أظهرت آخر استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة انخفاض مستوى الدعم الشعبي لإسرائيل إلى أدنى مستوياته التاريخية، حيث أظهرت دراسة أجرتها مؤسسة غالوب في تموز/ يوليو أن 32% فقط من الأمريكيين لم يعارضوا ما وصفوه بـ "الإبادة في غزة"، بينما أبدى 60% معارضتهم.

أظهرت بيانات مركز بيو للأبحاث أن ثلث البالغين الأمريكيين (33%) يعتقدون أن الولايات المتحدة تقدم دعماً عسكرياً مفرطاً لإسرائيل، متجاوزين بذلك نسبة من يعتقدون أن الدعم كافٍ (23%) ومن يرونه قليلاً (8%). وأوضحت الدراسات أن غالبية الأمريكيين تعبر عن موقف سلبي تجاه إسرائيل، مع التركيز على القلق البالغ بشأن مقتل المدنيين الفلسطينيين في غزة وارتفاع مستويات الجوع نتيجة منع دخول المساعدات الغذائية.

وأظهرت الاستطلاعات أيضاً أن التعاطف مع الفلسطينيين أصبح يتفوق على التعاطف مع إسرائيل بين الرأي العام الأمريكي، وأن الدعم لإسرائيل يتراجع بشكل خاص بين الشباب، حيث لا يتجاوز دعم الفئة العمرية 18–34 عاماً لعمليات إسرائيل في غزة نسبة 9%، فيما يعتقد 42% من الشباب بين 18–29 عاماً أن الولايات المتحدة تقدم دعماً عسكرياً مفرطاً لإسرائيل.

وأشار بعض المسؤولين والسياسيين إلى دور منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك في تشكيل هذا الاتجاه، فيما يرى الخبراء أن التغير الكبير في الرأي العام مرتبط بزيادة الوصول إلى الصور والمعلومات حول الأحداث في غزة.

في هذا السياق، ازدادت سيطرة الإدارة الأمريكية على وسائل الإعلام الكبرى والمنصات الرقمية. ففي 25 أيلول/ سبتمبر، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرسوماً يقضي بأن تنتقل السيطرة الكبرى على تيك توك إلى مستثمرين أمريكيين لضمان استمرار عمله في الولايات المتحدة، وهو ما جاء استكمالاً لإجراءات سابقة اتخذتها إدارة بايدن.

وبموجب الاتفاق، تستحوذ مجموعة استثمارية بقيادة شركة أوراكل على 65% من أسهم تيك توك، علماً بأن مؤسس أوراكل لاري إليسون يعد من كبار المتبرعين لصندوق دعم الجيش الإسرائيلي (FIDF). كما استحوذت شركة إليسون الإعلامية Skydance في آب/ أغسطس على مجموعة Paramount التي تسيطر على CBS والعديد من القنوات المدفوعة، وتم تعيين باري وايس رئيسة تحرير عامة لـ CBS News، فيما تُحضّر الأسرة لدخول سوق Warner Bros Discovery (HBO، TBS، CNN).

وحذر محللون من أن هذه التحولات في ملكية الإعلام الأمريكي قد تؤثر على تغطية أخبار فلسطين وغزة، مشيرين إلى أن CBS News نشرت خلال العام الماضي 2,575 خبرًا عن غزة، لكن كلمة "إبادة" ظهرت فقط في 15% منها، مما يصعب على الرأي العام الأمريكي فهم حجم الأزمة بالكامل ومساءلة السياسات المتبعة. (İLKHA)