لا يزال المصري عبدالعزيز السيد نُصير، الذي قُدِّم للمحاكمة بتهمة قتل الحاخام اليهودي المتطرف مائير كاهانا عام 1990 في نيويورك، يقضي حكماً بالسجن المؤبد في الولايات المتحدة، بينما تؤكد عائلته أنه يعيش في عزلة قاسية منذ سنوات طويلة وتسعى لإعادة محاكمته.

وُلد نُصير عام 1955 في مدينة بورسعيد المصرية، وتخرّج في كلية الفنون الجميلة بجامعة القاهرة قبل أن يهاجر إلى الولايات المتحدة عام 1981 ويحصل على الجنسية الأميركية عام 1989، وقد عمل في وظائف متعددة في نيويورك، وكان موظفاً فنياً في أحد فنادق مانهاتن وقت وقوع الحادثة.

حادثة اغتيال كاهانا

وكان الحاخام "مائير كاهانا"، مؤسس حركة "كاخ" اليمينية المتطرفة، يلقي محاضرة في نيويورك في 5 تشرين الثاني 1990،، قبل أن يتعرض لإطلاق نار على يد نُصير، الذي أصابه بطلقات قاتلة.

وكان "كاهانا" معروفاً بدعواته العلنية لطرد العرب من فلسطين، وبتصريحاته العنصرية التي وصف فيها العرب بـ"الحشرات التي يجب القضاء عليها".

وتشير شهادات إلى أن نُصير نفّذ الهجوم انتقاماً لمجزرة المسجد الأقصى عام 1990، التي قُتل فيها 27 فلسطينياً، ورغم إنكار نُصير في بداية التحقيق، فإنه اعترف لاحقاً خلال اتصال هاتفي من السجن بتنفيذ العملية، قائلاً إنه تخطّى تردده بسبب خطاب كاهانا المعادي للعرب والمسلمين.

سجن مؤبد وظروف عزل قاسية

ويقضي نُصير حكمه في سجن "لومبوك" شديد الحراسة بولاية كاليفورنيا، وهو السجن نفسه الذي احتُجز فيه متهمون بقضايا مرتبطة بتفجيرات نيويورك عام 1993.

 ووفق ما ذكره شقيقه محمد نُصير عام 2008، فإن عبدالعزيز يخضع للعزل الانفرادي منذ عام 2001 تقريباً، ويعاني من قيود صارمة على التواصل والمراسلات.

وتقول عائلته إن نقص الإمكانات المالية منعها من متابعة إجراءات إعادة المحاكمة، مشيرة إلى أن نُصير تلقى تهديدات بالقتل من سجناء ينتمون لجماعات صهيونية متطرفة داخل السجن.

رسائل من داخل السجن

وفي رسالة نُشرت عام 2016، وصف نُصير حياته داخل السجن بأنها مزيج من القراءة والبحث والرياضة ودراسة القرآن. وأوضح أنه، باعتباره خريج فنون جميلة، يكرس وقتاً كبيراً للبحث في الآثار والتاريخ المصري القديم، مؤكداً أنه يعمل على صياغة نظريات بديلة حول بناء أهرامات الجيزة.

ورغم العزلة القاسية، كتب نُصير أنه يتعامل مع السجن باعتباره "فرصة للتأمل والتعلم"، فيما تستمر عائلته في البحث عن دعم قانوني لإعادة محاكمته. (İLKHA)