الأستاذ عبد الله أصلان: غزة دابة الأرض في عصرنا

يسلّط الأستاذ عبد الله أصلان الضوء على أنّ غزّة لم تعد مجرد جغرافيا محاصرة، بل صارت مرآة كاشفة للمواقفن، إنها دابّة الأرض في عصرنا، تفضح الصمت وتُميّز بين الحق والباطل.
كتب الأستاذ عبد الله أصلان مقالاً جاء فيه:
جلستُ أمام لوحة المفاتيح لأكتب عن قضية اجتماعية تهمّنا، غير أنّي لم أستطع الصمود أمام الأخبار الواردة من غزّة، لقد بات تدمير غزّة أمرًا مألوفًا، وكأن العالم اعتاده، فالمجرم نتنياهو وأكبر داعميه ترامب يطمعون في أرض المظلومين في غزّة، في مائها، في كل ما يملكونه، وقد فعّلوا بالكامل سياسات الاحتلال.
إنهم يعيشون وهم بناء المنتجعات السياحية فوق الأراضي المروية بدماء المظلومين، وبينما تستمر هجمات الاحتلال على غزّة، تواصل الولايات المتحدة مساعيها بلا هوادة لفرض هيمنتها الإمبريالية على العالم.
فهي تستعد لاحتلال "ممرّ زنغزور" – الذي يخصّ كل آسيا والمنطقة التي تسمّى الشرق الأوسط – دون أن تطلق رصاصة واحدة، وهي لا تفرض العقوبات على الدول التي لها أنشطة تجارية مع إيران فحسب، بل تضع حتى الشركات مباشرة على لوائح الحظر، أمّا الكيان المحتل الذي يمارس الإبادة، فتُرسل له أمريكا سفنًا وطائرات محمّلة بالأسلحة.
واللافت أنّ ثمن تلك الأسلحة قد جُبي مسبقًا من دول الخليج، إنهم لا يقبلون حتى أن تُدفع ثمن الرصاصات التي يطلقونها علينا بالأجل؛ بل يأخذونها سلفًا وبالدفع المسبق.
فيما منظمة التعاون الإسلامي تجتمع ثم تتفرّق، ولا تقوم بأي عمل نافع سوى الأكل والشرب والتقاط الصور.
أما أولئك الذين يصرخون قائلين: "سيكسبون الثواب" في إشارة إلى المسلمين والعرب الذين يموتون جوعًا، فإنهم في الحقيقة يحاولون فقط إسكات صوت ضمائرهم.
على مدى أكثر من 22 شهرًا متواصلة، كل من قال: "أوقفوا التجارة مع إسرائيل" إمّا كُذّب أو أُسكت.
بل إن الذين رفعوا أصواتهم بهذا الشأن تعرّضوا للضرب أو الاعتقال، لكن حديثًا فقط، قامت تركيا بتقييد حركة السفن المرتبطة بالكيان المحتل، وأعطت تعليمات إلى الوكالات البحرية ورؤساء الموانئ، فالموانئ في تركيا ستطلب من السفن الأجنبية المتجهة إلى الكيان المحتل، أو التي قد تتجه إليه، وثيقة رسمية تُثبت أنّها لا تحمل شحنات عسكرية ولا ترتبط بالاحتلال.
هذا يعني أنّه حتى اليوم، لم تكن هناك أي قيود على السفن التي تنقل الأسلحة إلى أولئك مصّاصي الدماء، وحتى الإجراء الجديد يقتصر فقط على الشحنات العسكرية، ما يعني أنّ مجالات الغذاء والبناء وباقي البنود ما تزال متاحة.
لا تفهموني خطأ، لكن بعد هذه القرارات المفاجئة، يخطر ببال المرء سؤال: هل يرتبط هذا القرار بـ "أسطول غزّة جديد"؟ لا سيما أنّ العناوين تُكتب بهذا الشكل: "تركيا قيّدت حركة السفن المرتبطة بإسرائيل".
يبدو واضحًا أن هناك كثيرين – من أشخاص ودول – لم يقوموا بما يوجبه الواجب تجاه غزّة، ولم يرفعوا الصوت كما يجب، لكن ينبغي أن يُدرك الجميع: إنّ هذا الصمت لن ينقذهم؛ بل سيغرقهم أكثر، هذا السكون سيجعل المعتدين أكثر جرأة، وتصريحهم العلني: "ندخل مرحلة الاحتلال الكامل" إنما هو الدليل الواضح على ما يجري.
إنهم يقولون وكأنهم يصرّحون: "لا نخافكم، لا نكترث بكم، وسيأتي دوركم أيضًا!".
والمؤسف أنّ دول الإسلام تنتظر دورها كخرافٍ للذبح، كأنها لا تفعل شيئًا سوى الترقّب! مشهد في غاية الألم…
لكن هناك حقيقة لا مفرّ منها:
غزّة هي دابّة الأرض في عصرنا!
ستُميّز بين الناس جميعًا!
فليكن من نصيبنا أن نكون من حملة ختم الخير… (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يسلط الأستاذ محمد آيدين الضوء على مأساة غزة، محذرًا الحكام من خذلان المستضعفين، ومؤكدًا أنّ نصرتهم واجب ديني وأمانة أمام الله.
يستنكر الأستاذ محمد كوكطاش ارتكاب الكيان الصهيوني المجازر واحتلال غزة أمام أعين الأمة، في وقت يغرق فيه العالم الإسلامي في الغفلة والخيانة، معتبرًا أنّ بيانات الاستنكار لم تعد سوى غطاء لتمرير الجرائم وتخدير الشعوب.
كتب الأستاذ "إسلام الغمري" نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية ضمن مقال حول معجزة غزة وصمودها أمام الآلة العسكرية للاحتلال الصهيوني، ما يلي: