الأستاذ نذير تونتش: ماذا يريد الأكراد؟
يوضح الأستاذ نذير تونتش أن الأكراد في تركيا يواجهون محاولات محو لغتهم الأم ضمن سياسات رسمية للتتريك، وأن الخطوات الرمزية مثل دروس اللغة الكردية والبرامج التلفزيونية لا تكفي.
كتب الأستاذ نذير تونتش مقالاً جاء فيه:
إحدى الأسئلة التي نواجهها كثيرًا هي: "ماذا يريد الأكراد"؟
الأتراك الذين يطرحون هذا السؤال غالبًا ما يضيفون مباشرةً: هناك قنوات تلفزيونية تبث بالكردية،و توجد أقسام لدراسات الكردية في الجامعات، ويتم تدريس اللغة الكردية اختيارياً في المدارس… فما الذي يريدونه أكثر من ذلك؟
صحيح أنه من منظورهم، ربما يكونون على حق جزئيًا، فقبل فترة لم يكن يُعترف حتى بوجود الأكراد، حيث كان يُقال: "لا يوجد أكراد"، أما الآن، فقد تم الاعتراف بوجودهم على الأقل، وتُعرض الخطوات التي اتخذت كأنها منحة عظيمة.
لكن إذا تحدثنا حتى عن قسم الكردية في الجامعات أو درس اللغة الكردية الاختياري في المدارس الثانوية، فإن الحقيقة ليست كما يظنون.
لا أريد الدخول في تفاصيل كثيرة لأنها لا تتسع في مقال، لكن يكفي النظر إلى عدد معلمي اللغة الكردية الذين تعينهم وزارة التربية سنويًا، لتتضح الحقيقة تمامًا، فهناك كلام وإعلانات، لكن الممارسات العملية واضحة للعيان.
وعند النظر إلى هذه الممارسات، نجد النتائج التالية: في عام 1920 كان جميع الأكراد في تركيا يتحدثون اللغة الكردية، أما في عام 2020، فلم يعد سوى 20% من الأكراد يتحدثون لغتهم الأم، وإذا استمر هذا المسار كسياسة رسمية للدولة، فبحلول خمسينيات القرن الحالي، لن يتحدث أي شخص بالكردية سوى بعض سكان القرى الجبلية في تركيا.
لمن يسألون: "ماذا يريد الأكراد"؟ نجيبهم: "في تركيا، تُمحى لغتنا الأم الكردية تدريجيًا ضمن مشروع هندسة اجتماعية، على الرغم من وجود 25 مليون كردي، فإن اللغة الكردية على شفا الانقراض، يريد الأكراد وقف هذه السياسات التتريكية والحفاظ على لغتهم".
في هذا السياق، أود مشاركة حادثة مررت بها الأسبوع الماضي مع القراء الكرام.
فقد كنا الأسبوع الماضي في مدينة باتمان لتقديم التعازي، بعد وفاة ابن أخي البالغ من العمر 20 عامًا في حادث عمل.
يوم الجمعة (7 نوفمبر 2025) ذهبنا إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة بالقرب من بيت العزاء، وكان موضوع الخطبة: "الوفاء من الإيمان"، صعد الإمام إلى المنبر وبدأ بقراءة الخطبة المكتوبة باللغة التركية.
لكن الإمام لم يكن يعرف القراءة باللغة التركية جيدًا، فكان يتهجأ بعض الكلمات مثل طالب ابتدائي، ولم يفهم أحد ما يقول، أحيانًا كان يترجم ما يقرأه إلى الكردية ليفهمه الناس، وعندما يتحدث بالكردية كان متحدثًا بارعًا ومؤثرًا على المصلين، وعندما يعود للقراءة بالتركية، لا يفهم أحد شيئًا مرة أخرى.
كذلك، أغلب المصلين لا يجيدون اللغة التركية، وحتى لو قرأ الإمام الخطبة بشكل مثالي، فلن يفهمها معظمهم.
بعد الصلاة، سأل بعض المصلين: "ماذا سيحدث لو قرأ الإمام الخطبة باللغة الكردية وألقى العظة بالكردية"؟ هذا السؤال يمثل أكبر إجابة على سؤال: "ماذا يريد الأكراد"؟
نعم، الإمام لا يجيد التركية بشكل كامل، ومعظم المصلين لا يعرفون التركية، والبقية يفهمون الكردية أفضل بكثير من التركية. إذن، إجبار الإمام على قراءة الخطبة بالتركية هو نوع من الظلم والسخرية من الإمام والمصلين معًا.
ما لاحظته من المصلين كان واضحًا: "حتى ديننا لا يمكننا تعلمه بلغتنا… لم نشعر أبدًا أننا مواطنون متساوون… صمتنا هو بسبب عجزنا…"
والجدير بالذكر أن موقع مديرية الخدمات الدينية التابعة لرئاسة الشؤون الدينية يقدم خطب الجمعة بعدة لغات: التركية، العربية، الإنجليزية، الروسية، الألمانية، الإسبانية، الفرنسية، والإيطالية، لكن اللغة الكردية غير موجودة ضمن الخيارات.
نعم، هناك 25 مليون كردي في تركيا، ويتم إعداد الخطبة بـ 8 لغات، والكردية غير موجودة.
لذلك، لمن يسأل: "ماذا يريد الأكراد؟" نقول: "الأكراد يريدون العدالة". (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يسلط الأستاذ محمد كوكطاش الضوء على قسوة البرد الذي اختبره شخصيًا، ويقارن مع معاناة أطفال غزة الذين يواجهون الشتاء بلا مأوى أو تدفئة، محذرًا من تقصيرنا الإنساني والديني تجاههم.
يسلط الأستاذ محمد علي كونول الضوء في ذكرى وفاة سزائي كاراكوتش على إرثه الثقافي والفكري ودوره في إثراء جاغالوغلو بالحضارة والفكر، مستذكرًا تأثيره العميق على محبيه والمجتمع الثقافي.
يؤكد الأستاذ عبد الله أصلان أن الانحرافات الأخلاقية والفكرية التي يعيشها المجتمع سببها الابتعاد عن منهج الله واتباع نماذج بشرية منحرفة تُفرض بالقسر والخداع، ويبين أن الخلاص الحقيقي يبدأ من العودة إلى القيم الإسلامية وتحمل كل فرد لمسؤوليته في إصلاح المجتمع.