نظمت منصة أنقرة للتضامن مع فلسطين احتجاجاً حاشداً أمام السفارة البريطانية في العاصمة أنقرة.

نظم منصة أنقرة للتضامن مع فلسطين (ANFİDAP) وقفة احتجاجية أمام السفارة البريطانية في العاصمة التركية، في الذكرى السنوية الـ77 لنكبة فلسطين، للتنديد بالدور التاريخي لبريطانيا في احتلال الأراضي الفلسطينية وجرائم الإبادة المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، ولا سيما في غزة.

وبدأت الفعالية التي شهدت ترديد شعارات داعمة لفلسطين، بكلمة تعريفية ألقاها الصحفي والكاتب "طيار تَرجان"، أعقبها قراءة البيان الرسمي باسم المنصة من قبل السيد "بيرم باش"، ممثل وقف التعليم "أندرون".

"النكبة: طردٌ ممنهج لشعب بأكمله"

قال باش في كلمته: "في هذا اليوم، 15 مايو، نستذكر النكبة وندعم فلسطين الحرة، النكبة هي عملية طرد ممنهجة نفذتها إسرائيل ضد الفلسطينيين عام 1948، حيث تم تدمير أكثر من 550 قرية وتشريد أكثر من 700 ألف فلسطيني قسراً من أرضهم. إنها مأساة محفورة في الذاكرة الفلسطينية منذ 77 عاماً."

وأضاف: "نقف اليوم تضامناً مع كل من طُرد، قُتل، أو سُلبت أرضه على يد العصابات الصهيونية والاحتلال الإسرائيلي. منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا، قُتل عشرات الآلاف، وشُرّد مئات الآلاف، وأُجبر الملايين على العيش في مخيمات اللجوء في لبنان والأردن وسوريا."

"بريطانيا هي السبب التاريخي للنكبة"

أشار باش إلى أن إعلان بلفور عام 1917 كان نقطة الانطلاق لمأساة الشعب الفلسطيني، حيث خصصت بريطانيا أرض فلسطين للمهاجرين اليهود، قائلاً:
"بريطانيا هي المسؤول الأول عن النكبة. خلال الانتداب البريطاني، تم تسليم الأرض والمقدرات لتأسيس ما يسمى بدولة إسرائيل، وبنيت أول جامعة، وأول بنك، وأول جيش إسرائيلي بدعم بريطاني مباشر."

وشدد على أن الاستعمار البريطاني والأنظمة الغربية زرعوا بذور العداء والانقسام بين الشعوب، مما قوّض التعايش السلمي ليس فقط في فلسطين، بل في العالم أجمع.

"الاحتلال الإسرائيلي يواصل الإبادة في غزة منذ 7 أكتوبر"

وتابع "باش" أن العدوان الصهيوني المستمر على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، والذي مضى عليه أكثر من 580 يوماً، هو حلقة جديدة في مسلسل الإبادة، لافتاً إلى أن:
"إسرائيل لا تكتفي بالاحتلال، بل تمارس الفصل العنصري، والتجويع، والتطهير العرقي، والقتل الجماعي، كل ذلك بدعم وتواطؤ من الدول الغربية."

وأكد أن 90% من الأراضي التي تسيطر عليها الاحتلال حالياً تعتبر محتلة وفق قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي، في ظل غياب فعالية المؤسسات الحقوقية الدولية.

"الاحتلال الصهيوني هو اغتيال للسلام العالمي"

وجّه باش نداءً إلى تركيا والدول الإسلامية والعالم أجمع لاتخاذ خطوات ملموسة، قائلاً: "الاحتلال الصهيوني يعني 6 ملايين لاجئ، وملايين من المهجرين والمذلين داخل وطنهم، وأرض ملوثة بالقنابل النووية والكيميائية، ومؤسسات أممية عاجزة أو متواطئة، وجدار فصل عنصري، وقتل لإرادة التعايش، واغتيال للسلام العالمي."

مطالب إلى الحكومة التركية

وطالب "باش" باسم المنصة الحكومة التركية بما يلي:

• اتخاذ خطوات دبلوماسية وتجارية وعسكرية وقانونية حازمة ضد الاحتلال.
• محاكمة مزدوجي الجنسية المتورطين في دعم الإبادة.
• إغلاق كافة المطارات والموانئ أمام الاحتلال والمتعاونين معه.
• إيقاف خط نقل النفط من أذربيجان إلى الاحتلال عبر تركيا.
• إبرام اتفاقيات دفاعية إقليمية لحماية فلسطين.

"الشعب الفلسطيني سيعود إلى وطنه عاجلاً أم آجلاً"

واختتم "باش" كلمته بالتحية لأبناء الشعب الفلسطيني، قائلاً:
"نجدد التزامنا بالوقوف إلى جانب فلسطين، وندعو الجميع لمقاطعة داعمي الإبادة، والمساهمة بكل الإمكانات لنصرة غزة. نؤمن أن الفلسطينيين سيعودون إلى بيوتهم يوماً ما، وسنبقى أوفياء لقضيتهم بكل ذرة من كياننا."

وقد وجّه "باش" الشكر لكل من شارك ودعم الوقفات الاحتجاجية التي نظمتها المنصة منذ 587 يوماً ضد الجرائم الصهيونية. (İLKHA)