أغلق أحد مؤسسي ويكيبيديا "جيمي ويلز" صفحة المقال بعنوان "إبادة غزة" عن المستخدمين لمحتواها المناهض للصهيونية.

أثار قرار إدارة ويكيبيديا إغلاق صفحة بعنوان "إبادة غزة" ومنع المستخدمين من تعديلها، موجة واسعة من الانتقادات، بعد أن برّر مؤسس المنصة جيمي ويلز الخطوة بأنها جاءت بسبب “محتوى معادٍ للصهاينة” وعدم التزام المقال بـ"سياسات الحياد".

وقال "ويلز" في بيان نُشر على المنصة: "إن المقال يتطلب مراجعة فورية وصياغة متوازنة، الحياد أمر أساسي، خاصة في القضايا الحساسة والمثيرة للجدل. يجب أن يعكس المقال مختلف وجهات النظر، بما في ذلك مواقف الدول والمنظمات الدولية تجاه ما إذا كانت أفعال إسرائيل في غزة تُعد إبادة جماعية أم لا".

وأوضح أن هدف الإغلاق المؤقت هو "إعادة تقييم اللغة والمصادر" المستخدمة، إلى حين التوصل إلى صيغة تراها الإدارة "منسجمة مع المعايير التحريرية العالية"ط لويكيبيديا.

لكن القرار أثار جدلاً واسعاً بين المحررين والمستخدمين، إذ اتهم منتقدون المنصة بأنها تخضع لضغوط اللوبيات الصهيونية وتحاول التقليل من حجم الجرائم الصهيونية في غزة.

وقال بعض المحررين إن الخطوة تمثل محاولة لتبييض صورة الاحتلال وتجاهل ما وثقته تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية ومحكمة العدل الدولية في لاهاي بشأن الانتهاكات الصهيونية الواسعة.

وأشار محللون إلى أن إغلاق الصفحة اكتسب أهمية إضافية لأن ويكيبيديا تُعد من أكثر المصادر ظهوراً في نتائج بحث Google ومن أكثر المنصات استشهاداً بها من قبل أنظمة الذكاء الاصطناعي، ما يجعل أي تقييد أو تعديل لمحتواها ذا تأثير كبير على الرأي العام العالمي.

وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فقد أسفرت الهجمات الإسرائيلية على غزة منذ 7 تشرين الأول 2023 عن استشهاد ما لا يقل عن 69 ألف فلسطيني وإصابة نحو 171 ألف آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، فيما تُقدّر كلفة إعادة إعمار القطاع بنحو 70 مليار دولار.

وجاء الجدل الجديد بعد أسابيع من انتقادات وجهها مشرعون أمريكيون جمهوريون لويكيبيديا، زاعمين أن بعض المستخدمين ينشرون محتوى "معادياً لإسرائيل أو لليهود"، وهو ما اعتبره ناشطون محاولة مكشوفة لتبرير الرقابة على الأصوات المناصرة لفلسطين.

وفي سياق متصل، أعلن الملياردير "إيلون ماسك" إطلاق منصة جديدة سماها "Grokipedia"، قال إنها تهدف لتقديم "معلومات محايدة"، لكنه واجه بدوره اتهامات بترويج خطاب معادٍ للإسلام ومؤيد للصهيونية عبر نتائج البحث والتوصيات التي أظهرتها المنصة في نسختها التجريبية. (İLKHA)