أعلنت السلطات الصحية في قطاع غزة أن عدد الوفيات بسبب الجوع خلال الساعات الـ48 الماضية ارتفع إلى 20 حالة، ليرتفع إجمالي عدد الضحايا منذ بدء الأزمة إلى 86 شخصًا، معظمهم من الأطفال.

ويواجه القطاع المحاصر من قِبل قوات الاحتلال الصهيوني أزمة إنسانية حادة مع تحذيرات من منظمات دولية بأن غزة على شفا مجاعة شاملة. وتشير تقارير ميدانية إلى تزايد حالات الإغماء في الشوارع بسبب الجوع، في ظل بحث السكان المحاصرين عن أدنى مقومات العيش، كالخبز والدقيق.

وأكد مسؤولون فلسطينيون أن هذه الوفيات ناجمة عن سياسة "تجويع ممنهجة" تمارسها قوات الاحتلال. وفي الأسابيع الأخيرة، استهدفت قوات الاحتلال مدنيين تجمعوا أمام نقاط توزيع المساعدات التابعة لـ"هيئة الإغاثة الإنسانية لغزة"، المدعومة من الولايات المتحدة.

وقال الدكتور منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة في غزة: "الوضع كارثي، الناس يسقطون في الطرقات من شدة الجوع، ونقص الغذاء يسرّع من وتيرة الموت".

من جهتها، حذرت شبكة منظمات المجتمع المدني في غزة من أن الساعات المقبلة قد تشهد مزيدًا من الوفيات، لا سيما بين الأطفال، ما لم يتم تدارك الوضع فورًا.

مجاعة وشيكة

وفي تصريحات صحفية، حذرت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عبير عاطفة من أن استمرار منع دخول المساعدات قد يؤدي إلى إعلان رسمي عن المجاعة في غزة بحلول سبتمبر.

ورغم عدم إصدار الأمم المتحدة إعلانًا رسميًا حتى الآن، إلا أن مراقبين فلسطينيين ودوليين يؤكدون أن قطاع غزة يعيش فعليًا في ظروف مجاعة.

وصرّح المقرر الأممي الخاص المعني بالحق في الغذاء "مايكل فاخري" قائلاً: "لم نشهد في التاريخ الحديث تجويعًا ممنهجًا بهذا المستوى".

بدوره، أشار مدير الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي "روس سميث" إلى أن أقل من 10% فقط من المواد الغذائية التي كان من المفترض دخولها غزة منذ مايو وصلت بالفعل.

كما أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) تحذيرًا من وصول سوء التغذية الحاد بين الأطفال في غزة إلى مستويات قاتلة.

انهيار النظام الصحي

يعاني النظام الصحي في غزة من شبه انهيار كامل بسبب القصف المتواصل والحصار المفروض، حيث أفادت وزارة الصحة بأن 16 فقط من أصل 38 مستشفى في القطاع لا تزال تعمل جزئيًا، في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، يواصل الاحتلال الصهيوني عدوانًا شاملاً على قطاع غزة، أسفر عن تدمير واسع النطاق في البنية التحتية، وتفاقم غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية. (İLKHA)