نواف التكروري: الجهاد بالمال أولويّة على الجهاد بالنفس

أكد رئيس هيئة علماء فلسطين الدكتور نواف التكروري، خلال كلمته في ملتقى العلماء، أن الجهاد بالمال يتقدم على الجهاد بالنفس، مشددًا على أن امتناع المسلمين عن الإنفاق من أموالهم يؤدي إلى ضعف المجاهدين والجهاد.
بدأ في ديار بكر ملتقى العلماء العاشر الذي ينظمه اتحاد العلماء والمدارس الدينية، بمشاركة علماء وأكاديميين من مناطق جغرافية مختلفة حول العالم، لا سيما من إقليم كردستان. كما حضر اللقاء مسؤولون من حركة حماس.
ويُعقد اللقاء هذا العام تحت عنوان "المبادرات الإيديولوجية المبنية على هويتنا الإسلامية"، في قاعة مؤتمرات جامع صلاح الدين الأيوبي بمركز حي يني شهير في ديار بكر، ويمتد لمدة يومين.
وبعد كلمات الافتتاح والترحيب انتقلت الفعالية إلى الجلسة الأولى. وفي الجلسة التي أدارها الدكتور حسين سودان، ألقى رئيس هيئة علماء فلسطين الدكتور "نواف التكروري" كلمة بعنوان: "الجهاد بالمال في طوفان الأقصى".
وثمن التكروري جهود المنظمين "اتحاد العلماء" لإقامته الملتقى العاشر، معربًا عن شكره لهم.
وأشار التكروري، إلى استمرار الهجمات على الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة قائلاً: "للأسف، لا تزال أراضينا الإسلامية تُقصف من قِبَل اليهود، وبات من غير الممكن القول إن هؤلاء الأعداء قد توقفوا، واعتبر أن ما يجري يمثل مرحلة ومنعطفاً جديداً من تنفيذ «وجوه مختلفة من الإبادة»، مشيراً إلى أن تضحيات أهل غزة ومجاهديها قد أحرجت العدو وكشفت عن عظمة الصمود. واستدعى دعاء الشهيد يحيى السنوار قائلاً: «يا الله، أسقط دولتهم في الذلّ على أيدينا، وأعز أمّتنا»، مؤكداً أن هذه كلمات تحثّ الأمة على التحرك والمشاركة، وداعياً الأمة الإسلامية إلى أن تكون شريكة في هذه المواجهة، والمساهمة في الحضور في الحرب القادمة والقريبة على حد تعبيره. وأضاف التكروري: "إن شاء الله لم تبقَ لهم أمد طويل. جاء شباب من غزة وقالوا: 'هؤلاء هم الشباب الذين سيحررون غزة. هؤلاء سيبلغون الانتصارات، وسينالون النصر إن شاء الله هم من سنّنا.' من هم في عمري هم من سيحررون الأقصى. هذا هو مشروع الجهاد الكبير. يجب أن نفكر في هذا، ويجب أن تفكروا أنتم بهذا. نحن الناس الذين سيتحملون مهمة التحرير؛ لسنا من سينتظر الدعم فحسب، بل نحن من سينفذ المهمة".
وشدّد على أن كل مسلم يجب أن يشارك في مشروع الجهاد بكل النعم التي بيده، قائلاً: "الأوائل الذين سيدخلون هم العلماء. إذا لم يشارك العلماء في هذا المشروع، وإذا لم يدخلوا في مشروع الحرية، فلن يشارك أي فرد من الأمة الإسلامية في هذا المشروع. إذا لم يقم العلماء بواجبهم، وإذا لم يتحركوا في سبيل تحريك الأمة الإسلامية، وفي جمع الأموال للجهاد، وفي توجيه الحرب، فلن تتحرك الأمة الإسلامية. الأمة الإسلامية ليست على دين حكامها وملوكها وقادتها، بل الأمة الإسلامية على دين العلماء. إذا أعدّ العلماء، وإذا كان لدى العلماء القدرة، وإذا أعدّوا الناس للقيام بواجباتهم كما أمر الله، فلن يتخلف الشباب ولا الأطفال ولا الأمة الإسلامية عن مَلاحقتهم. إذا لم تتحرك الشعوب، فذنب ذلك على العلماء. الذنب على العلماء الذين يجب أن يتولّوا هذه المهمة. إذا تحرّك العلماء، تتحرّك الأمة الإسلامية".
ولفت إلى أن للسّياسي طريقته الخاصة، لكنه أكّد على ضرورة إخلاص العلماء.
"قِمّة الجهاد هي الجهاد بالنفس"
ثم تناول موضوع "الجهاد بالمال" قائلاً:
"إذا نظرنا إلى جانب الفقه في الجهاد بالمال، فالقِمّة في الجهاد هي الجهاد بالنفس. هذه قمة الجهاد. إذا استعمل لفظ الجهاد مطلقًا، فإن الآيات أو الأحاديث تفهم مباشرة على أنها جهاد بالنفس. اليوم، للأسف، ضعف واجبنا بين الجهاد بالنفس والجهاد بالمال. قمة الجهاد الحقيقي هي جهاد النفس. لأن مهما كتبنا الصواب، ومهما تحدثنا عن الصواب، ومهما أنفقنا أموالنا، لكن إن لم نعدّ المجاهدين، إن لم نجهّز المجاهدين الذين سيجاهدون ضد الأعداء، فسنظل ناقصين".
"الجهاد بالمال يسبق جهاد النفس"
وأشار إلى أن "الجهاد بالمال يُذكر قبل الجهاد بالنفس في النصوص"، قائلاً: "لكن الجهاد بالمال ذُكر في الآيات قبل الجهاد بالنفس. ذُكر ذلك 11 مرة في آيات القرآن. في هذه المرات الأحد عشر ذُكرت أشكال الجهاد، وقد ذُكر الجهاد بالمال قبل غيره. وهذا لأن الجهاد المادي (المعنى) أكبر فضيلةً. لأن الجهاد بالنفس هو أعلى مراتب العطاء والكرم. لكن كما أشار العلماء، لذكر الجهاد بالمال قبل الجهاد بالنفس أسبابٌ معيّنة. لأنه من دون الجهاد بالمال لا يمكن أن يحدث جهاد بالنفس. فالجهاد بالمال يسبق الجهاد بالنفس. لأن الجهاد بالمال هو تحضير للجهاد بالنفس. الإنفاق بالمال تمهيد للتضحية بالنفس. هل يمكن لمن لا ينفق ماله أن ينفق نفسه؟ هل يمكنه أن يجاهد؟ لذلك يجب أولاً أن تكون لدينا قدرة مادية على الجهاد كي نتمكن من الجهاد بالنفس. القدرة على الجهاد بالمال هي تحضير للجهاد بالنفس. إنها تمرين وتعليم علّمنا الله إياه".
وشدّد على أنه إذا اعتدى العدو على جزء من أرض الإسلام، فإن "الجهاد بالنفس يصبح فرض عين"، قائلاً: "علينا أن نشعر أننا في حرب. والأولوية الأولى هنا أنتم أيها العلماء. يصدر العالِم الفتوى. على العلماء أن يقضوا معظم وقتهم في تحريك المسلمين، وفي جمع المال للجهاد، وفي توجيه الناس إلى الحرب".
وقال: "إن الجهاد بالمال مطلوب من الغني والقوي والضعيف وحتى الطفل"، مضيفًا: "حتى من مال الأطفال يُؤخذ جزء للجهاد. ومن رحمة الله أن من ينفق قليلًا من الفقير يُكتب له أجرًا قد يفوق أجر الغني الذي ينفق كثيرًا. هذه رحمة الله. يقول النبي ﷺ إن من أنفق درهمًا فكأنما أنفق درهمين".
"البخل بالمال يُعد تقصيراً في هذا الجهاد"
وأشار إلى أن الله ينظر إلى نوايا الناس: "لذلك قد يكتب الله لمن أنفق قليلًا أجرًا كثيرًا. نحن ننظر إلى مقاييس الناس، لكن الله ينظر إلى القلوب. لذا فالتقصير في الجهاد بالمال يجعلنا مسؤولين يوم القيامة".
وختم بالتأكيد أن عدم إنفاق المسلمين بالمال سيضعف المجاهدين والجهاد، قائلاً: "من يبخل بماله يكون مقصِّراً في هذا الجهاد. للجهاد بالمال صورٌ وممارسات عديدة. إن تجهيز المجاهدين وإرسالهم إلى ساحات القتال شرف لنا. أن تقول 'نريد أن نجهّز مجاهدًا' هذه مسألة عظيمة". (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
أعلن رئيس الوزراء التشيكي السابق وزعيم حزب "الأنو" (ANO) أندريه بابيش، توصله إلى اتفاق لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة مع حزبي الحرية والديمقراطية المباشرة (SPD) وحزب الدراجين اليميني، وذلك بعد فوز حزبه في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
أكد نائب رئيس اتحاد العلماء الملا "عبد الرحمن أوزكينجي" في كلمته خلال ملتقى العلماء، أن استعادة الأمة لهويتها الأصلية وقيام العلماء بدورهم الحقيقي سيضيء الطريق، وستُحفظ مقدساتنا وتُدافع عنها عبر الجهاد.
أكد سفير إمارة أفغانستان الإسلامية في أنقرة، صنيع الله فراهمند، خلال مشاركته في فعاليات "ملتقى العلماء العاشر" الذي عُقد في ديار بكر، أن "إمارة أفغانستان الإسلامية تقف إلى جانب جميع المجاهدين حول العالم، وعلى وجه الخصوص مجاهدي غزة"، مشددًا على دعم بلاده المتواصل لقضايا الأمة الإسلامية.