اندلعت أزمة داخل أكبر منظمة إسلامية في إندونيسيا "نهضة العلماء" بعد أن دعا رئيسها "يحيى خليل ستاكوف" مفكراً أميركياً معروفاً بدعمه للاحتلال للمشاركة في فعالية نظمت في آب الماضي.

وأفادت وثيقة اجتماع عُقد الخميس الماضي ونقلتها وكالة رويترز بأن إدارة المنظمة، والتي تضم نحو 100 مليون عضو،  منحت رئيسها مهلة ثلاثة أيام لتقديم استقالته، وفي حال رفض فسيتم عزله من منصبه، ويأتي هذا التطور بينما أعيد التذكير بزيارة سرية أجراها "ستاكوف" إلى الاحتلال الصهيوني عام 2018، والتي كشفت عنها لاحقاً قناة الجزيرة.

وذكرت قيادة نهضة العلماء أن دعوة شخصية مرتبطة بالشبكات الصهيونية الدولية لإلقاء كلمة في فعالية داخلية، إلى جانب شبهات تتعلق بإدارة الموارد المالية، شكلت أساساً لمطالبة ستاكوف بالتنحي.

وقال أحد قادة المنظمة، نجيب أوزكا، في تصريح لرويترز إن القرار مرتبط مباشرة بدعوة المفكر الأميركي "بيتر بركوفيتز"، وهو مسؤول سابق، للمشاركة في نشاط تدريبي عقدته المنظمة في آب.

من جانبه، اعتذر "ستاكوف" عن الواقعة مؤكداً أن الدعوة كانت "سقطة غير مقصودة" بسبب عدم التدقيق الكافي في خلفية بركوفيتز، وشدد في تصريحاته على إدانته للمجازر الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في غزة.

وتظهر مقالات منشورة على موقع بركوفيتز الإلكتروني دعمه العلني للهجمات الصهيوني على غزة، بما في ذلك مقال نُشر في أيلول يدافع فيه عن الاحتلال الصهيوني ضد اتهامات بارتكاب جرائم إبادة جماعية.

تزامن ذلك مع تقارير في وسائل إعلام صهيونية تتساءل عن إمكانية توجه إندونيسيا نحو خطوة رسمية لتطبيع العلاقات، مستشهدة بخطاب الرئيس الإندونيسي "برابوو سوبيانتو" أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل شهرين، والذي بدأه بكلمة "شالوم" بالعبرية.

ورغم أن إندونيزيا تُعد من أبرز الداعمين للقضية الفلسطينية، وتمنعها معوقات دستورية وثقافية من إقامة علاقات مع الاحتلال الصهيوني، يرى مراقبون أن مقاربة الرئيس الحالي قد تفتح الباب أمام محادثات تطبيع بعد توقف الحرب على غزة، في ظل سعي الاحتلال الصهيوني ـ التي تواجه عزلة دولية متزايدة ـ لإحياء قنوات التواصل مع أكبر دولة مسلمة في العالم. (İLKHA)