قُتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص، بينهم شرطي، وأُصيب آخرون بجروح، إثر تدخل عنيف من قبل الشرطة الباكستانية ضد مسيرة مؤيدة لفلسطين نظمها حزب "تحريك لبيك باكستان" الإسلامي، يوم الإثنين، في مدينة لاهور.

وذكرت المصادر المحلية بأن المسيرة كانت ستنطلق نحو العاصمة إسلام آباد، احتجاجًا على إعلان الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والذي اعتبرته الجماعة المحتجة منحازًا لصالح الاحتلال.

وذكرت مصادر محلية أن الشرطة حاولت التفاوض مع منظمي المسيرة لمنعهم من مواصلة طريقهم، لكنها فشلت في ثنيهم عن التحرك، ما أدى إلى تصاعد التوترات.

وبحسب وسائل إعلام محلية، انطلقت المسيرة يوم الجمعة من لاهور، وكان من المقرر أن تصل إلى السفارة الأمريكية في إسلام آباد لتنظيم اعتصام أمامها دعمًا لغزة، وتمكنت الحشود من الوصول إلى منطقة "موردكي" على طريق "غراند ترنك"، على بعد نحو 40 كيلومترًا من لاهور، قبل أن يتم إيقافهم من قبل قوات الأمن.

وأكدت التقارير أن الوضع خرج عن السيطرة بعد أن حاولت الشرطة تفريق المحتجين بالقوة، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة النارية.

واتهم كل من الشرطة وحزب "تحريك لبيك باكستان" الطرف الآخر بإطلاق النار أولًا، مما تسبب في تصاعد العنف.

وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد لسيارات محترقة، وفوضى في الشوارع، وأصوات إطلاق نار كثيف.

جدير بالذكر أن حزب "تحريك لبيك باكستان" سبق أن نظم احتجاجات واسعة في عام 2021، للمطالبة بطرد السفير الفرنسي بسبب تصريحات مسيئة للنبي محمد ﷺ.

تصريحات مثيرة للجدل من رئيس الوزراء

وجاءت هذه الأحداث بعد ساعات من تصريحات مثيرة للجدل لرئيس الوزراء الباكستاني "شهباز شريف"، الذي أثنى بشكل مبالغ فيه على الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" خلال "قمة السلام" في شرم الشيخ، التي شهدت توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وقال شريف في خطابه: "أود أن أرشح هذا الرئيس العظيم (ترامب) مجددًا لجائزة نوبل للسلام، لأنه بالفعل أحد أحق الناس بها. لقد أنقذ حياة الملايين في جنوب آسيا والشرق الأوسط".

وأضاف: "سيدي الرئيس، أقف احترامًا لقيادتكم النموذجية. أنتم الشخص الذي يحتاجه هذا العالم اليوم أكثر من أي وقت مضى. سيذكركم التاريخ كرجل فعل كل ما بوسعه لإيقاف الحرب".

وقد أثارت هذه التصريحات موجة من السخرية والانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وصفها الكثيرون بأنها "مبالغ فيها" و"تملق فج" لا يليق بالموقف السياسي الحرج في غزة. (İLKHA)