الأستاذ عبد الله كوان: هل سيستمر وقف إطلاق النار في غزة؟

سلّط الأستاذ عبد الله كوان الضوء على هشاشة موقف إسرائيل في غزة نتيجة الفشل السياسي والعسكري، وأبرز الدور المتصاعد للضغط الدولي والشعبي، مؤكّدًا على ضرورة جاهزية المبادرات المدنية لمواجهة أي انتهاك محتمل لوقف النار.
كتب الأستاذ عبد الله كوان مقالاً جاء فيه:
السؤال الأكثر طرحًا هذه الأيام هو: «هل سيكون وقف إطلاق النار في غزة دائمًا؟» هناك الكثير من الآراء القائلة: «الصهاينة غير جديرين بالثقة، وبعد الإفراج عن الأسرى سيعيدون الإبادة». أمنيتنا ألا يحدث هذا، لكن هذه المخاوف تأخذ احتمالًا عاليًا.
لقد رأينا سيناريو مشابهًا من قبل، ثمة خشية من تكرار ما حدث عندما انهار اتفاق وقف النار في يناير 2025. هناك احتمال أن يقوم الاحتلال الصهيوني بتخريب عملية وقف النار بعد تبادل الأسرى، وهذا الاحتمال بحد ذاته يثير قلق كل صاحب ضمير، إنهم يحاولون منذ الآن تهيئة أرضية لذلك، بحجة عدم تسليم جثامين من تحت الأنقاض.
الحقيقة أن نتنياهو وحكومته لم ينجحوا في تحقيق أهدافهم السياسية والعسكرية في غزة، وهو ما يثير قلقهم بشدة. فحماس ما تزال الفاعل الأبرز داخل القطاع، ويُنظر إلى ذلك على أنه هزيمة بالنسبة لنتنياهو، إضافةً إلى ذلك، هناك احتمال التعرض للملاحقة في المحاكم الدولية، وهذه الفكرة وحدها تجعل من على كرسي السلطة غير راغب في إنهاء الحرب، وهو ما يمهد لخرق اتفاق وقف النار.
نعم، لكي يكون وقف النار في غزة دائمًا، يجب أن تميل موازين القوى الإقليمية ضد إسرائيل الصهيونية، إلا أن ما برز خلال العامين الماضيين يُظهر أن الدول المؤثرة في هذا التوازن لن تمارس ضغطًا فعليًا على إسرائيل.
هل يكون بإمكان مصر وقطر وتركيا بوصفها دولًا ضامنة إيجاد آلية تضمن وقفًا دائمًا؟ لا أظن ذلك.
ففي اتفاق وقف النار السابق كانت مصر وقطر ضامنتين، ولكن حين نقضت إسرائيل وقف النار لم تُصدرا رد فعل مؤثر، والآن انضمّت تركيا إلى نفس الفريق فقط اسميًا.
ثم هناك الولايات المتحدة في المعادلة، الاضطراب الذي ينحسر في مصالح بعض الأطراف داخل توازنات الشرق الأوسط المرتبطة بإسرائيل ليس دائمًا في مصلحة واشنطن، نتنياهو الطفل المدلل للصهاينة يبدو أحيانًا غير مُبالٍ بالأمريكيين، وهذا لا يخدم حسابات التاجر ترامب، لكن من المؤكد أن الضغوط السياسية الداخلية في الولايات المتحدة ووجود لوبي إسرائيلي قوي قد يردعان أي تراجع عن الموقف المؤيد لإسرائيل.
فهل يعني ذلك أنه لا توجد معادلات قادرة على إجبار إسرائيل الصهيونية على الالتزام بوقف النار؟
بالطبع هناك معادلات، لكن أثرها قابل للنقاش.
أولًا: إسرائيل الصهيونية أنهكت كثيرًا خلال مواجهاتها في غزة وسفكت دماءً كثيرة، مما جعل الرأي العام الداخلي متعبًا وملّ من التصعيد، كما أن جنودها يفتقرون إلى الرغبة في القتال وهم منهكون نفسيًا، مما يزيد من هشاشة موقفها العسكري والسياسي.
ثانيًا: النظام الصهيوني فشل سياسيًا في أعين المجتمع الدولي، ويواجه ردود فعل متصاعدة على الساحة العالمية، وأوضح دليل على ذلك كان احتجاج رؤساء الدول وممثليها أثناء خطاب نتنياهو من منبر الأمم المتحدة، مما يعكس حجم الرفض الدولي المتزايد لممارساته.
ثالثًا: المبادرة المدنية الشعبية تلعب دورًا مهمًا، إذ انقلب الرأي العام العالمي ضد النظام الصهيوني ووصمه بارتكاب الإبادة. حتى أن أسطول «صمود» اتجه مؤخرًا نحو غزة، مما يعكس اتساع ردود الفعل الشعبية حول العالم وتناميها بسرعة ككرة ثلج.
العوامل الثلاثة التي ذكرناها قد تُبقي وقف النار قائمًا، ولكن بالنظر إلى الظروف العامة، فإن احتمال أن يكسر النظام الصهيوني وقف النار يبقى أعلى، وفي مثل هذه الحالة، يجب أن تكون المبادرات المدنية ضد إسرائيل جاهزة وتُحدّد خططها مسبقًا وتستعد. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
ينتقد محمد كوكطاش بشدة سياسات ترامب ودعم الغرب لإسرائيل ويكشف ازدواجية المعايير وصمت الأنظمة المتواطئة، يؤكد أن أصحاب المصالح لن يجرؤوا على المواجهة، وأن الشعوب التي لا تملك ما تخسره هي القوة الوحيدة القادرة على قلب المعادلة وإسقاط الظلم.
يسلط الأستاذ عبد الله أصلان الضوء على وقف إطلاق النار في غزة، ودور حماس في أداء واجبها تجاه الفلسطينيين، مع التأكيد على استمرار المقاومة ومحاسبة الاحتلال، ورؤية المستقبل بأمل وثقة بالله.
يركز الأستاذ محمد كوكطاش على أهمية تثبيت الهدنة وتأمين الاحتياجات الأساسية لغزة تمهيدًا لإعادة الإعمار، كما يشدد على وجوب دفع إسرائيل والولايات المتحدة تعويضات عادلة للشهداء والجرحى.