الأستاذ عبد الله أصلان: بعد سنوات من سفك الدماء أحرق حزب العمال الكردستاني سلاحه

شدّد الأستاذ عبد الله أصلان أن إحراق أسلحة تنظيم PKK الإرهابي ليس نهاية لمسار طويل من الإجرام، بل خطوة رمزية لا تُغني عن المحاسبة، والاعتراف، وتحقيق العدالة.
كتب الأستاذ عبد الله أصلان مقالاً جاء فيه:
على مدى أكثر من أربعين عامًا، ظلّت الأسلحة تحصد الأرواح وتُشعل المآسي في هذه الجغرافيا المنكوبة، ودفعت الشعوب ثمناً باهظاً من دمائها وأمنها واستقرارها، فمنذ أن سيطرت قوى متطرفة على قرار السلاح، والأمهات تبكين أبناءهن، والآباء تُكسر كرامتهم، والعائلات تُهجّر، والعشائر تتفكك، وأمة بأكملها حُرمت من لحظة راحة أو شعور بالأمان.
لقد زُجّ بالشباب إلى الجبال تحت شعارات جوفاء، وباسم قضايا ملفقة، قادهم وهم "النضال" إلى حضن الإنكار والإلحاد، حيث تحوّل الإسلام، والقرآن، والقيم الإنسانية، إلى أهداف معلنة للحرب، تحولت الشعارات "الثورية" إلى أداة لتحطيم البنية الدينية والثقافية لشعب بأسره، وتم تجريم كل ما هو إنساني وإسلامي.
باسم الاشتراكية والشيوعية، أُبيد الأبرياء، وشُوّهت مفاهيم الخير، حتى غدت المساجد، والمدارس، والمستشفيات، والمراكز الصحية، ساحة للرصاص والدمار، وها هو التاريخ يشهد على مجزرة مسجد "سوسا"، حين أُعدم عشرة من القرويين المسلمين بدم بارد، وعلى مأساة "ياسين بورُو" ورفاقه الذين استُشهدوا بوحشية أثناء توزيعهم لحوم الأضاحي.
كل من رفض الرضوخ لهذا التنظيم دفع الثمن، لا سيما من أبناء الشعب الكردي الذين قالوا "لا" بلغة الكرامة، فصاروا هدفًا مستباحًا لهذه البنادق السوداء، بيوت دُمّرت، دماء سُفكت، وأرواح أُزهقت... تحت مسمى "القضية".
واليوم، تُحرَق بعض الأسلحة التي ارتكبت هذه الجرائم... فهل يكفي ذلك؟
الحقيقة التي لا يجب أن تغيب: إحراق السلاح لا يمحو الجريمة، لا يمكن إغلاق الملفات بعود ثقاب، ولا يُمكن أن يكون الحريق بديلاً عن الحقيقة أو العدالة، إن استمرار هذا المسار يتطلب ما هو أعمق من الرمزية، يتطلب تفكيكًا جذريًا لبنية إجرامية نُسجت على مدى عقود، واعترافًا شجاعًا، ومحاسبة واضحة.
من الخطأ الكبير أن يُستقبل من تورّطوا في القتل والتهجير كمَن عادوا من نزهة، أو أن يُقدَّموا للرأي العام في صورة الأبطال، الغفران لا يسبق الاعتراف، ولا تُمحى الخطيئة بتجاهلها، فكيف لنا أن نغضّ الطرف عن تنظيم لم يعترف بخطاياه، ولم يُبدِ أي ندم، ولم ينطق حتى بـ"تُبتُ"؟
كيف نسمح أن يتحوّل إغلاق جرحٍ مفتوح إلى بوابة لأوجاع جديدة؟
إن من الخطأ اعتبار أن الأمور قد استُقرت لمجرد إحراق مجموعة من الأسلحة، ما زال الطريق طويلًا نحو العدالة، وما زال آلاف المظلومين ينتظرون إنصافهم، إن لم يكن في الدنيا، فليكن في الآخرة.
صحيح أن إحراق السلاح خطوة لافتة، لكنها لا تعني نهاية المأساة، بل قد تكون بداية جديدة لمسار يجب أن يكون قائمًا على الحقيقة، والعدالة، والمساءلة.
إن أرواح من استُشهدوا، ودموع من فقدوا أبناءهم، لن تنطفئ بنارٍ في ساحة، بل تحتاج إلى موقف أخلاقي، سياسي، وإنساني شجاع، يُعيد تعريف الأشياء كما هي: القاتل قاتل، والمظلوم مظلوم.
فهل نملك الشجاعة لنقول ذلك؟
حتى إشعار آخر... من المبكر جدًا القول إن كل شيء على ما يُرام. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
أكد الأستاذ محمد أشين في مقاله أن الأمة الإسلامية تعاني منذ قرن من هيمنة القوى الإمبريالية والصهيونية، لكن مقاومة غزة كسرت وهم التفوق الصهيوني وأصبحت رمزًا لتحرير الأمة، وأعرب عن تفاؤله بأن النصر قريب بإذن الله.
أكد الأستاذ "إسلام الغمري"، أن تركيا، وبقرارات واعية وشجاعة، قطعت على نفسها طريق الانقسام الدائم، وفهمت أن السلاح يُسكت حين تُسمَع المطالب، وأن المواطنة لا تُجزأ.
يدعو الأستاذ محمد كوكطاش إلى تحرك تركي فوري وحاسم ضد التهديدات الصهيونية، محذرًا من أن التأخر أو انتظار الضربة سيكون انتحارًا وطنيًا، وأكد أن إعلان إسرائيل اعتبار تركيا أكبر تهديد لها يستوجب ردعًا استباقيًا قبل فوات الأوان.