وقف إطلاق النار، إلا أن الكيان الصهيوني والولايات المتحدة واصلا اختلاق الأعذار والكذب لعرقلة التهدئة.
في هذا الوقت، لم تتوقف المجازر: الأطفال يُمزقون، والخيام تُدفن تحت الأرض، والقصف لا يهدأ.
أما قادة الدول الإسلامية، فلم يتجاوز دورهم حدود بيانات الشجب والإدانة، لم يجرؤ أحد على توجيه إنذار من أجل إيصال المساعدات، ولم يُحرّك أحد ساكنًا لوقف الموت جوعًا.
وفجأة، يُعقد مؤتمر لحل الدولتين في نيويورك بدعوة من السعودية وفرنسا، في الوقت الذي تسطر فيه المقاومة إنجازات ميدانية كبيرة ضد الاحتلال، ويبدو أن الهدف الحقيقي هو إقصاء حركة حماس من المشهد الفلسطيني.
البيان الختامي جاء مزخرفًا بعبارات مثل:
لكن ما يكشف النوايا الحقيقية هو النص الذي يقول:
"يجب أن تكون إدارة الأراضي الفلسطينية، وقوات الأمن، بيد السلطة الفلسطينية فقط، بدعم دولي."
أي نزع سلاح حماس، وتسليم غزة وسائر فلسطين لمحمود عباس، المتعاون مع الاحتلال.
وقد وقعت تركيا على البيان، لكنها أرفقت توقيعها بتحفّظ: "ينبغي أن يتم ذلك بناء على اتفاق بين الفصائل الفلسطينية."
ورغم أن بعض الدول العربية لم تعد ترى لغزة أي وزن، تواصل تركيا خطواتها السياسية دفاعًا عن القضية.
لكن الحقيقة لم تتغير:
الاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة، وحرية فلسطين لا تكون إلا بزوال الصهيونية. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يشدد الأستاذ محمد كوكطاش على أن الصلاة تظل محور حياة المسلم مهما كانت الانشغالات، حتى في قلب المعارك. ويذكّر بأن دعم قضايا الأمة، كغزة، لا يكتمل إلا بحفظ الصلة بالله وإقامة الصلاة.
يؤكد الأستاذ عبد الله أصلان أن السلام والاستقرار الحقيقيين في غزة والمشرق لن يتحققا دون محاسبة الاحتلال الإسرائيلي وتحرك دولي فعّال، مشيراً إلى أن الاعتراف بفلسطين وحده لا يكفي دون ضمان حماية أمنها واستقرارها.
كتب الأستاذ "إسلام الغمري" نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية ضمن المقالة العاشرة من سلسلة (10 - 10) من سلسلة: من الأزمة إلى النهضة… رؤية إنقاذ وطن، ما يلي: