رئيس حزب الهدى يابيجي أوغلو يقيّم العملية في لجنة "تركيا بلا إرهاب"

شارك رئيس حزب الهدى "زكريا يابيجي أوغلو" في الجلسة الأولى للجنة "تركيا بلا إرهاب" التي شُكّلت في البرلمان، حيث عبّر عن آراء الحزب بخصوص هذه المرحلة في إطار هدف الوصول إلى تركيا خالية من الإرهاب.
قال رئيس حزب هدى ونائب إسطنبول زكريا يابيجي أوغلو، في كلمته خلال الاجتماع الأول للجنة: "إنّه لا ينبغي ربط الخطوات الواجب اتخاذها بشأن الحقوق والحريات الأساسية بأي شرط. فإذا كان الشيء حقاً، فإنه يُعطى بلا شروط، وهذا ما تقتضيه العدالة".
"من يحاول زرع بذور الفتنة يُعادي التركي والكردي والعربي على حدٍّ سواء"
وأشار يابيجي أوغلو إلى أهمية تشكيل اللجنة بهيكل شامل ومتكامل، قائلاً: "هذه القضية فوق الأحزاب، وربطها بقضايا أخرى وتعطيل العملية أو إفشالها يُعدّ ذنباً كبيراً. المسألة كبيرة، وعميقة، ومتعددة الأبعاد، لكن من الممكن حلّها، وهي في الوقت ذاته ضرورة عاجلة لا يمكن تأجيلها. ولأجل الحل، هناك أمران مطلوبان: إرادة قوية، وجهد مخلص. من يحاول زرع بذور العداوة والفتنة بين الكردي والتركي، أو بين التركي والعربي، أياً كان اسمه أو صفته أو قوميته، إنما يسيء للجميع، للكردي، والتركي، والعربي".
"حلّ كلّ مشكلة على حدة سيسهّل بإذن الله حلّ المشاكل الأخرى"
ولفت يابيجي أوغلو إلى أن وقف إراقة الدماء بأي شكل من الأشكال أمر قيّم، مشيراً إلى أن كل طرف يتضرر من النزاعات، وأنهم يدعمون الجهود الرامية إلى إنهاء العنف.
وتابع يابيجي أوغلو حديثه قائلاً:
"تأسيس هذه اللجنة أمر مهم، ولها فرصة حقيقية للقيام بدور فعّال في إنهاء العنف بشكل كامل. قدرة البرلمان في الدورة الثامنة والعشرين على التمثيل، ومشاركة جميع الأحزاب تقريباً الممثلة في البرلمان في هذه اللجنة – باستثناء بعض الاستثناءات – تعزّز من هذه الفرصة. بلا شك، لدينا مشاكل كثيرة ومتنوعة. وكما ذكر السيد الرئيس في كلمته، فإن هذه اللجنة لم تُشكّل لحلّ كل مشاكلنا، لكن من المتوقع أن تُطرح فيها بعض الطلبات والتمنيات والاقتراحات والشكاوى المتعلقة بالمشاكل القائمة. بالطبع، يمكننا مناقشة كل مشاكلنا، لكن تداخل المواضيع سيزيد من تعقيد المشكلة المتعددة الأبعاد ويصعّب حلّها. أن نقول: 'إما أن نحل كل مشاكلنا دفعة واحدة، أو لا نحل شيئاً' هو نهج إشكالي؛ من الحكمة أن نحلل مشاكلنا جيداً ونسعى لحلّها على شكل أجزاء. يمكننا أن نتحدث عن مشاكلنا، لكن لا ينبغي أن نربط حلّ إحداها بحل الأخرى، فحلّ كلّ مشكلة سيسهّل بإذن الله حلّ غيرها".
"نأمل أن يتم استخلاص الدروس من الأخطاء التي ارتُكبت في العمليات السابقة"
وقال يابيجي أوغلو: "لا شكّ في ضرورة إيجاد حلّ للقضية الكردية." وأضاف: "يتم التعبير عن ضرورات مثل 'الوحدة'، 'الأخوّة'، 'تعزيز الجبهة الداخلية' أو عبارات مشابهة؛ في الحقيقة، كلها تعني الشيء نفسه. نحن مضطرون لحلّ قضيتنا بالصلح وعلى أساس العدالة. لأن بقاء القضية دون حلّ يعني تحول المنطقة إلى ساحة مفتوحة للتدخلات الإمبريالية، وضياع أجيال، وانهيار اقتصادي. إن الاتفاق على أنّ زمن السلاح قد انتهى، وأن الجميع تضرر من فترات النزاع، وأنه يجب حلّ مشاكلنا من خلال السياسة والحوار، يشكّل فرصة كبيرة أمامنا لحلّ هذه المشكلة؛ ويجب عدم تضييع هذه الفرصة.
كانت هناك محاولات سابقة لإيجاد حل للقضية، لكن للأسف لم يكن من الممكن الوصول إلى الحلّ المنشود، وكلما تأخر الحلّ، ازدادت المشكلة تعقيداً. نأمل أن يكون قد تم استخلاص الدروس من الأخطاء التي ارتُكبت في العمليات السابقة، ومن المشجع وجود تصريحات تدلّ على أن دروساً قد استُخلصت، لكن من المفيد أن نكون في غاية الحذر. كانت هناك أسباب كثيرة أدت إلى إفشال العملية السابقة. أولها كان خلط قضية العنف بمطالب الحقوق لأشقائنا الكرد، واعتبار إحداهما شرطاً للأخرى. خلط هاتين القضيتين سيؤدي من جديد إلى الفشل وخيبة الأمل؛ وليس من حقنا أن نُعيد هذا السيناريو لمجتمعنا ولأمتنا".
"لقد استقبلنا بارتياح التصريحات التي تؤكد أن الحقوق الأساسية للمواطنين لن تكون موضوعاً للمساومة"
وأضاف: "إلى جانب ذلك، لا ينبغي أيضاً ربط الخطوات التي يجب اتخاذها فيما يتعلق بالحقوق والحريات الأساسية بأي شرط. فإذا كان الشيء حقاً، فإنه يُعطى بلا شروط، وهذا ما تقتضيه العدالة. إن أرضية الصلح والأخوة تُبنى بهذه الطريقة وتترسخ بهذا الشكل. وأود أن أعبر عن ترحيبنا بهذا المعنى بتصريحات السيد عبد الحميد غُل، الذي تحدث أولاً باسم مجموعة حزب السلطة، والتي أكّد فيها أن الحقوق الأساسية للمواطنين لن تكون أبداً موضوعاً للمساومة".
"لا يتم التعبير بشكل كافٍ عن حقيقة أن ما يجعلنا إخوة هو إيماننا المشترك"
وشدّد رئيس حزب الهدى زكريا يابيجي أوغلو على أهمية الاعتراف بالأخطاء التي أضرت بالأخوة الممتدة لألف عام وعدم تكرارها، قائلاً: "إنّ قبول هذه الأخطاء يعزز الأمل في عدم تكرارها. إن أرضية الأخوة الممتدة لألف عام راسخة. الجميع يتحدث عن أخوة عمرها ألف عام، لكن نلاحظ – وبأسف – أنه لا يتم التطرق بما فيه الكفاية إلى حقيقة أن ما يجعلنا إخوة هو إيماننا المشترك. لقد أصبح من الممكن أن نتقاسم المصير المشترك ونعيش معاً في وطن واحد بفضل هذه الأرضية الأخوية".
"المهم هو أن نؤدي مسؤوليتنا التاريخية"
كما قدّم يابيجي أوغلو تقييماً حول آليات عمل اللجنة، قائلاً:
"الأسلوب مقدَّم على المضمون، لكن لا ينبغي أن نضحي بجوهر القضية من أجل الإجراءات الشكلية. المهم هو أن تسهم هذه اللجنة بأكبر قدر ممكن من الجدية في الجهود الصادقة لحلّ واحدة من أكثر مشاكلنا إلحاحاً وخطورة، وأن نؤدي مسؤوليتنا التاريخية. أن نترك لأجيالنا القادمة وطناً مشتركاً يعيشون فيه بسلام، وأرضية يعيشون عليها كإخوة. أسأل الله أن تكلّل أعمال هذه اللجنة بالنجاح في هذا الاتجاه". (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
دعا المتحدث باسم منصة منظمات المجتمع المدني في دياربكر، "علي صاريخان"، إلى المشاركة في مسيرة غزة التي ستُنظم في العاصمة التركية أنقرة في العاشر من آب/ أغسطس الجاري.
انطلقت أولى اجتماعات لجنة "تركيا بلا إرهاب" في البرلمان التركي برئاسة رئيس البرلمان نعمان كورتولموش، بمشاركة نواب من جميع الأحزاب، في خطوة اعتُبرت بداية مرحلة جديدة في مكافحة الإرهاب داخل البلاد.
السفارة الأمريكية في دمشق تعبر عن قلقها من أحداث العنف في السويداء ومنبج، مؤكدة أن الحوار لا العنف هو السبيل لتحقيق السلام، مشيرة إلى جهود أمريكية-فرنسية مشتركة لحل النزاعات وتعزيز وحدة البلاد.